حزب الله يقول إنّه تصدى لـ"محاولة تسلل" إسرائيلية في قرية حدودية بجنوب لبنان

logo
أخبار

هل نسق نتنياهو ومنصور عباس خطوات تفكيك "القائمة العربية المشتركة"؟

هل نسق نتنياهو ومنصور عباس خطوات تفكيك "القائمة العربية المشتركة"؟
04 فبراير 2021، 10:18 ص

يؤشر إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، تشكيل إدارة خاصة برئاسة قائد شرطة القدس الأسبق، أهارون فرانكو، لمكافحة الجريمة في القطاع العربي الإسرائيلي، وحل العديد من الأزمات الاجتماعية هناك، وتخصيص قرابة 100 مليون شيكل لهذا الغرض، على سياسة جديدة يبدو أنها على صلة بما شهدته الساعات الماضية من تطورات، أبرزها تفكك "القائمة العربية المشتركة".

وأعلن تحالف "القائمة العربية المشتركة"، عن تفككه رسميًا، مساء الأربعاء، وذلك بعد انسحاب حزب "القائمة العربية الموحدة"، الجناح الإسلامي (الفصيل الجنوبي)، برئاسة عضو الكنيست منصور عباس من التحالف، وإعلان عزمه خوض الانتخابات منفردا.

وذكر ممثلو الأحزاب الثلاثة الأخرى أن القائمة المشتركة "لن تخوض الانتخابات المقبلة بصيغتها المألوفة، بعد انفجار في الاتصالات مع حزب القائمة العربية الموحدة، وسط خلاف حول تعاون الحزب مع رئيس حزب الليكود ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو".





وشهدت الشهور الأخيرة حديثًا عن تقارب كبير بين نتنياهو وبين النائب عباس، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، ما أثار العديد من التساؤلات حول أسباب هذا التقارب، وسط شكوك لا تتوقف بأن ثمة تنسيقا غير معلن بينه وبين نتنياهو، هو الذي أدى للخطوات التالية، وأبرزها تفكك "القائمة العربية المشتركة"، في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي إلى إمكانية حصول حزب عباس على 6 مقاعد بالكنيست المقبل لو خاض الانتخابات منفردًا.

تواصل مباشر 

وتسببت سياسة التقارب التي اتبعها النائب عباس مع نتنياهو في الشهور الأخيرة، في أزمة دفعت العديد من المراقبين إلى توقع تفكك "القائمة العربية المشتركة"، حيث خرج النائب الذي يحسب حزبه على الفصيل الجنوبي للجناح الإسلامي في إسرائيل، أحد أذرع جماعة الإخوان المسلمين، بمواقف غير متوقعة، وأعلن عدم استبعاد دعم نتنياهو في انتخابات آذار/ مارس المقبل.

وفي الوقت الذي ترجح فيه بعض المصادر عن كون هذا التقارب جزءا من التطورات الإقليمية التي شهدتها الشهور الأخيرة من العام الماضي، كان حزب الليكود قد كشف النقاب عن إستراتيجية جديدة تقوم على التواصل المباشر مع الجمهور العربي في إسرائيل، والذي يشكل قرابة 20% من تعداد السكان، ما يعني الحديث عن خطة أشبه بتلك التي تم تطبيقها مع الشارع الفلسطيني بالضفة الغربية وغزة، حين قررت إسرائيل التواصل المباشر مع الجمهور الفلسطيني بمعزل عن السلطة الفلسطينية في رام الله أو حماس في غزة.





وأجرى نتنياهو مؤخرًا عددًا من الزيارات لمدن ذات كثافة سكانية عربية كبيرة، وأكد من هناك على الإستراتيجية الجديدة متعهدًا بحل أزمات المجتمع العربي والتي يأتي على رأسها العنف وعدم المساواة في الحقوق، وتحدث عن كون عرب إسرائيل شركاء أساسيين، وذلك بعد أن كانوا أداة يستخدمها حزب السلطة لحث الناخبين اليهود على التصويت بكثافة في الانتخابات السابقة.

