logo
أخبار

تقرير: ميليشيات إيران في العراق تؤسس لـ"نظام جديد" للسيطرة على منطقة استراتيجية

تقرير: ميليشيات إيران في العراق تؤسس لـ"نظام جديد" للسيطرة على منطقة استراتيجية
06 مايو 2021، 8:57 م

نشر مركز أبحاث "Newlines Institute" تقريرا استخباراتيا تحت عنوان "دولة الميليشيات الناشئة في العراق"، يكشف لأول مرة تفاصيل مكثفة حول كيفية قيام الميليشيات العراقية المرتبطة بإيران بإنشاء "نظام جديد" للسيطرة على منطقة استراتيجية في البلاد تربط العراق وسوريا.

وقال تقرير المركز الأمريكي، الصادر عن عدد شهر مايو، إن "الميليشيات المرتبطة بإيران، تستغل الفراغ الناجم عن انهيار خلافة داعش للبدء في بناء الهياكل الأمنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية للسيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية في العراق".

وأضاف أن "اختراق الميليشيات لقوات الشرطة والأمن، سمح للميليشيات بالسيطرة على تحركات المواطنين العراقيين، والتجارة، والوظائف، وغير ذلك من جوانب الحياة الخاصة".

وأشار إلى أن "بعض الفصائل تهدد الصحفيين وتقطع الطرق المؤدية إلى مناطق تجارية مهمة لعرقلة الأعمال، حتى إنهم ينقلون العشرات من السكان من القرى إلى مواقع مجهولة".

وتابع أن "الميليشيات استخدمت التهديدات وأعمال العنف لتعيين الأكاديميين المفضلين لديها مسؤولين عن بعض الكليات، كما أنشؤوا مدارس لا تتبع القواعد المحلية أو الفيدرالية".





التلاعب بملكية الأراضي

وبعد تحرير الموصل وبقية محافظة نينوى المحاذية للحدود مع سوريا، من قبضة داعش، بدأت تلك الميليشيات بالتلاعب بملكية الأراضي، حيث توزعت الأراضي الزراعية في منطقة سهل نينوى على الميليشيات.

وبعد أن استعادت قوات الأمن القرى الواقعة على مشارف الموصل ذات الأغلبية المسيحية، استولت الميليشيات على أراضي برطلة والحمدانية ومناطق أخرى؛ مما منع العديد من المسيحيين من العودة.

وتحدث التقرير عن أن الميليشيات "سيطرت على أكثر من 72 حقلا نفطيا في منطقة القيارة جنوب الموصل، كان يسيطر عليها داعش سابقا، وتسرق حوالي 100 شاحنة صهريج نفط خام يوميا".

واتهم التقرير الأمريكي، الميليشيات، بجني مئات الآلاف من الدولارات، عن طريق الابتزاز عند نقاط التفتيش غير القانونية التي أقامتها في جميع أنحاء البلاد.

وأضاف أن "تلك الميليشيات تفرض أموال حماية تتراوح بين 1000 و3000 دولار شهريا على المطاعم الكبيرة، ويتعرض المالكون الذين يفشلون في الدفع لتفجير مطاعمهم".





تمدد سياسي

وعن التمدد السياسي لتلك الميليشيات، اتهم التقرير بعض السياسيين المحليين بالتعاون مع بعض الميليشيات؛ بدافع مصالحهم الخاصة لمغازلة قوات الحشد الشعبي للحصول على الدعم السياسي والمالي.

وذكر التقرير أن "هناك احتكاكات بين الميليشيات الموالية لإيران والموالية للأضرحة العراقية، وبين الميليشيات الشيعية والميليشيات السنية والعشائرية، الذين يتلقون مناصب سلطة أقل وأسلحة ومعدات أقل فاعلية من نظرائهم الشيعة".

وتحدث التقرير عن حملة مكافحة تنظيم داعش، التي رأى أنها "خلقت سياقا للصراع والاضطراب مستقبلا، سيكون له عواقب إقليمية وسيخلق تعقيدات للولايات المتحدة".

ونوه التقرير إلى أن "طهران تمكنت من نشر وكلائها السياسيين إلى حد كبير بين عناصر المجتمع ذي الأغلبية الشيعية في العراق، وعملت على تنمية الميليشيات الشيعية كأداة رئيسية يمكن من خلالها تحويل دولة كانت تمثل تهديدا إلى دولة ضعيفة وخاضعة لرغباتها".





 

ولم تكن الميليشيات الشيعية العراقية المتحالفة مع إيران ظاهرة كقوة رئيسية إلا بعد خروج الجيش الأمريكي من البلاد بفترة طويلة في عام 2011، وبعد أن تمكن داعش من إقامة "خلافته" في عام 2014.

وختم المركز الأمريكي تقريره بالإشارة إلى أنه "بحلول عام 2017، ونتيجة للمشاركة المكثفة في تحرير المناطق التي سيطر عليها داعش، ظهر تحالف الميليشيات الشيعية كمركز قوة ينافس بغداد.. ولم يقتصر الأمر على قيام هذه الميليشيات بطريقة غير مسبوقة بالسيطرة على المناطق ذات الأغلبية السنية في البلاد، ولكنها شكلت أيضا تحديا كبيرا لسلطة الدولة العراقية".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC