logo
أخبار

العراق.. ماذا وراء تشكيل ميليشيا "كتائب حزب الله" قائمة انتخابية؟

العراق.. ماذا وراء تشكيل ميليشيا "كتائب حزب الله" قائمة انتخابية؟
06 سبتمبر 2021، 7:09 م

تخوض ميليشيات حزب الله العراقية، الانتخابات النيابية المبكرة، بقائمة تحت عنوان "حقوق" فيما رأى متابعون أن هذا التوجه يعكس خلافات مع الأجنحة السياسية للفصائل المسلحة الأخرى.

وهذه المرة الأولى التي يدخل فيها حزب الله، بقائمة انتخابية واضحة، إذ لجأ خلال السنوات الماضية، إلى تقديم شخصيات ثانوية، ليكونوا أعضاء في مجلس النواب.

ويترأس القائمة الانتخابية "حقوق" القائد في الكتائب، حسين مؤنس، وهو معروف في الأوساط العراقية، بأنه صاحب الاسم الحركي "أبو علي العسكري" المتحدث باسم الكتائب، والمتهم الرئيس في التخطيط لاغتيال الباحث في الشأن الأمني هشام الهاشمي.

خطى حزب الله اللبناني

ولطالما كانت كتائب حزب الله الحركة المسلحة الأكثر غموضا وسرية وغير معروفة القيادات بشكل واضح، بل أنها وبحسب المعطيات وخبراء في الجماعات المسلحة، تتمتع بالعلوية والقوة الكبرى والتقنيات الأكثر تقدما على باقي الفصائل المسلحة الأخرى.

ورأى مراقبون عراقيون، أن تأسيس كتائب حزب الله، لقائمة انتخابية، يأتي بسبب ضعف أداء الأجنحة السياسية للفصائل المسلحة، الأخرى، حيث تلقى هذا المحور، بضع ضربات، خلال الفترة الماضية، بدءا من اختيار الرئيس العراقي برهم صالح، عام 2018، وصولا إلى اختيار رئيس الحكومة الحالية، مصطفى الكاظمي، عام 2020، وهما شخصيتان لا يتوافقان في الرؤى والمنهج مع مسلك المجموعات المسلحة.





الخبير في الشأن العراقي، رمضان البدران، يرى أن "ميليشيات حزب الله، تسير على خطى حزب الله اللبناني، وجميع الفصائل تسعى إلى تكرار تلك التجربة، وفي حال كان لها قوة في البرلمان المقبل، فإنها ستشل الحكومة المقبلة، وسنكون أمام دولة ضعيفة وهزيلة، عاجزة عن أداء دورها الطبيعي، في ظل تغول تلك المجموعات".

وأضاف البدران في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "عملية إفشال الدولة العراقية، والتأثير على النظام السياسي في العراق، هي إستراتيجية هدفها خلق دولة فاشلة تتكئ في نهاية المطاف على إيران"، مشيرا إلى أن "خلق كتل سياسية لتلك المجموعات يمثل تطورا طبيعيا لزيادة نفوذ تلك الميليشيات على الدولة بشكل يبدو أصوليا، وفق الآليات والمسار الديمقراطي".

ومع كل انتخابات تشريعية في العراق، تنبثق قوائم سياسية عن فصائل مسلحة موالية لإيران استعدادا لخوض الانتخابات، وحصلت بعض هذه القوائم أو معظمها، في انتخابات 2018 على عدد كبير من المقاعد، مكنها من فرض شروطها على تشكيل الحكومة والمؤسسات المرتبطة بها.

خلية الحرس الثوري

وضمت قائمة حزب الله، شخصيات ثانوية في الحزب، وعُرفت بخطابها، المناوئ للحكومة العراقية، والمدافع عن سلطات المجموعات المسلحة، مثل المحلل السياسي، عباس العرداوي، وهو أحد أعضاء خلية الحرس الثوري الإعلامية، التي تكشف أمرها بعد مقتل الخبير الأمني الراحل هشام الهاشمي.

بدوره، كشف مصدر سياسي مطلع، عن "وجود توجه لبناء كتلة سياسية تضم المؤيدين للفصائل المسلحة، والمجموعات العاملة في الساحة العراقية، بهدف فرض شروطها على تشكيل الحكومة المقبلة، والحصول على فرص اقتصادية كبيرة"، مشيرا إلى "وجود تباين في الرؤى بين كتائب حزب الله والكتل الأخرى، التي كانت تمثل الأجنحة السياسية للفصائل المسلحة، هو ما دعا الكتائب إلى تأسيس تلك القائمة".





وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه لـ"إرم نيوز" أن "هناك عدم رضا من قبل الفصائل المسلحة، تجاه بعض الأجنحة السياسية، خاصة فيما يتعلق بإعادة المفسوخة عقودهم ضمن هيئة الحشد، ووصول شخصيات سياسية إلى مواقع حسّاسة، دون أن يكون هناك اعتراض من قبلهم عليها، وهو ما خلق فجوة، بين الفصائل المسلحة، مثل الكتائب، وبعض المقربين السياسيين، المؤيدين لهم".

3 ألوية ضمن الحشد الشعبي

وتمتلك كتائب حزب الله، ثلاثة ألوية داخل هيئة الحشد الشعبي، وتحصل على تمويل كبير، من الحكومة العراقية، ضمن الهيئة الرسمية.

ولدى تلك الفصائل تجربة سابقة، ففي عام 2014، أسست ميليشيات عصائب أهل الحق، قائمة انتخابية، وحصلت على مقعد يتيم في مجلس النواب، غير أنها بعد أربع سنوات، حصدت 15 مقعدا انتخابيا، معتمدة في ذلك على عناصرها وعائلاتهم.

لكن قانون الانتخابات الجديد، خفض من حظوظ تلك المجموعات التي تعتمد على عناصرها العسكريين، وهذا يعود إلى تحويل المحافظات إلى دوائر انتخابية متعددة، اعتمادا على محل السكن؛ ما يجعل إمكانية اختيار عناصر تلك المجموعات لقادتهم صعبا، بسبب موقع ترشيحهم.

 





بدوره، يرى الباحث في الشأن الأمني، كمال البياتي، أن "تأسيس قائمة انتخابية لميليشيات حزب الله، بشكل واضح، ويقودها أبو علي العسكري، يمثل تحولا في مسيرة تلك المجموعة، التي اعتمدت السرية التامة في عملها السابق، وهي تعلن بشكل مباشر ولاءها للولي الفقيه، ما يحتم على السلطات المعنية النظر بقرار ترشحها، لأنها لا تدين بالولاء للعراق".

وأضاف البياتي في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "تلك الميليشيات، لها فرصة طبيعية بالفوز، بسبب ضعف الوعي السياسي لدى الناخب العراقي، الذي ينظر إلى الأشخاص، دون الاكتراث بالتحالف الذي ينضوون تحته، وبرنامجه، وهو ما يشكل مأزقا، وينتج على الدوام كتلا سياسية مشبوهة، لم يعلم الناخب بأنه كان سببا في وجودها".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC