الدفاع الروسية: قواتنا تسيطر على بلدتي بانتيليمونوفكا في مقاطعة دونيتسك وشيرباكي في مقاطعة زابوروجيا
ناقشت أبرز الصحف العالمية الصادرة اليوم الاثنين، آخر مستجدات الأوضاع بشأن الأزمة الأوكرانية، حيث تسري دعوات للحكومة في كييف من أجل عقد مفاوضات مع روسيا، لإمكانية تقرير مصيرها دون مساعدة الغرب.
بينما تناولت صحف تقارير تناشد المجتمع الدولي والمانحين إنقاذ ملايين الأفغان الذين يواجهون خطر الموت، في خضم أزمة إنسانية متفشية منذ سيطرة حركة طالبان على السلطة في البلاد.
"سياسة الصراحة"
ودعت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى "تبني سياسة الصراحة مع أوكرانيا في خضم أزمتها مع روسيا، خاصة في ظل الانتشار العسكري الروسي على طول الحدود، الذي لا يبشر بالخير لكييف"، على حد تعبيرها.
وقالت المجلة إنه "رغم أن الإدارة الأمريكية كانت صارمة مع موسكو وبعثت برسالة شديدة اللهجة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنه سيواجه عواقب مالية ودبلوماسية، إذا أمر بغزو آخر لأوكرانيا، فإنه من غير الواضح ما إذا كانت واشنطن صريحة بنفس القدر تجاه الحكومة الأوكرانية".
وأضافت: "تواصل واشنطن التأكيد على التزامها بسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، ولكن سيكون من الأفضل للولايات المتحدة إعطاء نظرائها الأوكرانيين جرعة من الصدق، مفاداها أن الحرب هي أسوأ خيار ممكن لهم وأن الولايات المتحدة ليست ملزمة بالدفاع عنكم.. أنتم بحاجة لإيجاد مخرج دبلوماسي لتجنب الصراع".
وأشارت المجلة إلى أنه "في حين أن الجيش الأوكراني مجهز بشكل أفضل بكثير، وأكثر خبرة في ساحة المعركة، وأكثر تحفيزًا مما كان عليه في 2014، فإن روسيا لديها أسلحة أكبر وأكثر تطورا، بالإضافة لأن حجم الجيش الروسي في الخدمة الفعلية يبلغ 4 أضعاف نظيره الأوكراني، فضلا عن التفوق الجوي والنووي".
ورأت المجلة أن "الخيار الوحيد لأوكرانيا هو الجلوس مع روسيا والتوصل لتسوية تكون غير مرضية لكييف، لكنها ضرورية، بشأن توجهها الجيوسياسي".
وقالت المجلة: "لا يمكن لأوكرانيا أن تتجاهل جغرافيتها الخاصة، ولا يمكن للمسؤولين الأوكرانيين أن يخدعوا أنفسهم في التفكير في أن واشنطن أو حلف شمال الأطلسي - الناتو، سوف ينقذهم في الساعة الأخيرة".
وأوضحت أن "الصدق هو أفضل سياسة مع أوكرانيا، لأنها في موقف ضعيف، وذلك لأن واشنطن وحلفاءها في الناتو، لا يريدون الدخول في حرب ساخنة مع روسيا نيابة عن كييف".
واختتمت المجلة أن "الحرب ليست حتمية، والأمل في الخروج الدبلوماسي ما زال قائماً، رغم أن واشنطن وموسكو لا تتفقان، فإن كليهما على الأقل منخرط في الأخذ والعطاء، الذي يحافظ على استمرار العملية الدبلوماسية، وهذا سبب إضافي لأن تكون الادارة الأمريكية صريحة مع أصدقائها في كييف".
جسر جوي أمريكي لأوكرانيا
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن "واشنطن تقوم بالتعاون مع تحالف غير رسمي من عدة دول في الناتو بتشغيل جسر جوي لشحن المساعدات العسكرية لأوكرانيا، حيث تنقل الأسلحة والذخيرة التي طلبتها كييف للتخفيف من التفوق العسكري الروسي وردع غزو محتمل".
وأضافت: "هبطت 8 طائرات شحن أمريكية في كييف منذ 22 كانون الأول/يناير الماضي، بعد أن وافق بايدن على 200 مليون دولار كمساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، ومن المقرر إرسال المزيد في الأيام المقبلة.. كما أرسل أعضاء الناتو شحنات من الأسلحة، ومن المقرر أن تقوم بولندا والتشيك بتسليم شحنات قريبًا".
وتابعت: "وصلت أحدث طائرات أمريكية محملة إلى كييف، يوم السبت الماضي، تحمل 650 طنًا من الأسلحة والمعدات".
