logo
أخبار

تقرير: الملا برادر رهان أمريكي مجرب لقيادة أفغانستان الجديدة (فيديو)

تقرير: الملا برادر رهان أمريكي مجرب لقيادة أفغانستان الجديدة (فيديو)
09 سبتمبر 2021، 9:40 ص

وصفت وكالة بلومبيرغ الأمريكية الملا عبد الغني برادر، نائب رئيس الوزراء في حكومة طالبان المؤقتة التي أعلنت عنها الحركة أمس، بأنه "صانع صفقة طالبان الهادئ الذي سيلعب الدور الرئيسي في مستقبل أفغانستان".

https://www.dailymotion.com/video/x8420bx

وقالت إن الملا برادار، الأكثر شهرة في العالم الخارجي، شارك في تأسيس حركة طالبان، وساعدها في إعادة البناء خلال عقدين من الحرب مع الولايات المتحدة، ثم توسط في صفقة لإخراج القوات الأمريكية، وهي مهمات توشك أن تزداد صعوبة.

ووجه الصعوبة بحسب الوكالة أنه "سيتعين عليه إقناع قادة العالم بأن حركة طالبان الآن مختلفة عن السابقة، وأنها نسخة أكثر اعتدالا من مجموعة سيئة السمعة".





وقد أثبت برادر ، وهو شخصية ناعمة الكلام في الخمسينيات من عمره وله لحية رمادية، أنه دبلوماسي ماهر، حيث ساعد في قيادة المفاوضات مع الولايات المتحدة خلال إدارة ترامب التي توجت بلقائه بوزير الخارجية مايك بومبيو لإضفاء الطابع الرسمي على الانسحاب الأمريكي.

وعمليا كان يُنظر إلى دوره كوسيط محتمل على أنه حاسم للغاية لدرجة أن إدارة ترامب ضغطت على باكستان لإطلاق سراحه في عام 2018 بعد ما يقرب من عقد في السجن.

ونقلت الوكالة ما كان قاله كارتر مالكاسيان، الذي شارك في عدة جولات من المحادثات مع برادر أثناء عمله كمساعد خاص للاستراتيجية لرئيس هيئة الأركان المشتركة: "بصفتي مفاوضا، أعتقد أنه يظل محترما. لديه القدرة على إثارة الثقة".

لكن حسين حقاني، سفير باكستان السابق في واشنطن، يعتقد أن برادر سيكون طوال الوقت في مرمى المتشددين من طالبان الذين لا يرون أي سبب لتغيير معتقدات حركتهم الأساسية".

سيرة حياة برادر

تفاصيل حياة برادر المبكرة يصفها التقرير بأنها غامضة. ووفقا للإنتربول، فقد ولد في عام 1968 في قبيلة بشتونية ذات نفوذ في قرية في مقاطعة أوروزغان جنوب أفغانستان.

قال مالكاسيان، مؤلف كتاب "الحرب الأمريكية في أفغانستان": "لقد ظهر برادر قائدا أفغانيا من القرى، في طبيعة إيماءاتهم  وسلوكهم. يستمع إليك عندما تتحدث. يرحب بك وعلى استعداد للمصافحة. ليس متحفظا، لكنه أيضا هادئ وليس صاخبا. إنه نوع هادئ من الكاريزما".

وعندما بلغ برادر الخامسة من عمره، كان "العصر الذهبي" القصير لأفغانستان قد أفسح المجال لفترة من الانقلابات والاغتيالات والتطهير التي بلغت ذروتها في الغزو السوفييتي للبلاد في عام 1979.

عندما كان مراهقا، انجذب إلى المجاهدين المدعومين من الولايات المتحدة في حرب العصابات التي استهدفت تخليص البلاد من النفوذ السوفييتي. خلال هذه السنوات، التقى برادر رجل الدين الملا محمد عمر، وعملا معا في طالبان. فتح الانسحاب السوفييتي في عام 1989 الباب أمام طالبان للاستيلاء على السلطة في عام 1996.

خدم برادر في مناصب بما في ذلك نائب وزير الدفاع، حتى في الفترة التي أصبحت فيها أفغانستان ملجأ للموصوفين بالإرهاب بمن فيهم أسامة بن لادن، زعيم القاعدة التي تقف وراء هجمات 11 سبتمبر. 

إقامته في باكستان

وعندما تقدمت القوات المدعومة من الولايات المتحدة بسرعة في جميع أنحاء البلاد في أواخر عام 2001، فر برادر وبقية قيادة طالبان إلى باكستان، حيث أصبحوا، مرة أخرى، مقاومة ضد قوة محتلة. وببطء ولكن بشكل منهجي، أخذ برادر زمام المبادرة في إعادة بناء المنظمة، كما يقول التقرير.

وبحسب  أنطونيو جوستوزي، مؤلف كتاب "طالبان في الحرب: 2001-2018"، "كان برادر هو قاعدة إعادة تأسيس حركة طالبان في الفترة من 2002 إلى 2003. هو الذي غيّر حركة طالبان من حركة تقودها شخصية كاريزمية، في ظل زعامة الملا عمر، إلى حركة جماعية كان برادر فيها دائما الأول بين أنداد".





وتحت الضغط عندما بدأت إدارة أوباما "زيادة" القوات الأمريكية في أفغانستان، حاول برادر التفاوض مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي. وهو جهد أثار حفيظة وكالات الاستخبارات الباكستانية القوية، التي لم تعتبر التسوية التفاوضية في مصلحتها.

وقد جرى اعتقاله في 2010. وقال عمار سينها، السفير الهندي السابق في أفغانستان، إن تاريخ برادر في السعي للتوسط في صفقات السلام والمصالحة يشير إلى أن لديه "مشاعر قومية" قد تجعل مؤيدي طالبان في باكستان متوترين، واصفا مثل هذه الميول بأنها تشير إلى أن برادر هو الأكثر اهتماما بصورة أفغانستان في عيون العالم.

عودته للسياسة بمساعدة أمريكية

لم يعاود برادر الظهور على الساحة السياسية الأفغانية حتى عام 2018، هذه المرة بمساعدة أمريكا. أيامها كان زلماي خليل زاد، المفاوض الأمريكي المكلف بتنفيذ وعود  الرئيس دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، شعر أن المفاوضات في الدوحة وصلت إلى طريق مسدود. وبناءً على طلب من أمريكا، كما جاء في التقرير، تم إطلاق سراح برادر من السجن في أكتوبر 2018 وعين رئيسا للمكتب السياسي لطالبان في قطر في يناير التالي.





وقد أحدث لقاؤه الأول مع الولايات المتحدة تغييرا ملحوظا في اللهجة. ومع الحفاظ على موقف طالبان التفاوضي، سرعان ما نال برادر احترام الفريق الأمريكي، وفقا لشخص مطلع على المفاوضات طلب عدم الكشف عن هويته.

أدرك برادر أنه لم يكن ليجلس على الطاولة لولا الجهود الأمريكية لتأمين إطلاق سراحه. ومن جانبهم، شعر الأمريكيون أن لديهم وسيطا بدا أكثر وضوحا من قادة طالبان الآخرين.

التحديات القادمة

ويذهب التقرير إلى أن برادر بعد عودته إلى السلطة السياسية، في الحكومة، سيحتاج إلى تحقيق التوازن بين المصالح المتنوعة لجيران أفغانستان الأقوياء واللاعبين الإقليميين، بما في ذلك إيران والهند والصين وباكستان، البلد الذي لعب دور الراعي والآسر للمتمردين المنفيين.

ويختتم التقرير بالقول: "صحيح أن برادر أظهر أنه قادر على التعامل مع السياسات المعقدة، في الحرب والسلام، لكن التحديات هذه المرة مختلفة، وليس أقلها القدرة على تحرير الأرصدة الأفغانية المحتجزة في الفيدرالي الأمريكي.. ربما لن يكون لدى برادر الوقت لمنع أفغانستان من السقوط في دوامة أعمق من الصراع والأزمات التي قد تعيق رؤية العالم لطالبان وهي تفي بوعودها".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC