المستشار الألماني الجديد ميرتس: روسيا ارتكبت "جريمة حرب خطيرة" بغاراتها على أوكرانيا
عوّلت مصادر إسرائيلية في الأيام الأخيرة، على زيارة وزير الدفاع بيني غانتس، ومن قبله رئيس الموساد دافيد برنياع، إلى العاصمة واشنطن، من أجل حث الأمريكيين على اتباع نهج مختلف ولغة خطاب حادة ضد إيران.
واستحوذت على معظم التقارير والتحليلات الإسرائيلية، التي تطرقت للزيارتين، لا سيما زيارة برنياع، مسألة المعلومات الجديدة، التي ستكشفها الاستخبارات الإسرائيلية للجانب الأمريكي.
وكشف وزير الدفاع غانتس، النقاب عما اعتبرها استعدادات إيرانية لشن هجوم ضد إسرائيل ودول في الشرق الأوسط، حسبما أفادت قناة "أخبار 12" العبرية، اليوم الجمعة.
وشارك غانتس، يوم أمس الخميس، في حلقة نقاشية بمشاركة باحثين كبار ورؤساء معاهد بحثية أمريكية، وعرض أمامهم خريطة انتشار الميليشيات الإيرانية في المنطقة، إلى جانب أسلحة ومعدات تملكها طهران.
وذكرت القناة، أن غانتس "كشف معلومات بشأن أسطول الطائرات المُسيرة الانتحارية، التي تكدسها إيران غرب البلاد، بغية تنفيذ عمليات معادية".
وبينت أن الوزير غانتس "تطرق خلال النقاش إلى الخطوات الإيرانية لبناء قوتها العسكرية المخصصة لشن هجمات على دول في الشرق الأوسط، ومنها إسرائيل، عارضا خريطة انتشار الميليشيات العسكرية الموالية لطهران في المنطقة".
ما كشفته إسرائيل
ونقلت القناة عن غانتس قوله، إنه "خلال الشهور الأخيرة، كشفت إسرائيل معطيات مقلقة بشأن عمليات عدائية تقوم بها إيران في المنطقة، بداية، عرضت أمام العالم تفاصيل حول قاعدة (كاشان)، التي تشهد تدريب أذرع إيران في أنحاء العالم على تشغيل الطائرات الانتحارية المُسيرة".
وأوضحت أن إسرائيل كشفت "حقيقة أن طهران تنفذ هجمات عبر طائرات مُسيرة متفجرة من داخل إيران نفسها، ومثلا تم تنفيذ هجمات في الساحة البحرية عبر طائرات مُسيرة، خرجت من قواعد في مدينة (تشابهار) و(جزيرة قشم) جنوب البلاد، واليوم أيضا توجد في هذه القواعد طائرات مُسيرة متطورة من طراز (شاهد)".
ولفتت إلى أن الوزير غانتس كشف أيضا أن "إيران لجأت لأسلوب إرهاب الطائرات المُسيرة عام 2018، وحاولت إرسال هذه الطائرات التي تحمل مواد متفجرة من نوع TNT من داخل سوريا، إلى منظمات في الضفة الغربية"، على حد قوله.
نفس الأسلوب
وقال وزير الدفاع: "يمكنني القول إن إيران تبني قوتها العسكرية غرب البلاد بنفس الأسلوب، لكي تشن هجمات ضد دول وقوات في الشرق الأوسط بصفة عامة، وفي إسرائيل على وجه الخصوص"، ومضى قائلا: "نستعد لكل محاولة من هذا النوع، وسنبذل ما في وسعنا من أجل حماية مواطنينا وثرواتنا".
وأشارت القناة العبرية إلى تأكيدات غانتس بأن هدف إيران هو "التحوّل إلى قوة مهيمنة، تنشر الأيديولوجيا الخاصة بها في المنطقة والعالم كله".
ونقلت عن الوزير قوله: "تحدثت العام الماضي مع وزراء دفاع من أنحاء العالم، من أمريكا الجنوبية إلى أفريقيا، الجميع منزعج من الانخراط الإيراني في الإرهاب في بلدانهم عبر أذرع ومنظمات إرهابية".
واعتبر غانتس أن "دول الخليج ودول المنطقة بأسرها أمام خطر إيراني، وأن محاولاتها لامتلاك السلاح النووي، هو في الحقيقة في إطار تعميق سيطرتها وتدخلها من أجل فرض أيديولوجيا متطرفة تمس حقوق الإنسان واستقرار العالم".
وذكر أن إيران "ليست قوية اليوم، وأنه يمكن العمل من أجل وقفها، لقد بحثت هذه الملفات مع كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية خلال زيارتي"، على حد قوله.
معلومات استخبارية
وسبق غانتس إلى واشنطن خلال الأيام القليلة الماضية، دافيد برنياع، رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، وتردد أنه يحمل في جعبته معلومات جديدة سيعرضها على الأمريكيين.
ولم تحدد وسائل الإعلام العبرية تلك المعلومات بشكل مباشرة، لكنها أشارت على سبيل المثال إلى أن برنياع سيعرض تطورات من شأنها أن تؤثر على المفاوضات الدائرة بين الدول الكبرى وبين طهران في العاصمة النمساوية فيينا.
ومن ذلك ما يتعلق بموضوع تخصيب اليورانيوم، إذ قالت قناة "أخبار 12" إن رئيس "الموساد" أكد للأمريكيين أن هذا الملف أصبح "غير مهم حاليا"، لأن إيران تمتلك بالفعل القدر الكافي من اليورانيوم المخصب، وأنه ينبغي التركيز على ملفين آخرين، الأول يتعلق بتطوير الصواريخ الباليستية الإيرانية، والثاني بتطوير وصناعة تقنية الانفجار، التي تعد صاعق القنبلة النووية.
ونُسب لرئيس "الموساد" قبل زيارته إلى واشنطن تصريح، قال فيه إن "اتفاقا سيئا (وأتمنى ألا يصلوا إليه) سيعد تطورا لا يحتمل"، مضيفًا: "تسعى إيران للهيمنة الإقليمية، تصدر الإرهاب الذي نعمل على مواجهته يوميا حول العالم، وتهدد استقرار المنطقة باستمرار".
تعاون ميداني
وقبل زيارة غانتس وبرنياع إلى واشنطن، أوفدت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية كل من رئيس شعبة العمليات بالجيش، اللواء عوديد بسيوك، ورئيس الشعبة الاستراتيجية وشعبة إيران، اللواء طال كلمان، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ضمن التجهيز لزيارة غانتس بالتحديد.
وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" وقتها إنهما زارا القاعدة الرئيسية للقيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية (سينتكوم) في مدينة تامبا في ولاية فلوريدا الأمريكية.
وخلال الاجتماعات، ناقشت القيادات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية سبل التعاون الميداني في المنطقة وتحدثوا عن التحديات المشتركة للجيشين، وضرورة رفع الجاهزية وتعميق الحوار الإستراتيجي.
ونبهت إلى أنهما سيواصلان عقد اجتماعات عمل مع قيادات عسكرية أمريكية كبرى، ضمن التعاون الإستراتيجي التنفيذي بين الجيشين.
مناورات مشتركة
وتطالب تل أبيب واشنطن بعدم استبعاد الخيار العسكري، حتى مع الاستمرار في المفاوضات مع إيران بشأن توقيع اتفاق نووي، وترى أن هناك ضرورة بأن تلوح واشنطن بهذا الخيار بشكل جاد كرسالة واضحة للإيرانيين، وعدم بث رسائل تنم عن ضعف أو عدم امتلاك خيارات أخرى عدا المفاوضات، ومن ثم الاتفاق، لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي.
وأفادت تقارير يوم أمس الخميس، بأن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، بحثا إجراء مناورات عسكرية مشتركة لمواجهة الطموحات النووية الإيرانية.
ونقلت وسائل إعلام عن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، لدى استقباله غانتس: "أنا قلق للغاية من تصرفات الحكومة الإيرانية في المجال النووي في الأشهر الأخيرة، ومن استفزازاتها المتواصلة وعدم التزامها الدبلوماسي".
ونقلت عنه أيضًا: "إن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال بوضوح إنه في حال إخفاق السياسة نحن جاهزون للانتقال إلى خيارات أخرى".