عاجل

ترمب: إسرائيل في ورطة كبيرة وما فعلته من أجلها أكثر مما يمكن أن يفعله أي رئيس آخر

logo
أخبار

غضب تونسي بسبب الموقف الأمريكي من الاستفتاء على الدستور

غضب تونسي بسبب الموقف الأمريكي من الاستفتاء على الدستور
29 يوليو 2022، 11:42 ص

أثار الموقف الأمريكي المنتقد للاستفتاء على الدستور الجديد غضبًا على المستويين الرسمي والشعبي في تونس؛ إذعبر الرئيس قيس سعيد عن رفضه لأي تدخلات خارجية، فيما دعت أحزاب ومنظمات مدنية تونسية، إلى تحركات احتجاجية.

تونس مستقلة

وأكّد الرئيس التونسي خلال لقائه بوزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي أن "تونس دولة حرّة مستقلّة ذات سيادة، وسيادتنا واستقلالنا فوق كل اعتبار" وفق ما أوردته الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية التونسية على "فيسبوك".

ووفق المصدر ذاته فقد "شدّد رئيس الجمهورية في هذا الإطار أن من بين المبادئ التي يقوم عليها القانون الدّولي مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".

وأكّد سعيد "استقلال القرار الوطني ورفضه لأي شكل من أشكال التدخل في الشأن الوطني"، وأنه "لا صوت يعلو في بلادنا فوق صوت الشعب، فالدولة التونسية تتساوى في السيادة مع كل الدول كما تنص على ذلك مبادئ القانون الدولي، وأن السيادة داخل الدولة هي للشعب التونسي الذي قدّم آلاف الشهداء من أجل الاستقلال والكرامة الوطنية" وفق قوله.

وقفة احتجاجية

وشعبيا، أعلنت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أنها ستنظم غدًا السبت وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة الأمريكية في تونس؛ "تنديدا بالتدخل الأمريكي في الشأن السياسي التونسي، خاصة بعد تصريح للسفير الأمريكي الجديد (المنتظر تعيينه) في تونس.

وكان السفير الأمريكي قال إنه "سيتعاون مع الجيش التونسي لتعزيز حقوق الإنسان المهددة بمسار 25 يوليو / تموز"، بحسب ما أكده كاتب عام الرابطة بشير العبيد، الذي اعتبر أنّ تصريح المسؤول الأمريكي "مثير جدًا ومستفز جدا".

وأضاف السفير الأمريكي المقترح جوي هود إنه سيواصل الدعوة لتشكيل حكومة ديمقراطية بسرعة تكون مسؤولة أمام الشعب التونسي، مضيفًا خلال كلمة له أمام الكونغرس الأمريكي أنه سيستخدم ما أسماها جميع أدوات النفوذ الأمريكي حتى تعود تونس إلى الحكم الديمقراطي، كما دعا إلى مراجعة برنامج المساعدات حتى تتماشى مع سياسات واشنطن.

من جهته، علق وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على الاستفتاء قائلًا إنه اتسم بتدني نسب المشاركة، معربًا عن مشاطرته العديد من التونسيين انشغالهم من أن المسار المنتهج في صياغة الدستور الجديد قيّد مجال النقاش الحقيقي، وأن الدستور الجديد يمكن له أن يضعف الديمقراطية في تونس ويَحُدّ من احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

اعتداء سافر

وعبر حزب التيار الشعبي في هذا السياق عن رفضه لما ورد في تصريح الوزير الأمريكي وبيان الخارجية الأمريكية بخصوص الاستفتاء، معتبرا أنه "اعتداء سافر على إرادة الشعب التونسي وسيادته".

كما أدانت الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين بشدة "التدخّل الأمريكي في الشأن الوطني القائم على منهج المساومة واستغلال الظرف الاقتصادي الذي تمر به البلاد لفرض خيارات معينة تخدم مصالحه".

واعتبرت الهيئة، في بيان اليوم الجمعة، بعد اجتماع مجلسها أنّ بيان الخارجية الأمريكية إثر إعلان النتائج الأولية للاستفتاء وتصريحات السفير الأمريكي في تونس يمثلان "تدخّلا سافرا وفجّا في الشّأن التونسي الداخلي، وتعدّيا على السيادة الوطنية يتعارض مع الأعراف الدبلوماسية".

تمهيد لضغوط

وندد الناطق الرسمي باسم حزب التيار الشعبي في تونس محسن النابتي بالتعليقات الأمريكية، معتبرًا أنها تمهد لضغوطات جديدة من أجل إعادة الإخوان إلى الحكم عبر تعديل القانون الانتخابي بما يخدم ذلك.

وقال في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" إن "موقف التيار الشعبي من التدخل الأمريكي السافر في الشأن التونسي هو أن الأمريكان كانوا ضد مسار 25 يوليو/تموز وضد الاستفتاء وهم يعتبرون دستور 2014 أفضل نسخة حتى تبقى تونس تسير على خطى لبنان والعراق لتتمركز فيها قواعدهم".

وأضاف النابتي أنّ "25 يوليو/تموز جاء أساسًا لاسترجاع الدولة الوطنية وحماية مؤسساتها وهي النقيض الموضوعي للمشروع الأمريكي في المنطقة"، معتبرًا أنّ الأمريكيين بدؤوا بمزيد الضغط على تونس اقتصاديا وسياسيا والضغط سيستمر حتى يكون القانون الانتخابي في مصلحة حركة النهضة وغيرها، وحتى تتم إعادتهم إلى البرلمان ومنظومة الحكم وهذا هو السيناريو الأمريكي: إدامة الأزمة كما فعلوا في العراق وليبيا".

وقال عضو المكتب السياسي لحركة الشعب محمد بوشنيبة إن "حركة الشعب تدين هذه التصريحات، وهي دائما ضد هذه التدخلات في الشأن التونسي وأكدت ذلك في عدة بيانات".

وشدد في تصريحات لـ"إرم نيوز" على أن "التدخلات الأمريكية والأوروبية بدأت منذ 25 يوليو / تموز، وأيضا في ما يتعلق بالدستور والعلاقة بين المؤيدين والرافضين للمسار، ونحن ندين التدخل في الشأن العام ونعتبر أن تونس دولة ذات سيادة ولها الحق في تقرير مصيرها".

وأكد بوشنيبة أن "الحديث عن ضرورة تشكيل حكومة هو الحديث الذي تطالب به الأطراف المناوئة لمسار 25 يوليو/ تموز"، معتبرًا أنّ "تونس لن تعود إلى الماضي".

لن تؤثر

وعلّق رئيس حزب التحالف من أجل تونس سرحان الناصري بأنه لا يمكن لأحد بما في ذلك الولايات المتحدة التأثير على قرارات تونس السيادية.

واعتبر في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن "الضغوط التي ستقوم بها الولايات المتحدة اليوم لن تكون أقوى من الضغوط التي مارستها منذ 25 يوليو / تموز 2021، وما قرأناه في بيانات الخارجية الأمريكية أنها تدين بشكل واضح نسب الإقبال الضعيفة على الاستفتاء".

وأكد الناصري "نحن نرى أن قرابة ثلاثة ملايين صوت هو عدد مهم جدا، ويعطي الشرعية والمشروعية لهذا الدستور الجديد الذي يمهد للجمهورية الجديدة للشعب التونسي، مضيفًا: "لم نر قلقا من القوى الدولية مثل الولايات المتحدة عندما شارك أقل من مليونين ونصف المليون في انتخابات 2019 والتي أسست لبرلمان حكم تونس وخرب البلاد ولم نر أي امتعاض".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC