قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، اليوم الإثنين، إن الهجوم الإسرائيلي على أهداف إيرانية، في مدينة طرطوس، جاء ضمن إستراتيجية إسرائيلية لضرب البوابة الأكثر سهولة بالنسبة لطهران؛ لتهريب الأسلحة الحديثة والدقيقة إلى سوريا ولبنان.
لكن مصادر إعلامية إسرائيلية أخرى، قدرت أن الهجوم الذي نُفذ ضد أهداف قريبة للغاية من القوات الروسية، جاء بشكل استثنائي ولم يحدث من قبل، وأن هذا الأمر كان محظورا في الماضي، خشية تعرض تلك القوات للإصابة.
وكانت مصادر سورية قد ذكرت، أمس الأحد، أن إسرائيل قصفت أهدافا إيرانية، الأحد، على مقربة من القواعد العسكرية الرئيسية لروسيا في سوريا، على ساحل البحر المتوسط.
واقتبست صحيفة "معاريف" عن وسائل إعلام سورية، أن الغارات استهدفت مدينة طرطوس على ساحل البحر المتوسط، وخلّفت أضرارا كبيرة.
ورأى الصحفي الإسرائيلي روعي كايس، عبر حسابه على "تويتر" أن الهجوم بالمُسيرات على قاعدة "التنف" التي تستخدمها قوات أمريكية، جاء في إطار الرد على الهجوم الإسرائيلي المزدوج، الذي استهدف طرطوس وضواحي دمشق بالأمس.
جاهزية حزب الله
ونقلت "معاريف" عن العميد احتياط بالجيش الإسرائيلي، تسفيكا فوغيل، قوله إن عمليات من هذا النوع "ستدفع إيران في نهاية المطاف إلى الرد، عبر ذراعها في لبنان"، أي حزب الله.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يمتلك أسلحة قادرة على الوصول لجميع مناطق الشرق الأوسط؛ لـ "ضرب من يمتلكون المصلحة للمساس بإسرائيل".
وأرجع نجاح الهجمات الإسرائيلية للمعلومات الاستخبارية الصحيحة التي تُجمع عن طريق الوحدة 8200 وشعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش "أمان"، وبفضل التكنولوجيا الإسرائيلية المتطورة.
وأشار إلى أن الهدف الأساسي هو منع حزب الله من الوصول لمستوى جاهزية يمكنه من ضرب إسرائيل، معتبرا أن الوجود الإيراني في سوريا يستهدف إبقاء حزب الله مستعدا.
هجوم استثنائي
ووفق تقرير موقع "كيكار هاشابات" العبري، فقد جاء الهجوم الإسرائيلي هذه المرة، والذي نُفذ من البحر ومن داخل المجال الجوي اللبناني، ضد أهداف تقع على مقربة من القوات الروسية، بشكل استثنائي لم يحدث من قبل.
ولفت إلى أن المنطقة المستهدفة، والقريبة من ميناء طرطوس، على مقربة من تمركز القوات الروسية كانت بالنسبة لإسرائيل في السابق محظورة، خشية تعرض تلك القوات للإصابة.
وأوضح أن الهجوم جاء في وقت تشهد فيه العلاقات الإسرائيلية الروسية حالة من التوتر، في ظل حديث عن توجه روسي لشراء أسلحة إيرانية، ولا سيما طائرات مُسيرة.
ووجد حساب إسرائيلي على "تويتر" يحمل اسم "الأخبار في الوقت الحقيقي"، أن ضرب منطقة يتواجد بها الأسطول الروسي "لن يسهم في تخفيف حدة التوتر بين تل أبيب وموسكو"، وذكر أن ميناء طرطوس مصاب بالشلل حاليا وتوقفت فيه جميع الأنشطة.
التفوق الجوي
وذكر حساب "تويتر" الخاص بموقع "إنتل تايمز" الإسرائيلي، المعني بالملفات الأمنية، الإثنين، أنه في هذه المرحلة "فإن الهدف الرئيس للهجوم على طرطوس هو موقع تديره إيران من أجل دعم محور تهريب الأسلحة لحزب الله أو أسلحة أخرى متطورة".
وتابع أن إسرائيل كانت قد شنت هجوما قبل قرابة شهر ضد بلدة الحميدية جنوبي طرطوس، مستهدفة منع محاولات إيرانية لنصب نظام دفاع جوي لصالح حزب الله اعتبرته إسرائيل يشكل خطرا.
وفسر الحساب في تغريدة أخرى مسألة الخطر الجوي الذي تشكله المنظومة الإيرانية التي استهدفتها إسرائيل، وكتب "خطر جوي؟ بدءا من نشر نظم دفاع جوي وصولًا إلى نصب قاذفات جوالة، يمكنها إطلاق الطائرات المُسيرة، إضافة إلى صواريخ ساحل – بحر".
وباستقراء طبيعة الهجمات الأخيرة التي شنتها إسرائيل، وجد الحساب أن الهدف هو ضرب جميع المحاولات الإيرانية التي تستهدف المساس بالتفوق الجوي الإسرائيلي.
