معاريف: حالة تأهب قصوى في صفوف الجيش الإسرائيلي تحسبا لهجوم قد يشنه حزب الله

logo
أخبار

كيف أعاد انشقاق ساعار عن "الليكود" رسم الخريطة السياسية الإسرائيلية؟

كيف أعاد انشقاق ساعار عن "الليكود" رسم الخريطة السياسية الإسرائيلية؟
10 ديسمبر 2020، 2:49 ص

دفعت الاستقالة المفاجئة التي أعلنها عضو الكنيست عن حزب "الليكود" جدعون ساعار، الثلاثاء، العديد من المراقبين والمحللين إلى محاولة رسم الخريطة السياسية الإسرائيلية من جديد، بعد أن شهدت ما يمكن وصفه بالزلزال السياسي الذي نجم عن انشقاق ساعار.

وتسبب انشقاق هذا النائب في قلب الموازين رأسا على عقب، ووضع صعوبات أمام زعيم حزب الليكود رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إذا حاول تشكيل الحكومة المقبلة، هذا لو أجريت انتخابات جديدة.

وقبيل استقالة ساعار، الذي كان قد تولى في الماضي حقائب وزارية مثل التعليم والداخلية، اعتبر المنافس التقليدي شبه الوحيد لنتنياهو داخل حزب الليكود، منذ إعلان عودته للحياة السياسية عام 2017، إذ كان قد أعلن اعتزال العمل العام في أيلول/ سبتمبر 2014.

وخلال تشكيل حكومة نتنياهو الحالية - وهي الحكومة الـ 35 في تاريخ إسرائيل والخامسة في مسيرة نتنياهو - نشب خلاف بينهما، وفضل نتنياهو عدم منحه أية حقيبة وزارية، وعرض عليه تولي منصب سفير إسرائيل بالأمم المتحدة، لكنه رفض.





أمل جديد

وجاء انشقاق ساعار وإعلانه تشكيل حزب سياسي يحمل اسم "أمل جديد" وسط أجواء من التوتر السائد بين حزب الليكود وشريكه الائتلافي "أزرق أبيض"، للحد الذي دفع زعيم الحزب الأخير بيني غانتس، الذي يتولى منصب وزير الدفاع ويوصف برئيس الوزراء البديل، للتصويت لصالح مشروع قانون حل الكنيست قبل أيام، تاركا أمام نتنياهو الفرصة لتنفيذ تعهداته وتمرير الموازنة العامة بالشروط التي حددها الحزب، وإلا سيعني الأمر سقوط هذه الحكومة.

وأظهرت نتائج استطلاعات للرأي خلال الأيام الأخيرة أنه في حال أجريت انتخابات جديدة اليوم سوف يحصل حزب الليكود بزعامة نتنياهو على 28 مقعدا، بينما يحل حزب "يمينيا" برئاسة نفتالي بينيت ثانيا بواقع 21 مقعدا.

كما أظهرت غالبية استطلاعات الرأي أنه لو أجريت الانتخابات اليوم ستحصل كتلة اليمين – الحريديم على 61 مقعدا، وستحصل كتلة اليسار- الوسط على 52 مقعدا، بينما سيحصل حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان على 7 مقاعد.

حكومة سادسة؟

وقدر مراقبون أن هذه النتائج تعطي نتنياهو مساحة كبيرة للمناورة السياسية ضد شريكه غانتس، وتؤشر أيضا على أنه لا يخشى فكرة الذهاب إلى انتخابات جديدة، لا سيما أنها ستحرره من الاتفاق الائتلافي الذي يحتم عليه نقل منصب رئيس الوزراء العام المقبل لشريكه غانتس.

واعتبر المراقبون أنه لو أجريت انتخابات يستطيع نتنياهو تشكيل حكومة ضيقة، هي السادسة في تاريخ مشواره السياسي، من دون الخضوع لمساومة من جانب ليبرمان أو أحزاب اليسار، إذ يمكنه تشكيل حكومة يمينية تضم بينيت وقائمته "يمينا" فضلا عن الحزبين الحريديين "شاش" و"يهدوت هاتوره".





زلزال ساعار

وأعلن النائب ساعار استقالته المفاجئة ليقلب المشهد رأسا على عقب، إذ يعني دخوله إلى الحلبة السياسية منافسا لنتنياهو أن هذا الأخير لن يتمكن من تشكيل حكومة اليمين – الحريديم، بعد أن تبين أن دخول ساعار إلى المنافسة يسحب من رصيد "الليكود" من جانب و"يمينا" بزعامة بينيت من جانب آخر.

وعكس استطلاع للرأي نشرت قناة "أخبار 13" نتائجه مساء أمس الأربعاء، هذا الواقع، إذ منح المشاركون في الاستطلاع حزب الليكود 28 مقعدا، بينما يلاحظ تراجع عدد المقاعد التي حصلت عليها قائمة "يمينا" لتصل إلى 16 مقعدا، وسيحصل حزب "أمل جديد" بزعامة ساعار على 15 مقعدا، يبدو أنها ستشكل فارقا كبيرا إذا قرر وزير الداخلية الأسبق خوض الانتخابات منافسًا لنتنياهو.

ووفق وسائل إعلام عبرية، فقد تبدلت خريطة الكتل الحزبية منذ إعلان استقالة ساعار، وانقسمت إلى كتلتين، الأولى تصب لصالح نتنياهو والثانية قادرة على إسقاطه.

اليمين يتراجع

وذكرت قناة "أخبار 13" أنه في حال تحالف نتنياهو وبينيت، وهذا الأخير مازال لم يعلن أنه سينفذ خطوة من هذا النوع في ظل الخلافات بينهما، أضف إليها الحزبين الحريديين "شاس" و"يهدوت هاتوره"، سوف تحصل هذه الكتلة على 58 مقعدا فقط، ومن ثم يعود أفيغدور ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" ليمتلك ورقة المساومة النهائية.

ولو خاض ساعار الانتخابات ضمن كتلة اليسار – الوسط، مع زعيم كتلة "هناك مستقبل – تيلم" يائير لابيد، وزعيم "أزرق أبيض" غانتس، فضلا عن حزبي "ميرتس" و"القائمة العربية المشتركة"، ستستطيع هذه الكتلة تحقيق 62 مقعدا، وهو ما يعني أن ساعار أحدث فارقا كبيرا للغاية على الأقل حتى الآن ومن النواحي النظرية.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC