عاجل

وسائل إعلام: رشقة صاروخية جديدة من جنوب لبنان تجاه الجليل الأعلى 

logo
أخبار

تقرير: وصول طالبان للسلطة سيجعل أفغانستان مصدر صراع استنزافي لخصوم واشنطن

تقرير: وصول طالبان للسلطة سيجعل أفغانستان مصدر صراع استنزافي لخصوم واشنطن
16 أغسطس 2021، 7:38 ص

قرأت "ورقة موقف" أمريكية في مستقبل أفغانستان، بعد عودة حركة طالبان للسيطرة عليه، ترجيحات بأن يتحول الوضع هناك إلى مصدر صراع استنزافي طويل يشغل ثلاث دول مجاورة هي الصين وإيران وروسيا، وكلها مُستهدفة في الاستراتيجية الأمريكية للسنوات القادمة.





جاءت هذه التقديرات في دراسة بحثية نشرها مركز "ناشونال إنترست" الأمريكي المحافظ، حاول فيها الباحث "مارك كاتز" تفسير ما يراه الكثيرون سوء تقدير أو فشل في السياسة الأمريكية جعلها تنسحب من أفغانستان، وهي تعرف أن النظام هناك سيتحول من حليف للولايات المتحدة إلى نظام مُعاد بطبيعته وتركيبته.

نموذج استراتيجي متكرر 

انطلقت ورقة الموقف الجديدة مما سمته ظاهرة أو نهجا أمريكيا تكرر بنجاح منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ويتمثل في معظم الأحيان بمعادلة تقول: "بعد استبدال نظام متحالف مع الولايات المتحدة بنظام معادٍ لها، ينشأ صراع خطير بين أعداء أمريكا".

وأعطت الدراسة أمثلة موثقة على ذلك في الذي حصل بالصين عام 1949، وفي الهند الصينية عام 1975، وفي إيران عام 1979.

في كل تلك الحالات، كما هو الآن في أفغانستان، "كان العديد من المراقبين، وما زالوا، يتوقعون أن سقوط الأنظمة الفاسدة والاستبدادية المتحالفة مع الولايات المتحدة سيؤدي إلى استبدالها بأنظمة استبدادية مخيفة ستظل معادية للولايات المتحدة، وأكثر قمعا تجاه شعوبها من الأنظمة التي أطاحوا بها".

وتضيف الورقة أنه خلافا لذلك، ما كان يحصل غالبا بعد استبدال نظام متحالف مع الولايات المتحدة بنظام معادٍ لها، هو صراع خطير ينشب بين أعداء أمريكا. وقد حدث هذا في مناسبات عديدة.

فقد أعقب وصول جمهورية الصين الشعبية إلى السلطة في عام 1949 بداية الانقسام الصيني السوفيتي الذي أصبح علنيا بحلول عام 1960، واستمر حتى نهاية الحرب الباردة. وقد هدد القتال على طول حدودهما المشتركة في عام 1969 بالتحول إلى حرب أوسع بين الصين وروسيا.

أمثلة من إثيوبيا وفيتنام وإيران

مثال آخر أوردته الدراسة، حصل في إثيوبيا عقب الإطاحة بحليف أمريكا الإمبراطور هيلا سيلاسي، الذي حل محله النظام الماركسي اللينيني عام 1974. فقد نشبت حرب بين النظام الماركسي الجديد في إثيوبيا والنظام الموالي للسوفييت في الصومال المجاور عامي 77- 1978. وقد فشلت موسكو في مساعيها للتوسط بين حليفيها الماركسيين وانشق الصومال عن المعسكر السوفيتي إلى المعسكر الغربي.

وتكررت المعادلة في انسحاب الولايات المتحدة من الهند الصينية في عام 1973، والاستيلاء الماركسي على جنوب فيتنام وكمبوديا ولاوس في عام 1975.





فقد حصل أن فيتنام الموالية لموسكو غزت كمبوديا الموالية لبكين في عام 1978، وخاضت الصين وفيتنام حربا قصيرة على طول حدودهما المشتركة في عام 1979. وساعد القلق المشترك بشأن الصين على تحسين علاقات واشنطن مع هانوي، وهو ما بدأ في عهد الرئيس بيل كلينتون واستمر منذ ذلك الحين.

كذلك الأمر حصل في إيران. فسرعان ما أعقب سقوط الشاه الموالي لأمريكا وصعود الجمهورية الإسلامية المناهضة للولايات المتحدة في عام 1979 ،نشوب حرب 1980-1988 بين إيران والعراق الذي كان يحكمه صدام حسين.

واستمرت الأنظمة المناهضة للولايات المتحدة في طهران وبغداد في استهداف بعضهما حتى عام 2003، عندما أطاحت الولايات المتحدة بصدام حسين وفتحت العراق أمام انتشار النفوذ الإيراني، وما أعقبه من انتشار إرهاب تنظيمي القاعدة وداعش.

قدرة طالبان على إخافة جيرانها

وتشير الدراسة إلى أنه بموجب الظاهرة المتكررة التي تقول إن سقوط الحكومات المتحالفة مع واشنطن قد تبعه في معظم الحالات الماضية صراع بين خصوم الولايات المتحدة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان هذا سيحدث مرة أخرى في أفغانستان.

ويلفت التقرير إلى أن الأنظمة المعادية للولايات المتحدة في روسيا والصين وإيران، تُظهر بالفعل توترا بشأن الكيفية التي قد تؤثر بها عودة طالبان إلى السلطة سلبا عليها.

فالصين كما يقول التقرير، سيزعجها دعم طالبان لمعارضة الأويغور المسلمين في شينجيانغ المجاورة. كذلك تخشى روسيا تقويض أنظمة حلفائها العلمانيين في آسيا الوسطى، كما تخشى إيران من دعم طالبان للمعارضة السنية لنظام رجال الدين الشيعة في طهران.

وهناك أيضا احتمال أن يؤدي نظام طالبان المستعاد إلى خلق مشاكل لباكستان. وقد تردد أن طالبان بدأت بالفعل محادثات مع خصم باكستان اللدود، الهند.

وفوق ذلك كله يبدو أن هناك الكثير من الفرص لنمط انقلاب أعداء الولايات المتحدة على بعضهم البعض للظهور في أفغانستان.

وتخلص الورقة البحثية إلى أن احتمال نشوء الصراع بين طالبان وجيرانها من أعداء الولايات المتحدة الآخرين يوفر فرصًا يمكن للولايات المتحدة الاستفادة منها، وهو ما تتوقع الورقة أن يكون محل تحليل واستعداد في مراجعة وتقييم الفرص والمخاطر الاستراتيجية في ذلك الإقليم.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC