اتهم مصدر إيراني دول "الترويكا" الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) بالتعاون مع إسرائيل لعرقلة المفاوضات النووية التي تستضيفها العاصمة النمساوية فيينا للتوصل إلى اتفاق بشأن النشاط النووي الإيراني.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا" عن المصدر الإيراني قوله: "هناك تنسيق بين دول الترويكا الأوروبية وإسرائيل بشأن قضية المفاوضات النووية".
وأضاف المصدر الذي وصفته الوكالة الرسمية بـ "المطلع والمقرب من فريق التفاوض الإيراني" أن "الدول الأوروبية الثلاث عقدت اجتماعات عديدة مع إسرائيل للإخلال بالمفاوضات وعدم التوصل إلى اتفاق" حسب قوله.
ويأتي تصريح المصدر الإيراني في ظل حالة من تبادل الاتهامات بين إيران والقوى الأوروبية المشاركة في مفاوضات فيينا بشأن المطالب المقدمة من الجانبين على طاولة المفاوضات.
واتهم كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، علي باقري كني، في وقت سابق بعض الأطراف المشاركة في محادثات فيينا الرامية إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي، بأنها ”تصر على إلقاء اللوم“.
وقال باقري كني - وهو نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية - متحدثا عن الأطراف الأوروبية الثلاثة (فرنسا وبريطانيا وألمانيا): ”يصر بعض الممثلين على عادتهم في إلقاء اللوم بدلا من الدبلوماسية الحقيقية“.
في المقابل، قال مسؤولون دبلوماسيون من الدول الأوروبية الثلاث المشاركة في مفاوضات فيينا إن إيران قدمت مقترحات ”لا تتماشى“ مع الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وأعرب الدبلوماسيون لوكالة "فرانس برس"، عن أسفهم لأنه ”لم يتسن حتى الآن الدخول في مفاوضات حقيقية“، معتبرين أننا ”نضيع وقتا ثمينا في مناقشة مواقف إيرانية جديدة لا تتماشى مع خطة العمل الشاملة المشتركة أو تتجاوز ما تنص عليه“.
من جانبه، رأى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي، أن الاتفاق النووي الموقع بين طهران وست دول كبرى عام 2015، "لم يعد كافيا" بعد التقدم الكبير الذي حققته إيران في مجال تخصيب اليورانيوم.
واعتبر رافائيل ماريانو غروسي في مقابلة أجراها مؤخرا مع وكالة ”أسوشيتد برس“ الأمريكية، أن التقدم الذي أحرزته إيران في برنامجها النووي منذ انهيار الاتفاق، يعني أنه يجب إجراء تغييرات على الاتفاقية الأصلية خلال المفاوضات الدائرة حاليا في فيينا.
وتؤكد تصريحات الدبلوماسيين المشاركين في مفاوضات فيينا أن المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الرامية لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم في 2015 قد وصلت إلى طريق مسدود الآن.
وعلى إثر ذلك، هددت واشنطن بمواجهة طهران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المؤلف من 35 دولة، إذا لم تقدم هذا الشهر على تخفيف حدة موقفها بشأن ورشة "كرج" الخاصة بقطع غيار أجهزة الطرد المركزي.
وفي السياق، كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن التوصل لاتفاق مع إيران على استبدال كاميرات المراقبة الخاصة بها في ورشة كرج؛ مما قد يحل بأزمة كانت تهدد بإفساد المحادثات النووية الأوسع نطاقا.
وأعلنت الوكالة الذرية الأربعاء أن ”الاتفاق مع طهران لاستبدال كاميرات المراقبة في منشأة كرج تطور مهم لأنشطة التحقق والمراقبة التي تقوم بها الوكالة في إيران“.
