تونس.. غلق مكاتب الاقتراع وانتهاء عملية التصويت في انتخابات الرئاسة
تكهنت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية بأنْ تواجه الحكومة الألمانية الجديدة التي يقودها أولاف شولتز 5 تحديات رئيسة ستضعها أمام ضغوطات شعبية ودولية غير مسبوقة.
وحللت الصحيفة تلك الضغوط بداية مع الأزمة الأوكرانية، في ظل تصاعد التهديدات الروسية بالغزو، ومرورا بالموجة الرابعة لفيروس "كورونا" المستجد.
وقالت في تقرير نشرته اليوم الأربعاء، على موقعها الإلكتروني إن "الحكومة الألمانية الجديدة تواجه تجربة سياسية غير مسبوقة".
وأشارت إلى أن "الأحزاب السياسية الثلاثة المتحالفة لتشكيل الحكومة: الاشتراكي الديمقراطي، والخضر، والديمقراطي الحر، لم يسبق لها الحكم سويا عبر ائتلاف حكومي مشترك".
موجة "كورونا" الرابعة
ورأت أنه "توجد مجموعة من التحديات العاجلة التي تواجه تلك الحكومة الائتلافية الجديدة، إذ يمكن أن يؤدي الارتفاع الكبير في حالات الإصابة بفيروس كورونا إلى وضعها تحت الضغط سريعا، وسوف تكون طريقة تعاملها مع التحديات التي تواجهها بمثابة الحكم الذي سيصدره التاريخ على هذا الائتلاف الحاكم".
وتابعت "تتولى حكومة أولاف شولتز المسؤولية، بينما تعاني ألمانيا من موجة رابعة لفيروس كورونا، والتي تجاوزت الموجات الثلاث السابقة.
ولفتت إلى أن "معدلات العدوى ترتفع بشدة، بينما تعاني المستشفيات من الوصول إلى حدود القدرة الاستيعابية".
وبينت أنه في ظل تراجع معدلات التطعيم في ألمانيا كثيرا، بالمقارنة بدول أوروبية أخرى مثل: إسبانيا، والدنمارك، وبلجيكا، فإن المستشار الألماني الجديد طالب بتطبيق التطعيم الإلزامي على الجميع.
وأيضا حتى هؤلاء الراغبون في الحصول على اللقاح يواجهون مشكلات، أبرزها الطوابير الطويلة أمام مراكز التطعيم، وشكوى الأطباء من نقص الجرعات، بحسب الصحيفة.
الأوضاع الاقتصادية
وقالت "فاينانشال تايمز" إن "حكومة أولاف شولتز تواجه توقعات اقتصادية أكثر قتامة، إذ أظهرت البيانات الصادرة يوم الاثنين الماضي تراجعا كبيرا في معدلات الطلبات الواردة للمصانع، بشكل أكبر من توقعات المحللين".
ونوهت إلى أن "الصناعة تواجه أزمة نقص المواد الخام والمنتجات؛ ما أدى إلى صعوبات في عمليات التسليم، ومشكلات في صناعة السيارات".
ولفتت إلى أنه وفي غضون ذلك، بلغ التضخم 6% الشهر الماضي، وهو أعلى مستوى له منذ أوائل التسعينيات، مضيفة "يعتقد الخبراء أن ألمانيا قد تستغرق وقتا أطول للعودة إلى مستويات النمو الاقتصادي السابقة للوباء، مقارنة بمنطقة اليورو بشكل عام".
تحديات المناخ
وقالت الصحيفة إن "الحكومة الألمانية الجديدة تواجه تحديا من نوع خاص، يتمثل في خطة مكافحة تغير المناخ، إذ تسعى لتكثيف استخدام الطاقة المتجددة، والتخلص من استخدام الفحم في إنتاج الطاقة بحلول عام 2030، وهو الموعد الذي يسبق الموعد المحدد في توقيت سابق بـ8 سنوات كاملة".
وأشارت إلى شكوك محللين إزاء قدرة الحكومة على تحقيق هذا الهدف، وكيف ستكون قادرة على إبقاء الأضواء مشتعلة، بمجرد إغلاق جميع محطات الفحم والطاقة النووية.
وأضافت "سوف تكون الحكومة الألمانية الجديدة في حاجة ماسة لبناء الآلاف من توربينات الرياح الجديدة، والألواح الشمسية، وشبكات كهرباء جديدة واسعة النطاق، ومجموعة من محطات الطاقة التي تعمل بالغاز".
الأزمة الأوكرانية
قبل أيام على تولي الحكومة الألمانية الجديدة مهام منصبها رسميا، فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن حذّر حلفاءه الأوروبيين من احتمالات قيام روسيا بغزو أوكرانيا.
واعتبرت الصحيفة أن "ألمانيا ودولا أخرى في الاتحاد الأوروبي تتعامل مع هذا التهديد على محمل الجد، ومن المتوقع أن تفرض عقوبات صارمة جديدة على روسيا حال غزو أوكرانيا".
ورأت "فاينانشال تايمز" أن هذا سيكون بمثابة أحد الاختبارات المبكرة لتماسك الائتلاف الحاكم الجديد في ألمانيا، إذ يميل البعض في الحزب الديمقراطي الاشتراكي إلى التعامل السلس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما يطالب آخرون في حزب الخضر بمواقف متشددة ضد سياساته.
وتوقعت الصحيفة أن يكون "هناك خلاف حول أنبوب الغاز الطبيعي نورد ستريم 2، الذي يؤيده الديمقراطيون الاشتراكيون ويعارضه الخضر".
تطوير البنية التحتية
وذكرت الصحيفة أن رئيس الحكومة الألمانية الجديد أولاف شولتز وعد الشهر الماضي بأكبر تحديث صناعي لألمانيا، ويبدو أن تحالفه مصمم على استثمار المليارات في تطوير الاقتصاد الألماني وبنيته التحتية.
واختتمت تقريرها بالقول إن "الحزب الديمقراطي الحر أصر على أنه سيلتزم أيضا بالقواعد المالية الصارمة للبلاد، ولا سيما سقف الاقتراض الجديد، أو ما يسمى بقيود الديون، وبالتالي فإن تجاوز تلك الخلافات سيكون أحد أكبر التحديات التي تواجه الائتلاف الجديد".