خلافات عميقة 

وتواجه الأحزاب العربية في إسرائيل أزمة عميقة عقب تفكك "القائمة العربية المشتركة" والتي تشكلت العام 2015 من 4 أحزاب، وأصبحت وقتها ثالث أكبر قوة سياسية في إسرائيل، بعد الليكود، وما كان يعرف بـ "المعسكر الصهيوني"، إذ يعني هذا التفكك الذي تسبب به زعيم حزب "القائمة العربية الموحدة" أن الأحزاب العربية ستخوض الانتخابات المقبلة بثلاث قوائم منفصلة على الأقل، قد لا تعبر إحداها نسبة الغلق التي تمنحها مقعدا واحدا بالكنيست.

ووفقًا لصحيفة "إسرائيل اليوم"، شهدت "القائمة العربية المشتركة" العديد من الأزمات الداخلية العميقة في الفترة الأخيرة، أساسها الصراع على الهوية الإسلامية والخلاف حول مسألة التعاون مع الحكومة القادمة، واشترط عباس على زعماء الأحزاب العربية إعلان مبادئ جديدة تقوم على تطبيق الشريعة وأبدى استعداده للتخلي عن دعم نتنياهو لو حدث ذلك، لكن عدم التوافق أدى إلى انسحاب الجناح الإسلامي ومن ثم تفكك التحالف.

وذكرت الصحيفة أيضًا أن التفكك يعطي كل حزب عربي حرية العمل بشكل براغماتي واتخاذ القرار المناسب بشأن التعاون مع الحكومة المقبلة، وقالت إن النائب عباس، المستفيد الأكبر، وجه دفة الجدال صوب الشريعة الإسلامية، بينما تمسك زعماء الأحزاب العربية الأخرى ومنهم أحمد الطيبي، بأن مواقف عباس تنبع من تنسيق غير معلن مع نتنياهو.





مصلحة مشتركة  

وترى صحيفة "غلوبس" العبرية بدورها، أن نتنياهو يقف وراء تفكيك "القائمة العربية المشتركة" على غرار ما حدث مع تحالفات سياسية أخرى في السنوات الأخيرة، وأنه استعان بالنائب عباس لتحقيق هذا الغرض، إذ بدأ الأخير يضع العراقيل أمام استمرار هذا التحالف، وتذرع بشكل مفاجئ بغياب الهوية الإسلامية عن أجندة الأحزاب العربية.

ولفتت إلى أن إستراتيجية نتنياهو في طريقه للفوز بالانتخابات المقبلة تعتمد على نظرية "فرق تسُد" وأن هدفه هو تقليص قوة الأحزاب العربية وعدم تخطيها الـ 10 مقاعد بالكنيست المقبل، بحيث لا يمكنها بعد ذلك تشكيل قوة سياسية وثقل يسهم في إسقاط حكومته.

وتعتقد الصحيفة، أن نتنياهو تعلم من درس انتخابات 2019 حين وجد نفسه قد ساهم بتصريحاته المعادية في توجه الناخبين العرب بكثافة لصناديق الانتخابات، أي أن تصريحاته ضد القطاع العربي حققت نتائج عكسية، ودللت على دور نتنياهو في تفكك القائمة بتصريح زعيمها أيمن عودة مؤخرًا، والذي أشار خلاله إلى أن لدى "القائمة المشتركة" جملة من المشاكل وأن "نتنياهو الذي نجح في تفكيك كل التحالفات وصل الآن للقائمة المشتركة".

في المقابل، يحقق هذا التفكك مصلحة الجناح الإسلامي، فقد أظهر استطلاع انتخابي لقناة "أخبار 13" أنه في حال أجريت الانتخابات العامة اليوم فسوف يحصل حزب عباس على 6 مقاعد، ومن ثم تتقابل مصلحة الأخير مع رغبة نتنياهو في إضعاف "القائمة المشتركة" وجلب المزيد من الأصوات العربية لصالح حزبه، بعد أن بلغت أعداد من صوتوا لصالح الليكود من العرب في آخر انتخابات 11 ألف ناخب فقط، بما يعادل ثلث مقعد بالكنيست.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC