عاجل

الجيش الإسرائيلي يعلن شن ضربات على "حزب الله" في جنوب لبنان

logo
أخبار

لاستهداف الخصوم .. فصائل عراقية تحاكي أسلوب داعش على المنصات الإلكترونية

لاستهداف الخصوم .. فصائل عراقية تحاكي أسلوب داعش على المنصات الإلكترونية
10 فبراير 2022، 4:44 ص

لجأت المجموعات المسلحة العراقية إلى محاكاة أسلوب تنظيم داعش، عبر إنشاء بضع منصات إعلامية غير معروفة، في مسعى للتأثير على الرأي العام، في ظل محاصرتها إعلاميا.

وخلال الأشهر الماضية، شهدت الساحة الإعلامية العراقية ولادة عدد من الصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي تتبنى في الغالب العمليات العسكرية، والهجمات المسلحة، ضد قوات التحالف الدولي، فضلاً عن إنشاء حملات إلكترونية تستهدف الخصوم.

ويرى معنيون بالشأن الإعلامي العراقي، أن السلوك الإعلامي بين الفصائل المسلحة، والتنظيمات الإرهابية، مثل: داعش، بدأ يأخذ مسارا واحدا، حيث أنشأت الفصائل منصات إعلامية بأسماء زائفة في محاولة لاستنساخ تجربة وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم المتطرف، رغم أن تلك الفصائل تمتلك عشرات المؤسسات الإعلامية بتمويل سخي هو الأكبر والأكثر استقرارا بين بقية وسائل الإعلام العراقية.

وتعتمد تلك القنوات والمنصات على التشويه، واغتيال الشخصيات معنويا، وبث المعلومات المضللة لجذب الجماهير العراقية، في ظل تصاعد الصراع العسكري، أو السياسي بين الأجنحة السياسية للفصائل المسلحة، والأحزاب العراقية الأخرى.

ويرى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، في تقرير له، أن "اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإيرانية، المرتبط بنظيره الإيراني، يتولى صوغ الإستراتيجيات الإعلامية لوسائل إعلام الميليشيات، لكن ذلك لا يمنع اجتهاد بعض تلك الميليشيات لإنشاء مسار إعلامي مختلف".

ويدلل المعهد الأمريكي على ذلك، بـ"قناة العهد التابعة لحركة عصائب أهل الحق، من قناة ملتزمة تمنع الرياضة استنادا لفتوى المرجع الراحل محمد صادق الصدر، وتمنع ظهور النساء "السافرات" في قناة تروج للرياضة وتسمح باستضافة النساء غير المحجبات وتُظهر صور الفنانات".

ويعاني العراق، بشكل متكرر، من الحملات الإلكترونية، التي تطلقها تلك المجموعات، وهي تبدو منظمة، للنيل من الأشخاص المعارضين، أو الاتجاهات المناهضة لإيران، حيث تطلق غالباً على موقع تويتر، بعد خروج عشرات المواقع التابعة لتلك المجموعات عن الخدمة.

والعام الماضي، أغلقت الولايات المتحدة، 33 موقعا إلكترونيا يستخدمها اتحاد الإذاعة والتلفزيون الإسلامي الإيراني، و3 أخرى تديرها كتائب حزب الله العراقية المدعومة من طهران، عرف البعض منها بخطابها المتشدد ضد واشنطن وصناعتها للأخبار المفبركة.

وللرد على ذلك، شكل لجوء تلك المجموعات، إلى المنصات الاجتماعية، مثل: تليغرام،  وتويتر، ومجموعات "غلابهاوس"، بديلا عن تلك المواقع.

ويرى الصحافي محمد حبيب، أن الفضاء الإلكتروني العراقي، تلقى خلال الأشهر الماضية، موجة جديدة من المنصات الاجتماعية، على التطبيقات والشبكات الرقمية، والهادفة إلى الترويج لفكر المجموعات المسلحة، ومناهضتها للمسار العراقي الرامي إلى انتزاع استقلاليته من طهران.

ويضيف حبيب لـ"إرم نيوز" أن "التضييق الحاصل على تلك المجاميع والتأثير بشكل مباشر، ليس أمريكيا، وإنما هو ضغط شعبي، وفهم اجتماعي واسع، لما تريده تلك الفصائل، وأجنحتها الإلكترونية، لذلك بدأوا بتغيير وجوههم، واستبدال آليات عملهم بعد فشلها".

وكان تحقيق أجرته صحيفة "تلغراف" البريطانية، في أغسطس 2020، كشف عن قيام حزب الله اللبناني بتدريب الآلاف من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي المدعومين من إيران، لإنشاء ما يسمى "الجيوش الإلكترونية" في جميع أنحاء المنطقة.

وأفادت الصحيفة، بأنه منذ عام 2012، يقوم حزب الله بتنظيم دورات لتعليم المشاركين كيفية التعامل مع الصور رقميًّا، وإدارة أعداد كبيرة من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المزيفة، وإنشاء مقاطع فيديو.

تلك المنصات، حققت أكبر فوائدها لتلك المجموعات، في الوقت الحالي، بسبب الخلاف الدائر بين التيار الصدري من جهة، وقوى الإطار التنسيقي من جهة أخرى، فضلاً عن حنق تلك المجموعات على القوى السياسية والكردية، إذ شنّت حملات واسعة، للترهيب والترغيب، بضرورة عدم إقصائها من الحكومة المقبلة.

كما لعبت دورًا في تبني العمليات العسكرية، التي تشنّها أجنحتها السياسية ضد قوات التحالف الدولي، أو القوات الأمنية العراقية، إذ تنقل دائماً أنباء تلك العمليات وتشيد بها.

وصعد هذا الوضع، مطالبات الأوساط المعنية والإعلامية، بضرورة التصدي لتلك المنصات، واستصدار قانون يجيز غلقها، بسبب تهديدها لأمن البلد، والتشويش على علاقاته مع الدول الأخرى.

 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC