عاجل

وسائل إعلام: رشقة صاروخية جديدة من جنوب لبنان تجاه الجليل الأعلى 

logo
أخبار

مع سقوط 10 مدن في يد طالبان.. ماذا يحدث للقوات الأفغانية؟

مع سقوط 10 مدن في يد طالبان.. ماذا يحدث للقوات الأفغانية؟
13 أغسطس 2021، 8:10 ص

بينما تقصف الولايات المتحدة مواقع المتمردين لمنع أفغانستان من الانهيار، تستسلم القوات المقاتلة تحت ضغط وحرارة المعركة، ما يخاطر بهزيمة القوات الحكومية واستعادة حركة طالبان هيمنتها على أفغانستان، الأمر الذي دفع المحللين والمراقبين والأفغان أنفسهم للتساؤل عما يحدث لقوات الدفاع الأفغانية.

واستثمرت الولايات المتحدة وحلفاؤها مليارات الدولارات في تطوير وتسليح وتدريب الجيش والقوات الجوية والقوات الخاصة والشرطة في أفغانستان، وأنفقت أمريكا وحدها ما يقرب من 83 مليار دولار على قطاع الدفاع في أفغانستان منذ غزوها عام 2001، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر.

ووفقًا لمجلة "فورين بوليسي"، "قال الناتو إنه تبرع منذ بداية العام الجاري وحتى الآن بأكثر من 70 مليون دولار من الإمدادات لقوات الدفاع الأفغانية، بما في ذلك المعدات الطبية والدروع الواقية من الرصاص.. ومع ذلك سقطت 10 عواصم إقليمية في أفغانستان الأسبوع الماضي في أيدي طالبان، وبحسب مصادر أمنية وإقليمية، سقطت 4 من تلك العواصم في أيدي طالبان دون قتال، بعد أن ألقت القوات الأفغانية أسلحتها ورفضت القتال".

ويتوقع الخبراء الآن أن تتعرض كابول للهجوم الشهر المقبل.

وكان من المفترض أن يكون هناك متسع من الوقت للقيادة السياسية والعسكرية التي تمولها الولايات المتحدة لتطوير إستراتيجية للدفاع عن البلاد، فقد انتهت المهام القتالية الدولية عام 2014، وبعد ذلك قاد الأفغان معظم العمليات القتالية.





إلا أن ازدياد سرعة وشراسة تقدم طالبان تشير إلى أن ذلك لم يحدث، وقال الخبراء للمجلة إن الخطأ لا يكمن في التدريب أو المعدات المقدمة لأفغانستان، ولا تكمن المشكلة أيضًا في المقاتلين الأفغان، حيث أنتجت البلاد منذ فترة طويلة مقاتلين بارعين وقوات خاصة جيدة.

ويوضح الخبراء أن أسباب الفشل الذريع تنبع من حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني، حيث تشتهر وزارتا الدفاع والداخلية بالفساد، مشيرين إلى انتشار عدم الكفاءة والمصالح والافتقار إلى القيادة.

وعلى سبيل المثال، تقول المصادر إن الشرطة الأفغانية، التي تم تسليحها وتقاتل مع الجيش حاليًا من قواعد الخطوط الأمامية، لم تحصل على رواتبها منذ شهور من وزارة الداخلية، في حين تقول مصادر أخرى إن الشيء نفسه ينطبق على وزارة الدفاع، رغم أنظمة الدفع الإلكترونية التي تهدف إلى القضاء على مشكلة الاختلاس.

وفي العديد من المناطق، لا يتم تزويد الجنود والشرطة بالطعام أو الماء أو الذخيرة أو الأسلحة الكافية، حيث يتم نهب خطوط الإمداد، وتباع أسلحة وذخائر ومعدات أخرى في السوق السوداء، ويصل جزء كبير منها إلى المتمردين.

ويتم نشر العديد من الجنود والشرطة بعيدًا عن منازلهم، ما يدفعهم إلى التخلي عن مواقعهم للعودة إلى الدفاع عن عائلاتهم وممتلكاتهم.





وقال مسؤول كبير سابق في جهاز المخابرات الأفغاني، إن معدلات استنزاف القوات من أجهزة الأمن في البلاد تبلغ حوالي 5000 فرد في الشهر، مقابل معدلات التجنيد التي تبلغ حوالي 300 -500 فرد شهريًا، وهي نسبة "غير مستدامة".

وتقول مصادر مقربة من الرئيس الأفغاني، إن أشرف غني نفسه يسعى لإدارة كل الأمور الصغيرة، ويعاني من جنون الارتياب، وقرارات ضعيفة تهدف إلى مركزية وتعزيز سيطرته على البلاد، حيث يتم عزل المسؤولين على مستوى رفيع مثل وزيري الدفاع والداخلية، وكذلك حكام المناطق ورؤساء الشرطة، الذين يتم تغييرهم بمعدل خطير، ونادرًا ما يتم تعيينهم في مناطقهم، ما يقلل من قدرتهم على الاعتماد على جذورهم في المناطق.

ويتم اختلاس وغسيل مبالغ طائلة على حساب الخدمات المدنية والصحة والتعليم والأمن، وقوبل تعيين الجنرال سامي السادات، الذي يقود العمليات القتالية في إقليم هلمند الأربعاء الماضي، على رأس قيادة العمليات الخاصة في الجيش الأفغاني، بترحيب واسع باعتبارها خطوة منطقية طال انتظارها.

وفي العادة يوصف الرئيس وأقرب مستشاريه بـ"جمهورية من ثلاثة رجال"، في إشارة إلى غني ومستشاره للأمن القومي حامد الله محب، ورئيس المكتب الإداري الرئاسي فضل محمود فضلي، وجميعهم قضوا فترات طويلة في الخارج، ومثل العديد من كبار البيروقراطيين، يحملون جوازات سفر ثانية.

يذكر أن البعض في دائرة الرئيس المقربة لا يجيدون أيًا من اللغتين الرسميتين في أفغانستان، الداري والباشتو.





وقال عنايات نجفي زاده، مؤسس معهد دراسات الحرب والسلام الذي يتخذ من كابول مقرًا له: "قضية الشرعية مهمة للغاية"، مشيرًا إلى أن الانتخابات الرئاسية التي منحت غني ولاية ثانية عام 2020 شابها الفساد، وهي نقطة يستغلها أنصار طالبان.

وشرح: "الشرعية تأتي من الانتخابات، لكن بعد ذلك عليك أن تنفذ وعودك وإلا سينقلب الناس عليك، وهذا لم يتم منذ 5 أو 6 سنوات، حيث كان هناك انفصال بين الحكومة والشعب الأفغاني، فالسياسات والإستراتيجيات شديدة التمييز، ومسببة للانقسام، وضيقة الأفق، ويدعي غني أنه يعرف هذا البلد جيدًا، وربما يكون ذلك صحيحًا من الناحية النظرية، لكنه فاشل من الناحية العملية".

ويقول الخبراء إن القوات الأفغانية لديها القدرة، لكنها تفتقر إلى الإرادة للقتال، وفي جميع أنحاء البلاد يقول الجنود والشرطة والمسؤولون الإقليميون والريفيون والمواطنون إنهم لن يقاتلوا للدفاع عن حكومة غني، وأولئك الذين يقاتلون، بما في ذلك الميليشيات المحلية، يقولون إنهم يدافعون عن عائلاتهم وممتلكاتهم ولحماية مستقبل أطفالهم لأنهم لا يستطيعون الوثوق بالحكومة للقيام بذلك.

وعكست التعليقات السابقة التي أدلت بها الثلاثاء الماضي السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين ساكي، نظرية وجود القدرة دون رغبة، والتي قالت إن إدارة بايدن تعتقد أن قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية لديها "المعدات والقوات والتدريب الكافي للرد".

وقالت ساكي إن تحقيق القوات الحكومية الأفغانية مكاسب يعزز موقفهم في محادثات السلام مع طالبان، التي استؤنفت في العاصمة القطرية الدوحة الأربعاء الماضي.





يذكر أنه لم يتم إحراز أي تقدم في عام من الاجتماعات، وقال المتحدث باسم البنتاغون جاك كيربي الثلاثاء الماضي إن القضية هي "القيادة".

من جانبه، قال محلل العمليات العسكرية جوناثان شرودن: "ما رأيناه حتى الآن من الأجزاء التقليدية من قوات الدفاع الأفغانية وليس الكوماندوز، هو إلى حد كبير نقص في الإرادة أو القدرة على القتال لفترة طويلة، وجوهر المسألة هو أنهم إذا لم يؤمنوا بما يطلب منهم القتال من أجله أو لا يريدونه، فلن يقاتلوا"، مشيرًا إلى عدم وجود عقوبة للفرار من الخدمة العسكرية في أفغانستان على عكس الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى.

وأضاف شرودن: "لم تختف كل وحدات الجيش أو نقاط التفتيش، بل حاول الكثيرون الدفاع لكن الطعام والذخيرة ينفد منهم، وهم يطلبون الإمدادات والتعزيزات والضربات الجوية، لكنهم في بعض الحالات لا يحصلون على أي شيء على الإطلاق، لذلك يضطرون إلى الفرار".

وسقطت مساحات شاسعة من الأراضي في أيدي حركة طالبان منذ أيار/مايو الماضي، حيث أدت إستراتيجية المتمردين إلى عزل البلاد من خلال إغلاق المعابر الحدودية وتطويق عواصم المقاطعات.

ويومَي الإثنين والثلاثاء الماضيين سقطت أيباك عاصمة مقاطعة سامانغان، وفرح عاصمة مقاطعة فرح، وبول الخمري عاصمة بغلان، وفايزاباد عاصمة بدخشان، المجاورة لطاجيكستان وباكستان والصين، دون قتال.





ودخلت حركة طالبان مزار الشريف عاصمة بلخ، الأحد الماضي، وسيطرت على مدينة هرات عاصمة ولاية هرات، منذ أسبوعين.

وقال مؤسس مركز الأبحاث، نجفي زاده، إن انهيار هذه المدن من شأنه أن يسلم شمال وغرب البلاد إلى طالبان، كما يمهد الاستيلاء على قندوز في الشمال حيث الطريق لتقدم المتمردين إلى كابول.

وأبرم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اتفاقا ثنائيا مع طالبان في شباط/فبراير 2020 لإنهاء 20 عاما من المشاركة الأمريكية، من خلال تعهد الحركة بشروط، بما في ذلك عدم شن هجمات على القوات الأمريكية، وقطع العلاقات مع القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى، وتقليص أعمال العنف.

وهي وعود لم تلتزم بها حركة طالبان حتى الآن، ومع ذلك، التزم الرئيس الأمريكي جو بايدن بالاتفاق، وقال إن جميع القوات الأمريكية ستنسحب بحلول 31 آب/أغسطس الجاري.

وقالت ويدا مهران، المتخصصة في النزاعات بجامعة إكستر، إن رحيل القوات الأمريكية، خاصة اختفاءها خلال الليل من قاعدة باجرام الجوية، التي كانت مركز عملياتها في أفغانستان، كان بمثابة ضربة كبيرة لمعنويات قوات الأمن.

وأضافت مهران: "كابول كانت غامضة إلى حد ما في خططها لإدارة الحرب ودرء طالبان، وهذا النقص في الوضوح مع الانقسام السياسي أدى إلى تكهنات وغياب الإرادة السياسية لمحاربة التمرد، لا سيما في الشمال والغرب، بين أغلبية السكان من غير البشتون، وهذا يعزز رواية طالبان عن كونها قوة قوية تقترب من النصر الوشيك في أفغانستان".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC