عاجل

الخارجية الروسية: لافروف لن يجتمع مع بلينكن خلال زيارته لنيويورك

logo
أخبار

"لوموند": تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" يعيش حالة موت بطيء

"لوموند": تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" يعيش حالة موت بطيء
05 ديسمبر 2020، 12:05 م

قال تقرير نشره موقع صحيفة "لوموند" الفرنسية إن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" يعيش حالة "موت بطيء" في شمال الجزائر، المنطقة التي شهدت نشأة هذا التنظيم المتطرف.

وأشار التقرير إلى غارة نفذها الجيش الجزائري في جيجل (350 كلم شرق الجزائر العاصمة)، الثلاثاء الماضي، أدت إلى القضاء على نشطاء لـ "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، بعد ستة أشهر من القضاء على أمير الجماعة في مالي.

ورصد في مكان الغارة "سبعة هواتف وعشرات حقائب الظهر وبطارية شمسية وثلاث بنادق كلاشينكوف وحفرة".

واعتبر التقرير أنّ التنظيم يشهد "انتكاسة خطيرة تكشف مرة أخرى عن المعاناة البطيئة للجماعة شمال الجزائر، وهي المنطقة التي وُلدت فيها المنظمة، ومن بين المتطرفين الثلاثة الذين قُتلوا يوم الثلاثاء اثنان من قادة الجهاد الجزائريين وقدامى المحاربين.

ويلقب الأول بـ "أبو حيان" وهو مسؤول المنطقة الشرقية وعضو "لجنة الأعيان" المسؤولة عن "اللجنة الشرعية" للجماعة، والثاني هو "أبو موسى الحسن" وهو مسؤول الدعاية والمساعدات الإعلامية.

عام صعب

ونقل التقرير عن مصدر أمني قوله: إنه "لم يعد لديهم منطقة احتياطية، الجبال المحيطة بجيجل والتي يصعب الوصول إليها كانت منذ فترة طويلة ملاذًا للجماعات المسلحة، الآن تغيرت المعطيات وتحرك الجيش هناك وأجبرهم على التنقل باستمرار وفي مجموعات صغيرة، وهم الذين يقعون في الكمائن".

وأشار التقرير إلى أنّه "في بعض الأحيان يكون انخفاض درجات الحرارة وثلوج الشتاء هو ما يعقد مهمتهم".





وقال الصحافي الجزائري أكرم خريف: إن "هذه منطقة لا تزال فيها مجموعات قليلة، وأحيانًا يصادفون وحدات من الجيش.. أعتقد أنهم تحركوا بسبب سوء الأحوال الجوية".

ووفق التقرير: "تمثل هذه الخسائر الجديدة سنة صعبة بالنسبة للذراع الجزائري لتنظيم القاعدة الذي لا يزال يقود المجموعة على بعد عدة آلاف الكيلومترات إلى الجنوب، وفي 3 يونيو / حزيران الماضي قتل آخر أمير للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، هو عبد المالك دروكدال (50 عاما) على يد القوات الفرنسية الخاصة في شمال مالي".

وأكد التقرير أن "أبو عبيدة العنابي، الذي يخلفه، يبلغ من العمر 50 عامًا، وهو أيضًا جزائري من هذا الجيل، وعضو في الجماعة الإسلامية المسلحة منذ عام 1993، وانضم إلى الجماعة السلفية للدعوة والجهاد  المنشقة عن الجماعة الإسلامية المسلحة التي أنجبت القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وكان هو من أعلن انضمام الجماعة السلفية للدعوة والقتال إلى تنظيم القاعدة، وتولى قيادة لجنة الحكماء لمدة عشر سنوات".

وبحسب التقرير، فإن "هذه اللجنة وهي هيئة جماعية، إرث للجماعة السلفية للدعوة والقتال، ومن المفترض بشكل خاص أن تحمي الجماعة من (الانتهاكات) الفردية المنسوبة إلى أمراء الجماعة الإسلامية المسلحة، ثم انخرطت في دوامة مجازر بحق المدنيين وتصفية حسابات".

استراتيجية التحالف المحلي

وتابع التقرير أن "العنابي يوصف بأنه شخصية ذات طابع ديني أكثر من كونه عسكريّا، وبحسب ما ورد أصيب بجروح خطيرة في عام 2009 في منطقة القبائل، لكنه صعد بشكل هرمي لخلافة عبد المالك دروكدال، ويستجيب تعيينه على رأس المجموعة قبل كل شيء لمنطق الاستمرارية والتماسك الداخلي، بينما يواجه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بقسوة التنظيم الجهادي المنافس لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يخشى تأثيره".





وقال التقرير: "أدى هذا الصراع المفتوح بدوره إلى مقتل عشرات الجهاديين في 2 نوفمبر / تشرين الثاني الماضي على أيدي الجيش الفرنسي، أثناء قيامهم بإعادة تجميع صفوفهم في منطقة متنازع عليها بين الجماعتين".

وأوضح التقرير أنه "مع استمرار استهداف القوات والمصالح الفرنسية، عدوها الأول في المنطقة، سيكون على العنابي أن يحافظ على استراتيجيته القائمة على التحالفات المحلية التي أسفرت، في مارس / آذار 2017، عن إعادة تجميع الوحدات الجهادية في منطقة الساحل وتسمى جماعة نصرة الإسلام والمسلمين".

وذكّر التقرير بأنه "كجزء من عملية تبادل الأسرى التي تم التفاوض عليها مع باماكو، والتي استفاد منها العديد من الشخصيات الجهادية من بين 200 مقاتل، أطلقت الجماعة مطلع أكتوبر / تشرين الأول الماضي العديد من الرهائن، بما في ذلك الخصم المالي صومايلا سيسي وصوفي بيترونان، ما أثار حنق الجيش الجزائري".

وفي نهاية أكتوبر / تشرين الأول الماضي، وصفت وزارة الدفاع الجزائرية المفاوضات بأنها "غير مقبولة"، حيث أدت إلى ترتيبات مالية تتعارض مع قرارات الأمم المتحدة، التي تجرم دفع الفدية، ما يعرقل جهود مكافحة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC