تجدد الغارات الأمريكية على مدينتي صنعاء وصعدة في اليمن
"لقد اكتسب تقليد الأباطرة في زمن الحرب مسحة انفصامية واضحة، وتعهد بتوحيد قواه في ساحة المعركة وفقا للتقليد المشرف لأسلافه، ومهما كان معنى ذلك، فإن قواتنا لن تتوانى في تقدمها الدؤوب لإنهاء الحصار الخانق المفروض على شعبنا، سننسق جهودنا مع المجموعات الأخرى لإرسال قتلة أطفالنا إلى السجون".
كان هذا الرد القوي من جيتاشيو رضا، المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، عبر حسابه في تويتر، على إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، توليه قيادة المعركة بنفسه.
واستخدم آبي أحمد حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ليعلن أن "الوقت قد حان لقيادة البلاد بالتضحية، أولئك الذين يتطلعون إلى أن يذكرهم التاريخ يجب أن ينهضوا من أجل بلدهم".
وقال موقع "نويبا ريبلوسيون" الإسباني، إن رئيس الوزراء الإثيوبي، يحاول بهذه البادرة إغلاق أي خطوة في المفاوضات ومواجهة حل عسكري.
ودعا آبي أحمد إلى تعبئة عامة في مواجهة تقدم المتمردين المتمثلين في الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي وجبهة تحرير أورومو، إلى جانب حلفاء آخرين متمثلين في أقليات عرقية أخرى مجتمعة في (الجبهة المتحدة للقوات الفيدرالية والكونفدرالية الإثيوبية)، والتي تقع بالفعل على بعد بضع مئات من الكيلومترات من العاصمة أديس أبابا.
ونشر موقع "نويبا ريبلوسيون"، قبل عام مضى، تقريرا بعنوان "آبي أحمد الحائز على جائزة نوبل للسلام الذي ذهب إلى الحرب"، حيث جمع أجزاء من الخطاب الذي ألقاه أمام الأكاديمية الملكية السويدية عند تسلم الجائزة والذي قال فيه إن "الحرب هي خلاصة من الجحيم لكل من يشارك فيها، أعرف ذلك لأنني كنت هناك وعدت، لقد رأيت الأخوة يقاتلون في ساحة المعركة، ورأيت مسنين ونساء وأطفالا يرتجفون من الرعب تحت وابل المدفعية والقذائف".
ولم يمر عام حتى حمل جيشيا إريتريا وإثيوبيا السلاح مرة أخرى، ولكن هذه المرة ليس لمواجهة بعضهما البعض، ولكن كحليفين في غزو إقليم تيغراي.
لكن الزعيم الإثيوبي آبي أحمد، ليس وحده المصمم على دفع شعبه إلى الحرب، في بداية الشهر، قالت أدانيش أبيبي رئيسة بلدية أديس أبابا أمام حشد في العاصمة: "دعونا نسير إلى الأمام، يجب علينا الآن اتخاذ قرار الدفاع عن استقلال بلادنا، علينا أن نضمن سلام مدينتنا وعلينا قطع طرق دخول وخروج القوى المشتتة ونخنقها".
ويبدو أن الحكومة الإثيوبية لم تخسر فقط في الخطوط الأمامية، ولكن أيضا في حرب المعلومات، حيث جرى تهديد شبكات CNN وBBC ووكالتي رويترز وأسوشيتد برس، بسحب الاعتمادات وحتى الطرد من البلاد، بسبب نشر الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان للحكومة والجيش الإثيوبي.
وهو الأمر الذي استنكرته أيضا مفوضية حقوق الإنسان الإثيوبية، في ظل موجة الاعتقالات الجماعية التي تعرض لها آلاف من سكان تيغراي في أديس أبابا وكيركوس ودير دافا، بعد إعلان حالة الطوارئ في بداية الشهر.
كما نشرت ليز ثروسيل، المتحدثة باسم مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، بيانا يدين اعتقال مجموعات من تيغراي وحالة السجون ومعسكرات الاعتقال، مع مزاعم موثقة عن التعذيب والاغتصاب.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، عن قلقه إزاء "تقارير عن اعتقالات تعسفية واحتجاز تساعد على زيادة الانقسامات والاستياء بين الجماعات العرقية".
وفي غضون ذلك، نشرت الولايات المتحدة قوات عمليات خاصة في جيبوتي المجاورة، تحسبا لأي استيلاء (محتمل) على العاصمة أديس أبابا والذي سيجبرهم في نهاية المطاف على إجلاء الدبلوماسيين والمواطنين الأمريكيين المتواجدين في إثيوبيا.
وحذرت الخارجية الأمريكية رعاياها في إثيوبيا في بيان: "لا تنتظروا حتى يزداد الوضع سوءا للمغادرة، غادروا قبل أن تتغير الأمور"، في محاولة لعدم تكرار صورة الإخلاء المتسارع لكابول.
وطلبت واشنطن من الأطراف المتورطة في النزاع "الوقف الفوري للأعمال العدائية دون شروط مسبقة، وضمان المساعدة الإنسانية لإنقاذ الأرواح"، بينما كررت مرة أخرى تهديداتها بفرض عقوبات على نظام آبي أحمد: "إذا استمر في ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان".
وقال المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، الذي كان متشائما بشأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان وشيكا: "لسوء الحظ، يحاول كل طرف تحقيق أهدافه بالقوة العسكرية ويعتقد أنه على أعتاب النصر".
وفي مناشدة لروح الوحدة الأفريقية، قال آبي أحمد إن "هذه المعركة هي معركة كل السود، الحملة ضد إثيوبيا هي مؤامرة لتقويض تاريخ وثقافة وهوية وكرامة السود وإذلالهم من خلال إخضاع رمز الحرية إثيوبيا".
ويبدو أن السلام لم يعد خيارا بالنسبة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي يخوض الحرب، حتى الآن.