أسوشييتد برس: أمريكا وإسرائيل تواصلتا مع دول أفريقية لاستقبال الفلسطينيين من غزة
رأت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما يسعى إلى إطالة أمد الحرب في أوكرانيا، وصولا إلى إعادة تقسيم مناطق النفوذ الروسية والأمريكية في أوروبا.
وأشارت الصحيفة، في تحليل إخباري نشرته يوم الثلاثاء على موقعها الإلكتروني، إلى أنه "بالرغم من فشل روسيا في كسر الدفاعات الأوكرانية، والعدد الكبير من ضحاياها، وسلسلة الهزائم العسكرية التي تلقتها، فإن الكرملين لا يزال متمسكا بعبارة أن الغزو الذي شنه بوتين سيحقق كل أهدافه".
تعديل خطة الحرب
وأضافت "فاينانشال تايمز" أن "أهداف روسيا تغيرت بناء على ما يشعر بوتين بأن قواته تستطيع تحقيقه على أرض المعركة، فقد تراجع عن خطته السابقة بالسيطرة الكاملة على مناطق رئيسية مثل العاصمة الأوكرانية كييف؛ من أجل هجوم يركز على إقليم دونباس في شرق أوكرانيا".
وذكرت الصحيفة أن" أهداف روسيا، التي أوضح بوتين أنها تتضمن القضاء على الدولة الأوكرانية، لم تتغير، وفقا لمصادر مطلعة على المباحثات بين الوفدين الروسي والأوكراني".
وبينت الصحيفة، نقلا عن تلك المصادر، أن روسيا "بتلك الطريقة في التفاوض تستعد لصراع طويل، يتخطى الهدف المعلن حاليا وهو تحرير دونباس، حيث يريد بوتين السيطرة على جنوب أوكرانيا بالكامل؛ لقطع منفذ جارته على البحر الأسود، وتمهيد الطريق أمام المزيد من الهجمات انطلاقا من هذه المنطقة".
ونقلت عن أحد المصادر المطلعة على المباحثات بين موسكو وكييف، قوله: "إنه لاعب جودو ماهر، وخططي بارع، ويلجأ إلى الخداع، ولكنه في نفس الوقت ليس منطقيا، ولديه صورة مشوهة للعالم في رأسه".
روسيا تتعلم من أخطاء الحرب
وتابعت الصحيفة أن "روسيا تعلمت من بعض أخطائها العسكرية في الأيام الأولى لغزو أوكرانيا الذي بدأ يوم 24 فبراير الماضي، وأدى ذلك إلى إعادة انتشار قواتها في دونباس وتعيين قائد ميداني لقيادة المعركة، ولكن الأشخاص المشاركين في المحادثات يقولون إن نظرة بوتين للوضع على الأرض تبدو مشوهة؛ بسبب التقارير الميدانية غير الدقيقة وتقارير التلفزيون الحكومي".
ويقول بافيل لوزين، المحلل العسكري الروسي المستقل، إن "الأحداث لا يتم نقلها بشكل صحيح إلى القيادة الروسية، وهذا في المقابل يؤدي إلى الإضرار بالعملية الهجومية الروسية، ويجبرها على إيقاف عملياتها في مرحلة معينة من الشهر المقبل".
وأوضحت "فاينانشال تايمز" أنه "مع تحقيق القليل من المكاسب العسكرية حتى الآن، وتعثر محادثات السلام، فإن هناك مؤشرات أن الكرملين يستعد لصراع طويل الأمد، يرى أنه حرب بالوكالة مع الغرب".
ولفتت إلى أن بوتين "قال هذا الشهر إن أهم شيء يحدث اليوم ليس الأحداث المأساوية في أوكرانيا، ولكنه يتمثل في كسر النظام العالمي أحادي القطب الذي نشأ بعد انهيار الاتحاد السوفيتي".
توسيع الصراع
وخلصت الصحيفة إلى أنه "بدلاً من أن تقوم روسيا بإنهاء الحرب، فإن هجومها على دونباس ربما يكون مقدمة لتوسيع نطاق وأمد الصراع".
ونقلت عن "تاتيانا ستانوفايا"، مؤسسة مشروع R. Politik للتحليل السياسي، أنه "حتى يصل بوتين إلى تحقيق هدفه بوجود تقسيم جديد لمناطق النفوذ الأمريكي والروسي في أوروبا، فإن روسيا سوف تستمر في معركتها، وربما لا تقتصر على أوكرانيا".
وقالت: "لا يعني ذلك أن بوتين سوف يضم مولدوفا أو البلطيق، ولكنه يمكن أن يلجأ إلى التصعيد عبر التلويح بالقوة، واختبار أسلحة جديدة، أو حتى استخدامها".