logo
أخبار

صحف عالمية: قصف في شرق أوكرانيا يثير مخاوف الغزو الروسي وأفغان يتهمون أمريكا بالخيانة

صحف عالمية: قصف في شرق أوكرانيا يثير مخاوف الغزو الروسي وأفغان يتهمون أمريكا بالخيانة
18 فبراير 2022، 2:47 ص

تصدر المشهد الأوكراني عناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الجمعة، وسط تقارير تحذر من أن القصف الذي وقع في شرق البلاد واتهم الانفصاليون المدعومون من روسيا بشنه، قد يكون "ذريعة روسية" لتبرير غزوها لكييف. يأتي ذلك فيما حذرت تقارير أخرى من "التحركات الروسية" في دول البلقان.

وتناولت الصحف آخر مستجدات الأوضاع في أفغانستان، وسط تقارير تتهم واشنطن بالخيانة تجاه الأزمة المتفاقمة هناك، خاصة بعد قرار الرئيس الأمريكي بالاستيلاء على الاحتياطيات الأجنبية للبنك المركزي الأفغاني.

"قصف يثير المخاوف"

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن "الارتفاع الدراماتيكي" في القصف على خط المواجهة بين القوات الأوكرانية والانفصاليين المدعومين من روسيا، الخميس، أثار مخاوف من أن الصراع قد يقدم الآن لموسكو نوع الذريعة التي تقول الولايات المتحدة "إن موسكو تبحث عنها لتبرير الغزو".

وأشارت الصحيفة إلى أن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الانفصاليين زعموا أنهم تعرضوا لإطلاق نار من الأوكرانيين، مضيفة: "وهو بالضبط نوع الحادث الذي حذر المسؤولون الغربيون من أن روسيا قد تحاول استخدامه لتبرير العمل العسكري، ولطالما تذرعت موسكو بما تقول إنه التزامها بحماية الروس في شرق أوكرانيا".

ووفقا للصحيفة، جاء تصاعد الأعمال العدائية في الوقت الذي تبادلت فيه الولايات المتحدة وروسيا الادعاءات المتضاربة حول ما إذا كانت القوات الروسية تنسحب بالفعل من الحدود الأوكرانية، كما أعلنت موسكو. وقال مسؤولون أمريكيون إنهم "يراقبون عن كثب" القصف خوفًا من أن تستخدمه روسيا كذريعة للغزو مع تدهور العلاقات.

وسلطت "نيويورك تايمز" الضوء على تضارب الأنباء والتصريحات في تقرير لها، وذكرت أنه بينما أعلن الجيش الأوكراني أن "قذائف مدفعية أصابت بلدة في الجانب الذي تسيطر عليه الحكومة الأوكرانية من الحرب مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق البلاد، اتهم ليونيد باشنيك، رئيس جمهورية لوهانسك الشعبية التي يطلق عليها "الانفصاليون الروس"، القوات المسلحة الأوكرانية بـ "ضربات مكثفة على المدنيين".

وأوضحت الصحيفة أن اندلاع الأعمال العدائية، أمس، والذي ألقى كل طرف باللوم فيه على الآخر، كان يُنظر إليه في أوكرانيا وفي العواصم الغربية على أنه "لحظة محفوفة بالمخاطر بشكل خاص لاحتمال تحوله إلى صراع أكبر قد يجر الولايات المتحدة وأوروبا إلى مواجهة متوترة مع روسيا".

ونقلت الصحيفة عن محللين عسكريين قولهم: "إن طبيعة القصف، الذي أصاب عدة مواقع على طول خط التماس في يوم واحد، غير عادية مقارنة بالأشهر الأخيرة". وأشاروا إلى أن القصف "كان بعيد المدى ومتزامنا، وهذا جدير بالملاحظة".

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: "إن نيران المدفعية والأسلحة الصغيرة شائعة على طول خط المواجهة، حيث تقوم مجموعة مراقبة دولية عادة بالإبلاغ عن عشرات إلى مئات من انتهاكات وقف إطلاق النار كل يوم في السنوات الأخيرة. وغالبًا ما تتضرر المنازل والمدارس والمباني الإدارية والبنية التحتية، بما في ذلك أبراج الكهرباء".

