وزير التجارة: سنبقي على نسبة 10% من الرسوم التي فرضها ترامب لمنح الدول فرصة للتفاوض
تزايدت وتيرة التصعيد العسكري على الساحة الإثيوبية، في الأيام الأخيرة، وتحديدا منذ بداية زحف قوات تيغراي وحلفائها نحو العاصمة أديس أبابا، والإعلان عن تشكيل تحالف من تسعة فصائل مناهضة للحكومة الإثيوبية، أمس الجمعة؛ يهدف إلى إسقاط حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد، سواء بالقوة أو بالمفاوضات، ومن ثم تشكيل حكومة انتقالية.
وسرعان ما هاجمت حكومة أديس أبابا التحالف المناهض، ووصفته بـ"العمل الدعائي".
وفي تصعيد جديد، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اليوم السبت، إن إثيوبيا يجب أن تكون مستعدة "لتقديم تضحيات" من أجل إنقاذ البلاد.
وكتب آبي أحمد في تدوينة قصيرة في حسابه على تويتر: "هناك تضحيات يجب تقديمها، لكن هذه التضحيات ستنقذ إثيوبيا"، وأضاف: "واجهنا المحن والعقبات وهذا جعلنا أقوى... لدينا حلفاء أكثر من الذين انقلبوا علينا".
من جهة أخرى، أكد مكتب الاتصالات الحكومية في تغريدة على تويتر: "شرف لنا أن نموت من أجل سيادتنا ووحدتنا وهويتنا. لا انتماء إلى إثيوبيا من دون تضحيات".
وبحسب وكالة فرانس برس، فإن هذه التصريحات، تأتي غداة إعلان تحالف من تسع منظمات متمردة من مختلف المناطق والأعراق في إثيوبيا، بما في ذلك جبهة تحرير شعب تيغراي التي تقاتل القوات الحكومية منذ أكثر من عام.
وتهدف هذه "الجبهة الموحدة" المعارضة إلى "قلب نظام" آبي أحمد، كما أعلن ممثل الجبهة برهان جبرخريستوس عند الإعلان عن هذا التحالف في واشنطن.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت جبهة تحرير تيغراي عن تمكنها من الاستيلاء على بلدتين استراتيجيتين في منطقة أمهرة، حيث تقدم مقاتلوها بعد استعادة معقلهم "تيغراي" في حزيران/يونيو الفائت.
وقالت جبهة تحرير شعب تيغراي، الأربعاء، إنها وصلت إلى منطقة كيميسي على بعد 325 كيلومترا شمال العاصمة أديس أبابا، حيث انضمت إلى جيش تحرير أورومو، المجموعة المسلحة لاتنية أورومو، ولم تستبعد الجماعتان الزحف إلى أديس أبابا.
إعلان مشترك في الأمم المتحدة
في المقابل، نفت الحكومة، التي أعلنت الثلاثاء حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، أي تقدم كبير للمتمردين وأي تهديد للعاصمة، مؤكدة أنها ستنتصر في هذه "الحرب الوجودية".
وانتقدت المتحدثة باسم رئيس الوزراء بيلين سيوم، الجمعة، ما وصفته بـ"خطاب مثير للقلق" أججته "معلومات مضللة" من جبهة تحرير شعب تيغراي، تهدف إلى خلق "شعور زائف بانعدام الأمن".
ولا يزال المعسكران صامتين عن الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، والمفاوضات التي نقلها المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان، الموجود في العاصمة الإثيوبية.
وفي مواجهة هذا التصعيد، طلب عدد من السفارات بينها بعثات الولايات المتحدة والسعودية والسويد والنرويج، من رعاياها مغادرة إثيوبيا.
ودعا مجلس الأمن الدولي، الجمعة، إلى "إنهاء القتال والتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار"، في بيان مشترك نادر منذ بدء القتال قبل عام.
وفي الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2020، أرسل آبي أحمد "الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2019"، الجيش إلى تيغراي؛ لإقصاء سلطات المنطقة المنبثقة عن جيش تحرير شعب تيغراي التي اتهمها بمهاجمة قواعد عسكرية.
وأعلن انتصاره في 28 شباط/نوفمبر.
لكن في حزيران/يونيو، استعاد مقاتلو الجبهة معظم مناطق تيغراي، وواصلوا هجومهم في منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.
خطة تصعيد
أدى القتال الذي تسبب بسقوط آلاف القتلى ونزوح مئات الآلاف إلى إغراق شمال البلاد في أزمة إنسانية عميقة.
وقالت الأمم المتحدة، إن 400 ألف شخص على الأقل باتوا على حافة المجاعة في تيغراي، حيث لم تتمكن من إيصال مساعدات منذ 18 تشرين الأول/أكتوبر.
كما أدى النزاع إلى تفاقم الخلافات العرقية، خصوصا على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تنتشر الخطب الحربية والدعوات إلى الكراهية.
وأعلن موقع تويتر، السبت، أنه "عطل مؤقتا" في إثيوبيا، زاوية "الموضوعات المتداولة" التي تضم أكثر التغريدات انتشارا حول موضوع ما؛ بسبب "التهديد الوشيك بحدوث اعتداءات جسدية".
وقالت الشبكة، إن "التحريض على العنف أو تجريد الناس من إنسانيتهم مخالف لقواعدنا".
من جهتها، أعلنت شركة "ميتا" الأم لفيسبوك، الأربعاء، أنها حذفت رسالة لآبي أحمد أرسلت، الأحد، وتدعو إلى "دفن" جبهة تحرير شعب تيغراي.
جدير بالذكر، أن منظمة العفو الدولية دانت الإجراءات الطارئة التي أعلنتها أديس أبابا، والتي تشكل، برأيها، "خطة لتصعيد انتهاكات حقوق الإنسان".
وفي هذا السياق، قال محامون لوكالة فرانس برس، إن آلافا من التيغراي اعتقلوا منذ الثلاثاء، بينما تؤكد السلطات أنها لا تستهدف سوى أنصار جبهة تحرير شعب تيغراي.