ومنذ استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم واحتلال مناطق دونباس الشرقية في عام 2014، قدمت الولايات المتحدة 2.7 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
مخاوف واسعة
ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن وزير الدفاع الأوكراني السابق، أندريه زاغورودنيوك، قوله إن "روسيا لديها ما يكفي من القوات للاستيلاء على كييف، لكنها ليست كافية بعد للاستيلاء الكامل على البلاد واحتلالها".
وتأتي تصريحات المسؤول الأوكراني السابق، وفقا لـ"الغارديان"، في أعقاب "التقديرات المشؤومة" التي قدمتها إدارة بايدن بشأن الحشد العسكري للكرملين على الحدود الأوكرانية، حيث يعتقد البيت الأبيض أن موسكو جمعت ما لا يقل عن 70% من القوة الضاربة التي تحتاجها لمنح بوتين خيار شن عملية عسكرية كبيرة بحلول منتصف شباط/فبراير الجاري".
مأساة أفغانية
اتهم مقال نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية المجتمع الدولي بـ "تجاهل نداءات الإغاثة تجاه الأفغانيين الذين يواجهون خطر الموت اليوم".
واعتبر المقال أنه "من البغض أخلاقيا، لا سيما بالنسبة لواشنطن وحلفائها الذين احتلوا أفغانستان، ترك 40 مليون شخص هناك على حافة الهاوية".
وذكر المقال: "رغم أن نظام حركة طالبان الوحشي والقمعي، أثبت أنه غير كفء في محاولة وقف المجاعة، لا ينبغي أبدا للغرب السماح لأفغانستان بأن تصبح دولة فاشلة ينتج عنها موجة هجرة جماعية كبيرة، ودفعها لتعزيز تجارة المخدرات - باعتبارها القطاع الوحيد في البلاد حيث يتم جني الأموال - وتركها عرضة للخطر".
وأضاف: "دعت الأمم المتحدة البنك الدولي لإلغاء تجميد 1.2 مليار دولار من التمويل التنموي للبلاد.. فيما راوغ البنك وداعموه الرئيسيون، بما في ذلك واشنطن والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.. حيث إن التأخيرات لم تعد مقبولة، ومبلغ 1.2 مليار دولار هو أقل من المبلغ السنوي الذي كانت أفغانستان تتلقاه في السابق في إطار الصندوق الاستئماني الخاص للبنك".
ورأى المقال أنه "في المناقشات المستقبلية حول كيفية إعادة بناء الدولة لاقتصادها، سيكون من الصواب فرض شروط على حركة طالبان المتشددة مقابل تلقي الأموال الأجنبية"، لكنه شدد: "يجب ألا تكون هناك شروط على تقديم مساعدات من شأنها أن تمنع الناس من الموت جوعا".
وتحت عنوان "الأفغان يواجهون تداعيات حياة أو موت"، سلط المقال الضوء على مثال من المأساة التي يعيشها الشعب الأفغاني، حيث قال: "إن هناك خيارات لا يمكن تصورها يلجأ إليها بعض الأشخاص وهم يحاولون تجنب المجاعة؛ كأن يضطر الأب أن يبيع أعضاءه أو أحد أولاده، لإطعام بقية أفراد أسرته".
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن "ثلاثة أرباع سكان أفغانستان سقطوا في فقر مدقع، محذرة من احتمالية أن يعاني 4.7 مليون أفغاني من سوء تغذية حاد هذا العام، بعد أن وجهت الأمم المتحدة الشهر الماضي أكبر نداء لها على الإطلاق لدولة واحدة، حيث طلبت من المانحين الدوليين التبرع بأكثر من 5 مليارات دولار لدرء كارثة إنسانية تدفع الشعب إلى حافة الموت".
ونقلت الصحيفة عن "منظمة أنقذوا الأطفال"، وهي منظمة غير حكومية بريطانية معنية بالدفاع عن حقوق الطفل حول العالم، أن "عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في أفغانستان تضاعف منذ آب/أغسطس الماضي".
وكان رئيس وزراء النرويج جوناس جار ستور، الذي استضافت بلاده اجتماعات بين ممثلي طالبان وجماعات المجتمع المدني الأفغانية الأسبوع الماضي، قال، وفقا للصحيفة: "نحن بحاجة إلى اتفاقيات والتزامات جديدة حتى نتمكن من مساعدة السكان المدنيين الأبرياء، الذين يواجهون الجوع والمعاناة".
وتوقعت "لجنة الإنقاذ الدولية" مؤخرًا أن 90% من العيادات الصحية في أفغانستان من المرجح أن تغلق أبوابها في الأشهر المقبلة".
وقالت منظمة الصحة العالمية إن "تفشي الإسهال والحصبة وحمى الضنك والملاريا وفيروس كورونا، يهدد بإرهاق المستشفيات المثقلة بالأعباء".