"خلق الفوضى" في البلقان

في غضون ذلك، ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أنه بينما تتجه الأنظار إلى أوكرانيا، أثارت مناورات موسكو في جنوب شرق أوروبا توترات عرقية تهدد السلام الهش في بعض الدول التي تشكل يوغوسلافيا السابقة (دول البلقان).

وتحت عنوان: "خلق الفوضى: مؤيدو روسيا يشتعلون في البلقان لتهديد الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي"، ذكرت الصحيفة في تحليل لها أنه على سبيل المثال، تغرق روسيا صربيا بالأسلحة (دبابات القتال وناقلات الجند المدرعة والمروحيات وصواريخ كورنيت الموجهة المضادة للدبابات)، وتثير الكراهية العرقية في البوسنة والهرسك، وتهدد كوسوفو ومقدونيا الشمالية، وتتدخل في شؤون الجبل الأسود.

وأوضحت أن دعم الكرملين للصرب قد أدى إلى تأجيج الموجة الأخيرة من تصاعد القومية التي تهدد بإفساد السلام في البوسنة والهرسك، وربما إعادة إشعال الصراع المسلح حول كوسوفو، وإثارة الاضطرابات السياسية في مقدونيا الشمالية والجبل الأسود العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وأضافت أنه عبر دول البلقان، بما في ذلك دول الناتو ودول الاتحاد الأوروبي مثل بلغاريا والمجر، تسيطر موسكو على الأصول الاستراتيجية في القطاعات الرئيسية مثل الإعلام والأمن والاتصالات والتمويل.

ونقلت الصحيفة عن إفانا سترادنر، الباحثة في معهد "أمريكان إنتربرايز" بواشنطن وألفت مقالا بعنوان "روسيا تلعب بالنار في البلقان"، قولها: "لن أستبعد البلقان كمسرح آخر لروسيا لتحدي الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. إن الروس لديهم عقيدة سيئة السمعة بالسيطرة على عمليات صنع القرار للعدو.. إنهم يريدون بالتأكيد خلق الفوضى".

وأوضحت "الإندبندنت" في تحليلها أن روسيا تنظر إلى دول البلقان على أنها منطقة مهمة لها روابط ثقافية وتاريخية قوية طويلة الأمد، وقد اتهمت الغرب مرارًا وتكرارًا بزعزعة الاستقرار والتدخل في سياساتها، بدءًا من اعتراف ألمانيا السريع باستقلال كرواتيا عن يوغوسلافيا.

"خيانة أمريكية"

رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أنه من المرجح أن يؤدي قرار إدارة الرئيس، جو بايدن، بـ"الاستيلاء" على الاحتياطيات الأجنبية للبنك المركزي الأفغاني إلى تعميق الأزمة الاقتصادية المدمرة بالفعل في أفغانستان.

وكان بايدن قد وقع أمرا تنفيذيا، يوم الجمعة الماضي، يحظر بموجبه احتياطي النقد الأجنبي البالغ 7 مليارات دولار للبنك المركزي الأفغاني، المُحتفظ به على الأراضي الأمريكية.

وقال البيت الأبيض إنه يخطط لتقسيم المبلغ إلى قسمين، وتحويل النصف إلى صندوق استئماني تم إنشاؤه لمساعدة الشعب الأفغاني وتخصيص الباقي حاليًا للتعويضات المحتملة لعائلات ضحايا "11 سبتمبر" في إجراءات المحاكمة الجارية.

وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الأفغان، بمن فيهم معارضون لحركة "طالبان" المتشددة، يرون في القرار "خيانة للبلاد"، قائلين إن هذه الأموال لم تكن تحتفظ بها الولايات المتحدة أو تنفقها في المقام الأول.

ونقلت الصحيفة عن عمر زخلوال، وزير المالية الأفغاني السابق الذي عمل عن كثب مع الولايات المتحدة، قوله: "وجدت القرار غير عادل وغير مبرر وغير أخلاقي وقاس.. في الواقع، لم يكن هذا قرارًا ضد القاعدة أو طالبان ولكن ضد الشعب الأفغاني، وإذا تم تنفيذه، سوف ينتج عنه مزيد من المصاعب الهائلة للمواطنين الأفغان العاديين".

وتحت عنوان: "الاقتصاد الأفغاني يواجه مزيدًا من الإعاقات بسبب انتقال الولايات المتحدة إلى تقسيم الأصول"، ذكرت "الجورنال" في تحليل لها: "يرى مصرفيون وخبراء اقتصاديون أفغان وعمال إغاثة دوليون أن البنك المركزي يحتاج إلى احتياطيات النقد الأجنبي لدعم قيمة العملة الوطنية الأفغانية، التي أدى انخفاض قيمتها إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية وغيرها من السلع الأساسية في الدولة التي تعتمد على الاستيراد".

وأضافت: "وفي الوقت نفسه، بدأت البنوك التجارية الأفغانية في النفاد من السيولة حيث لم يعد السكان يثقون في البنوك، والبنك المركزي غير قادر حاليًا على تزويد البنوك بالسيولة، وغيرها من المعاملات التي تتم مع الخارج توقفت منذ سيطرة طالبان".

وتابعت: "فرض البنك المركزي قيودًا صارمة على عمليات السحب النقدي من البنوك التجارية. وبسبب عدم قدرتها على سحب النقود، تكافح العديد من الشركات الأفغانية بشكل متزايد للعمل أو دفع الأجور.. ولا تملك العديد من العائلات وسيلة لشراء الطعام والدواء والضروريات الأساسية الأخرى".

وأشارت الصحيفة الأمريكية في تحليلها إلى أن ما يقدر بنحو 23 مليون أفغاني، أي غالبية السكان تقريبا، يكافحون بالفعل لإطعام أنفسهم، حيث تحذر الأمم المتحدة من أن الوضع قد يزداد سوءًا إذا استمر الاقتصاد في الانهيار.

واختتمت الصحيفة تحليلها بالقول: "يشهد الاقتصاد الأفغاني حالة من السقوط الحر منذ استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس الماضي.. والمساعدات الخارجية - التي كانت تمول معظم الإنفاق العام للدولة - توقفت فجأة.. والعقوبات التي تستهدف حركة طالبان، وإحجام البنوك الأجنبية عن التعامل مع أفغانستان، جعلت من شبه المستحيل إجراء معاملات دولية.. وأخيرا، أن المنظمات الإنسانية تكافح من أجل جلب الأموال إلى البلاد".

"ديون" الغرب للأفغان

في سياق متصل، دعت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية الدول الغربية والولايات المتحدة إلى ضرورة "تسديد ديونها" لأفغانستان ومساعدة المدنيين الأبرياء هناك، معتبرة أنه "لا يمكن للغرب أن يغسل يديه من المسؤولية الأخلاقية التي لا يزال يدين بها لهؤلاء الناس".

وذكرت الصحيفة أن الأفغان العاديين يعانون من صعوبات شديدة بسبب العقوبات الغربية القاسية، التي يُفترض أنها مصممة لمعاقبة "طالبان" على تجاوزاتها الاستبدادية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان، لكنها في الواقع تستهدف أفقر المدنيين وأكثرهم ضعفًا.

ونشرت المجلة الأمريكية تحليلا إخباريا حمل عنوان: "على الغرب أن يدفع ديونه للأفغان"، وقالت فيه: "إن على الغرب واجب أخلاقي للمساعدة في تخفيف المعاناة الإنسانية، وهو تواصل المساهمة في أفغانستان".

واختتمت الصحيفة تحليلها بالقول: "وإذا لم يرفع الغرب العقوبات المتعلقة بوصول الغذاء للأفغان ولم يرسل دعمًا إنسانيًا كما يفعل في أي منطقة مجاعة أخرى، فعندئذٍ يتحمل مسؤولية أخلاقية لقبول اللاجئين الوافدين من أفغانستان على الأقل". متهمة الدول الغربية وأمريكا بأنها مسؤولة مسؤولية كاملة عن الفوضى التي خلفتها في أفغانستان عند انسحابها الفوضوي من كابول وتسليمها إلى "طالبان".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC