إيران تدعو أمريكا للتوقف عن مساعي تشكيل تحالف إقليمي

دعا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الأربعاء، الولايات المتحدة للتوقف عما أسماه بـ"مساعي تشكيل تحالف إقليمي" بالمنطقة، مشيراً إلى أن طهران تعمل على تحديد مكان وزمان الجولة المقبلة من المفاوضات النووية.

وقال كنعاني في المؤتمر الصحفي الأسبوعي: "ندعو الولايات المتحدة للتوقف عن مساعي تشكيل تحالف إقليمي واحترام سيادة دول المنطقة، وإيران سترد بحزم على أي إجراء متهور للنظام الإسرائيلي".

وبشأن تزويد إيران روسيا بطائرات مسيرة، قال كنعاني "الحكومة الأمريكية بحاجة إلى خلق أزمات جديدة وجذب الانتباه، ويجب على واشنطن أن تلقي نظرة على سياستها وتراجعها".

وأضاف: "واشنطن تنتهج سياسة تحويل المنطقة إلى مستودع كبير للأسلحة".

وأشار إلى أن "بايدن يعرف تماماً كيف ينظر سكان المنطقة إلى سياسات التدخل الأمريكية".

وتابع كنعاني: "صرح بايدن أن الغرض من زيارته إلى المنطقة هو إحلال السلام، وأنا أحاول جاهدًا أن أكون متفائلاً، لكن إلقاء نظرة على السياسة الخارجية الأمريكية التقليدية يظهر أن هذه التصريحات هي عكس ما تظهره".

المفاوضات النووية

وفيما يتعلق بالمفاوضات النووية المقبلة بعد فشل الجولة السابقة بين طهران وواشنطن في الدوحة، قال كنعاني: "تجري مناقشة تحديد مكان وزمان جولة المفاوضات المقبلة".

وأوضح الدبلوماسي الإيراني أن "على الأطراف المتفاوضة أن تعلم أن نافذة المفاوضات لا تزال مفتوحة بسبب السلوك المسؤول والتخطيط الحكيم للحكومة الإيرانية".

وأضاف: "كان من المفترض أن تعوض أوروبا انسحاب أمريكا من خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، لكنهم يتحدثون فقط".

وبين أن "المفاوضات جارية على مستوى المنسق الأوروبي إنريكي مورا وكبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، وعدم الإعلان عن الزمان والمكان لا يعني انتهاء المفاوضات".

وأضاف "ما تريده إيران في المفاوضات هو العودة إلى اتفاق 2015، وإذا تصرفت الولايات المتحدة بمسؤولية وأثبتت إرادتها عمليًا، فسوف تتوصل إيران إلى اتفاق".

وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، حذرت الثلاثاء من أنّ الوقت ينفد من إيران لإحياء الاتفاق المتعلّق ببرنامجها النووي.

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في لقاء مع رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية الفاتيكان، إن "إيران مستعدة لاتفاق جيد ومستقر"، مضيفاً "خلال المفاوضات قدمنا مبادرات مهمة ومرونة، لكن من الضروري لأمريكا أن تعد الشروط الواقعية لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقية".

مساعي الإفراج عن دبلوماسي إيراني 

كما كشف كنعاني عن أن إيران تجري مشاورات سياسية مع السلطات البلجيكية للإفراج عن الدبلوماسي أسد الله أسدي المدان بمحاولة تفجير يستهدف تجمعاً للمعارضة الإيرانية في العاصمة باريس.

وأوقف أسدي الذي كان دبلوماسياً في السفارة الإيرانية في فيينا، في الأول من تموز/يوليو 2018 في ألمانيا، كما أظهرت الصور التي انتشرت في 28 حزيران/يونيو في لوكسمبورغ، أسدي وهو يسلم طردا يحتوي على القنبلة لزوجين بلجيكيين من أصل إيراني يعيشان في أنتويرب بالقرب من بروكسل وبحوزتهما 500 غرام من المتفجرات وصاعق في سيارتهما.

وأعلن القضاء البلجيكي حكماً بالسجن 20 عاما على الدبلوماسي الإيراني "أسد الله أسدي"، بعد إدانته بالتخطيط لهجوم كان يستهدف تجمعا لمعارضي النظام الإيراني قرب باريس العام 2018.

كما أفادت تقارير صحفية لوسائل إعلام إيرانية، أمس، أن وزارة الخارجية تكثف جهودها للإفراج عن المسؤول السابق في القضاء الإيراني "حميد نوري" المتهم بإعدام المئات من المعارضين عام 1988.

وحميد نوري المعروف باسم حميد عباسي، اعتقل في 9 من نوفمبر/تشرين الثاني 2019 في مطار ستوكهولم الدولي.

وقد حوكم بتهمة قتل سجناء سياسيين في سجن جوهر دشت كرج جنوب طهران صيف 1988 في محاكمة استمرت 9 أشهر، ومن المفترض أن يصدر حكم المحكمة يوم الخميس 14 يوليو / تموز.

وعشية الإعلان عن هذه العقوبة، تكثفت جهود وإجراءات سلطات إيران للإفراج عن حميد نوري، حيث أكد له نائب رئيس القضاء الإيراني في لقائه الأخير مع نجل حميد نوري أن إيران ستبذل قصارى جهدها لإطلاق سراح حميد نوري.