فايننشيال تايمز: الصين تقطع استثماراتها الجديدة في شركات الأسهم الخاصة الأمريكية
قال محللون سياسيون مغاربة، إن تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، سيخدم السلام في المنطقة، مؤكدين أن هذه العلاقات المعلنة ليست بالجديدة، وقد فرضت ظروف موضوعية إعادتها في هذا التوقيت، لكنهم شددوا على أنها لن تكون على حساب القضية الفلسطينية.
ومساء أمس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موافقة المغرب على التطبيع مع إسرائيل. مضيفا أنه "وقع قرارا تعترف بموجبه الولايات المتحدة بسيادة المغرب على على الصحراء الغربية".
وبموجب الاتفاق، سيقيم المغرب علاقات دبلوماسية كاملة، وسيستأنف الاتصالات الرسمية مع إسرائيل، ويسمح بعبور رحلات ووصول وقيام رحلات من إسرائيل وإليه لكل مواطنيه.
إستراتيجية جديدة
وحيال ذلك، رأى أمين صوصي علوي، الباحث المغربي في مجال الإعلام وصناعة الرأي العام، أن "أي علاقات مغربية إسرائيلية ستكون مشروطة بالحقوق التاريخية للفلسطينيين، وحقوق المسلمين في المسجد الأقصى"، مؤكدا أن المغرب لن يتخلى عن هذه الثوابت، وهو ما أكده الملك محمد السادس للرئيس الفلسطيني.
وأضاف علوي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "بلاده ليست دولة متشنجة سياسيا، وهي دائما ما تقدم المصلحة العليا على كل شيء"، لافتا إلى أن إقامة علاقات مع إسرائيل "لن يكون على حساب القضية الفلسطينية".
وشدد على "أن العلاقات المغربية الإسرائيلية ليست بالجديدة، فقد فرضتها ظروف موضوعية على رأسها وجود ما يفوق المليون من الجالية اليهودية المغربية داخل إسرائيل، وكان هناك مكتب للاتصال بالرباط لكن تم إغلاقه العام 2002، واسترجاع هذا التواصل، سيكون بهدف فتح طريق جديد لتحقيق السلام العادل بين الإسرائيليين والفلسطينيين"؛ وفق تعبيره.
ويعتقد المتحدث، "أن المغرب يسعى لإنهاء نزاع الصحراء الغربية المفتعل بشكل دبلوماسي، ويبدو أنه سلك الطريق الصحيح، بحيث كسب اعترافا أمريكيا بمغربية الصحراء، عقب نجاح تدخله بمنطقة الكركرات وطرد ميليشيات جبهة البوليساريو من المنطقة الحدودية".
وشدد صوصي علوي، على أن "الجانب الإسرائيلي، عليه أن يغتنم هذه المبادرة المغربية لتحقيق السلام الحقيقي بالمنطقة، وكبح جماح الأصوات الصهيونية المتطرفة داخل إسرائيل وخارجها واحترام المقدسات الإسلامية والتوقف عن محاولات التوسع على حساب العرب".
وفي تحليله للخطوة الأمريكية التي أعقبت هذا الاتفاق والمتمثلة في الاعتراف بمغربية الصحراء، قال الخبير المغربي: إن "هذه الخطوة الأمريكية تؤكد بشكل قوي سيادة المغرب على ترابه"، معتبرا أن الولايات المتحدة وبنفوذها داخل مجلس الأمن ستعزز هذا التوجه.
هل هي مقايضة؟
من جهته، قال الباحث والمحلل السياسي المغربي الدكتور إدريس الكنبوري، إن تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل "ليس بالأمر المفاجئ، بل هو مبني على تراكمات تاريخية عديدة".
وأضاف الكنبوري في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن "المغرب ومنذ عهد الملك الراحل الحسن الثاني، لعب دورا محوريا في الوساطات الفلسطينية الإسرائيلية وأيضا العربية الإسرائيلية، كما زارت المغرب في تلك الفترة قيادات إسرائيلية بارزة وعلى رأسها شمعون بيريز"، مبينا أن التطبيع بين الرباط وتل أبيب "كان متوقعا".
وأكد المحلل السياسي المغربي، أن "الجديد في هذا التطبيع، هو ربطه بشكل مباشر بقضية الصحراء المتنازع عليها، بحيث اعترفت أمريكا رسميا بمغربية الصحراء وقررت فتح قنصلية بمدينة الداخلة الجنوبية مباشرة بعد إعلان التطبيع بين المغرب وإسرائيل، وهو ما أوحى بأن هناك مقايضة في هذا المسلسل السياسي الجديد".
وفي هذا الصدد، قال الكنبوري، إن المغرب تاريخيا لم يستغل ورقة القضية الفلسطينية لخدمة مصالحه، مؤكدا "أن الرباط لعبت بذكاء هذه المرة، واستغلت الورقة وفق الظروف الراهنة ونالت اعترافا أمريكيا بمغربية الصحراء بالموازاة مع تطبيع العلاقات".
مكسب مغربي
بدوره، قال تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة محمد الخامس بالرباط، إن القرار الأمريكي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء، "منعطف تاريخي في العلاقات المغربية- الأمريكية".
وأضاف الحسيني في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "القرار الأمريكي كرّس قرارات مجلس الأمن الذي يتبنى الحل الواقعي لقضية الصحراء، كما أقر بصلاحية الحكم الذاتي". معتبرا "أن الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء سيحدث تغييرا شاملا على هذا النزاع الإقليمي".
وأكد الأستاذ الجامعي، أن "الرئيس الأمريكي دائما ما كان يُلحّ على ربط موضوع تطبيع العلاقات بين الرباط وتل أبيب وقضية الصحراء، وهو ما تجلى فعلا اليوم". مشيرا إلى "أن العلاقات المغربية الإسرائيلية ليست بالجديدة، بحيث كان هناك مكتب للاتصال بالرباط".
وأعرب الأكاديمي المغربي عن أمله في أن يؤدي هذا الاتفاق إلى "تطورات إيجابية بين الفلسطينيين وإسرائيل لتحقيق السلام المنشود".