logo
أخبار

صحف عالمية: الغرب يسقط في "فخ بوتين".. و"ضربة قاتلة" للسياسة اللبنانية

صحف عالمية: الغرب يسقط في "فخ بوتين".. و"ضربة قاتلة" للسياسة اللبنانية
25 يناير 2022، 2:52 ص

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح الثلاثاء، أهم القضايا والملفات الطارئة على الساحة الدولية والعربية، جاء في مقدمتها تطورات الأزمة الأوكرانية.

وناقشت الصحف أيضا، السيناريوهات المترتبة على إعلان رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري، اعتزال العمل السياسي.

مقامرة أوكرانيا

ورأت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن "التعزيز الروسي العدواني" بالقرب من أوكرانيا، الذي دفع حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى إرسال مزيد من القوات إلى أوروبا الشرقية، الإثنين، وأدى إلى انخفاض الأسواق الروسية، قد "زاد من المخاطر على رهان الكرملين على أنه قد يتملق أوكرانيا أو يبتزها أو يجبرها على الخضوع".

وتحت عنوان "ارتفاع تكاليف مقامرة أوكرانيا قد يجبر روسيا على التراجع"، قالت "الغارديان" في تحليل لها، إنه "بالنسبة لموسكو، أصبح التراجع عن موقفها العدواني أكثر صعوبة خاصة بعد إعلان الولايات المتحدة والناتو عن نشر مزيد من القوات في الجناح الشرقي للتحالف العسكري".

وأشارت إلى أن "الانسحاب أحادي الجانب الآن من شأنه أن يترك الكرملين خاسرا واضحا في المواجهة، بعد أن أدى إلى تعزيز وجود الناتو ذاته الذي سعى إلى إبعاده عن أوروبا الشرقية".

ولفتت إلى أن موسكو "ألقت باللوم على الغرب في تصاعد التوترات والفوضى في الأسواق المالية الروسية، ونقلت عن ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين قوله: "كل هذا يؤدي إلى مزيد من تصعيد التوترات".

وتابعت "لقد أقنعت دبلوماسية موسكو المشبوهة والتعزيز غير المسبوق على طول الحدود الأوكرانية، بما في ذلك في بيلاروسيا المجاورة، العديد من المحللين الأمنيين بأن الكرملين يسعى لخوض حرب".

وأضافت "لا يزال أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خيار العودة عن قراره. قد يكون قرار التراجع أمرًا محرجًا ويجعل الغرب أقل احتمالا للاستماع إلى تحذيراته في المستقبل، لكنه سيواجه انتكاسة محلية قليلة من إصدار الأمر بالانسحاب ويمكن أن يدعي أنه اتخذ الخطوة الأولى لتجنب صراع مدمر".

واستطردت "الغارديان" بالقول "أصبح ذلك أقل احتمالية لأن موسكو بدأت في مواجهة عواقب اقتصادية وسياسية خطيرة من مناورتها الكبرى. وأظهرت الحكومات الغربية أنها تأخذ خطر الحرب على محمل الجد، وحذرت من فرض عقوبات صارمة وحتى بدأت في الأمر بإجلاء عائلات الدبلوماسيين في أوكرانيا بسبب التهديد (بعمل عسكري كبير ضد أوكرانيا)".

وكانت الأسواق المالية الروسية، تعرضت لضربات قوية الإثنين، حيث خسرت الأسهم القيادية الروسية مثل "سبيربنك" و"جازبروم" أكثر من 10% في تعاملات أمس، واضطر البنك المركزي الروسي إلى وقف مشترياته من العملات الأجنبية مؤقتًا، حيث انخفض الروبل الروسي بنحو 6% مقابل الدولار منذ بداية كانون الثاني/ يناير.

ورأت "الغارديان" أن خطوة واشنطن بوضع ما يقرب من 8500 جندي في حالة تأهب قصوي مع تصاعد التوترات مع روسيا، بالإضافة إلي تعزيزات الناتو الأخيرة، من غير المرجح أن تردع هجوما روسيا في أوكرانيا، لكنها إشارة إلى أن دول الناتو مستعدة لتعزيز وجودها في المنطقة، خاصة بعد أن أوردت تقارير أن إدارة بايدن تدرس زيادة القوات في أوروبا الشرقية بمقدار عشرة أضعاف إذا شن بوتين هجوما.

"فخ بوتين"

وفي تحليل آخر يقدم نظرة مغايرة بعض الشيء، رأت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن الغرب سقط في "فخ" بوتين، وقالت إنه "بغض النظر عن أي شيء آخر يقرر القيام به في نهاية المطاف، فقد نجح الرئيس الروسي في إبقاء الدبلوماسيين الغربيين مشغولين في الأشهر الأخيرة".

وأشارت المجلة إلى أن الأسابيع القليلة الماضية كانت مفيدة للغاية لنظام بوتين، موضحة "أولا، استحوذ بوتين على زمام المبادرة والعناوين الرئيسة.. لقد ذكّر العالم ورعاياه بما يمكنه فعله إذا أراد، يمكنه غزو أوكرانيا إذا رغب في ذلك، والدليل هو مدى خوف الغرب من قيام بوتين بهذه الخطوة"، بحسب تعبير المجلة.

وأضافت "ثانيا، فمن خلال تحريك قواته بالقرب من الحدود الأوكرانية، أرسل بوتين موجات صدمة في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة؛ ما أدى إلى مناقشات حول كيفية رد فعلهم إذا قام بالفعل بغزو أوكرانيا، من المحتمل أن يتم فرض عقوبات، كما كانت من قبل، لكن الاستنتاج الرئيس الذي قد تستخلصه موسكو من هذه المناقشات هو أن الغرب منقسم".

وتابعت "فورين بوليسي": "كما فاز بوتين بالمرحلة من خلال إظهار أوكرانيا وغيرها من الدول التابعة للاتحاد السوفيتي السابق التي يغريها الغرب أو تحالفت معه، أن حلفاءها الغربيين ضعفاء ومترددون في مواجهة التهديدات الوجودية".

واختتمت "فورين بوليسي" تحليلها، بتوجيه دعوات إلى الغرب إذا كان يريد مواجهة موسكو، بالقول "أولا، على الغرب أن يخفف من نبرته، ثانيا، بدلا من الحديث عن العقوبات، يجب على الغرب التحدث عن القواعد التي تحكم السياسة الدولية، مثل وحدة الأراضي وحق الدول في اتخاذ خياراتها الخاصة، ثالثا، يحتاج الغرب إلى التفكير بجدية أكبر في الفوائد التي يتوقعها بوتين من تصرفاته الغريبة واستخدام توقعاته ضده".

"ضربة قاتلة" للسياسة اللبنانية

إلى ذلك، اعتبرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن إعلان سعد الحريري، الذي شغل منصب رئيس وزراء لبنان 3 مرات سابقا، باعتزاله العمل السياسي وعدم خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، يوجه "ضربة قاتلة محتملة" لمستقبل لبنان الذي يعاني أسوأ الانهيارات الاقتصادية في التاريخ الحديث.

وبعد أن أقر بأنه فشل في منع لبنان من الانزلاق إلى تدهور اقتصادي مدمر، ومنع اندلاع حرب أهلية من خلال التنازلات التي قدمها، في إشارة واضحة إلى تشكيل حكومات تقاسم السلطة التي تضم جماعة حزب الله المدعومة من إيران، أشارت الصحيفة إلي أن القرار يمثل المرة الأولى منذ 3 عقود التي لن يشارك فيها الحريري في الحياة السياسية في لبنان.

ونقلت الصحيفة عن شخصيات سياسية وخبراء، تحذيرهم، من أن "خروج أحد أقوى الأحزاب السنية (من الحياة السياسية) قد يؤدي إلى مقاطعة سنية واسعة النطاق للانتخابات مع تمكين الفصائل الأخرى؛ ما يؤجج المزيد من العنف والاضطرابات".

أما صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فقد رأت، أن قرار الحريري هو "أعظم علامة حتى الآن على أن النظام السياسي الذي أدار لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية الكارثية في البلاد في عام 1990، يتراجع بعد أن فشل مرارا وتكرارا في إيجاد حلول لمشاكل لبنان الاجتماعية والاقتصادية المتفاقمة".

وعن سوء إدارة الأزمات، ذكرت الصحيفة في تحليل لها أنه "بسبب تنازلات الحريري، وسع حزب الله ترسانته من الصواريخ الموجهة إلى إسرائيل وأرسل مقاتلين للتدخل في حروب إقليمية أخرى. والنخبة الحاكمة في البلاد، بما في ذلك الحريري، فشلت مرارًا وتكرارًا في معالجة نقاط الضعف الاقتصادية، ناهيك عن إيجاد طرق لتخفيف آثارها على 5.2 مليون شخص يعيشون في لبنان".

وأضافت "يخلق خروج الحريري فراغا في الوضع السياسي اللبناني الراهن؛ ما يجعل الكثيرين يتساءلون عن أنواع التغييرات، أو الركود المتزايد، الذي قد ينذر به".

أخطر تهديد لأفغانستان

من ناحية أخرى، سلطت مجلة "فورين آفيرز" الأمريكية الضوء على أزمة أفغانية محدقة قد تكون غائبة عن أذهان قادة العالم، وهي "عودة الإرهاب الدولي" المتمثلة في "شبكة حقاني" المتطرفة.

وقالت المجلة، إنه في الأسابيع الأخيرة، تعهد زعماء العالم بتقديم مساعدات بمليارات الدولارات لمواجهة حالة الطوارئ الإنسانية في أفغانستان التي تحكمها حركة "طالبان" المتشددة.

ورأت أنه بالإضافة إلى أن هذه الأموال ستخفف معاناة الشعب الأفغاني، إلا أنها "ستخدم أيضا أهدافا إستراتيجية حاسمة، وستكون بمثابة حصن ضد زعزعة الاستقرار عبر الحدود، والإرهاب، وتهريب المخدرات، وانتشار الأسلحة، والنزوح على نطاق واسع".

وأشارت المجلة إلى أن "شبكة حقاني" هي الأقوى في حكومة "طالبان"، إذ إنها تحافظ على علاقات مع تنظيم "القاعدة" وبعض عناصر الفرع المحلي لتنظيم داعش في أفغانستان، والمعروف باسم "داعش ولاية خراسان".

وأوضحت المجلة أن "الأنشطة الإرهابية الأخيرة التي تبناها داعش -على سبيل المثال، الهجمات على جامعة كابول، ومدرسة البنات- مرتبطة بحقاني، علاوة على ذلك، فإن الشبكة لديها مقعد على الطاولة على أعلى مستويات حكومة طالبان".

وقالت المجلة الأمريكية في تحليل لها "زعيم المجموعة، سراج الدين حقاني، هو وزير الداخلية الآن، فضلا عن الوظائف المدنية، مثل: السيطرة على جوازات السفر وبطاقات الهوية للأفغان الذين يسعون للسفر إلى الخارج. ويشغل أعضاء آخرون من عشيرة حقاني مناصب رئيسة في حكومة طالبان، بما في ذلك وزارات التعليم واللاجئين والزراعة؛ ما يمنح الشبكة المتطرفة نفوذاً لا مثيل له في أفغانستان".

وأضافت "حتى الآن، فشل قادة العالم في تطوير إستراتيجية متماسكة لاحتواء شبكة حقاني، ويعود هذا جزئيًا إلى المصالح المتنافسة للدول المجاورة في المنطقة، بما في ذلك باكستان وإيران، اللتان اعتبرتا تاريخيًّا (حقانيون) أصولًا إستراتيجية".

وتابعت المجلة "في غضون ذلك، يبدو أن التنافس بين الولايات المتحدة والصين وروسيا يحول دون توثيق التعاون الأمني ​​في أفغانستان. وبالوقت نفسه، أدت المعرفة الضعيفة بالانتماءات الإرهابية متعددة الدول للشبكة إلى ميل خاطئ إلى تصنيف المجموعة على أنها مشكلة أمنية محلية بدلاً من كونها هيئة إرهابية دولية تستهدف بشكل متكرر المصالح الأمريكية".

وأردفت "في الوقت الذي قد تصل فيه أموال المساعدات الجديدة إلى أفغانستان قريبًا، فإن هذا الإهمال يعد خطيرًا بشكل خاص، ودون خطة منسقة لمنع تدفق الأموال إلى حقاني، فإن أي مساعدة يتم تقديمها للحكومة الأفغانية الجديدة قد تخاطر بتقوية الإرهابيين ويمكن أن تؤدي إلى منافسة جديدة وخطيرة بين طالبان وداعش".

ورأت المجلة، أنه "فقط من خلال معالجة مشكلة حقاني وجهاً لوجه، ستكون الولايات المتحدة والقوى الكبرى الأخرى قادرة على منع أفغانستان من أن تصبح مرة أخرى أكبر ملاذ للإرهاب في العالم"، مشيرة إلى أنه "على الرغم من أنهم حافظوا على مكانة أقل بكثير من تنظيم القاعدة وداعش، فقد أثبت أتباع حقاني أنهم يتمتعون بالحيلة والقدرة على الصمود بشكل ملحوظ".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC