logo
أخبار

الأردن.. مخاوف سياسية واقتصادية بعد رحلة فلسطينية عبر مطار رامون

الأردن.. مخاوف سياسية واقتصادية بعد رحلة فلسطينية عبر مطار رامون
24 أغسطس 2022، 10:31 م

أثارت رحلة جوية ضمت 40 فلسطينيا سافروا هذا الأسبوع إلى قبرص عبر مطار رامون الإسرائيلي، جدلا وغضبا عارما في الأردن، وصل حد توجيه انتقادات علنية غير مسبوقة للسلطة الفلسطينية.

وللسفر إلى خارج الضفة الغربية، يحتاج الفلسطينيون أولا إلى الانتقال للأردن ثم السفر إلى وجهاتهم، أو عن طريق الحصول على تصريح إسرائيلي ومن ثم السفر عبر مطار "بن غوريون".

إلا أن إعلان إسرائيل السماح للفلسطينيين بالسفر عبر مطار "رامون" قرب إيلات، أثار جدلا في الأردن وفلسطين على حد سواء، بالتزامن مع أضرار سياسية واقتصادية متوقعة على عمان.

ويحتج الأردن أصلا على تشغيل مطار رامون، "لمخالفته المعايير الدولية في ما يتعلق باحترام سيادة الأجواء والأراضي للدول الأخرى عند تشغيل المطار"، ما دفع عمّان للاعتراض لدى منظمة الطيران المدني الدولي.

وفي مطلع عام 2019، أكد رئيس هيئة تنظيم الطيران المدني في الأردن هيثم ميستو، "موقف الأردن الرافض لإقامة مطار تمناع (رامون) الإسرائيلي في موقعه الحالي، وقرار تشغيله الأحادي الجانب، إلا اذا التزمت إسرائيل بالمعايير الدولية واتخذت الإجراءات التي تضمن المصالح الأردنية كاملة".

جاء ذلك عقب إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بينامن نتنياهو، افتتاح المطار الذي يبعد 18 كيلومترا عن إيلات، قرب الحدود الأردنية.

تجدد المشكلة

وتجدد استياء عمّان من وجود المطار، عقب إعلان إسرائيل نيتها تسيير رحلات جوية تقل فلسطينيين إلى تركيا عبر مطار "رامون".

ورغم إعلان سلطة المطارات الإسرائيلية، تأجيل فتح المطار أمام الفلسطينيين إلى موعد غير مُعلن، إلا أن 40 فلسطينيا سافروا عبر "رامون" إلى لارنكا القبرصية، الاثنين الماضي.

ويؤثر فتح المطار على الأردن من الناحيتين السياسية والاقتصادية، وفق النائب في البرلمان الأردني خليل عطية.

وقال عطية لـ"إرم نيوز"، إن "افتتاح المطار له بعد سياسي واقتصادي مضر جدا بالأردن".

وطالب عطية، حكومة بلاده "بالمبادرة بتسهيل الإجراءات وتقليل التكلفة على المسافرين الفلسطينيين، بهدف الحد من استخدام المطار المعني".

ودعا الفلسطينيين إلى عدم استخدام المطار.

على حساب الأردن

من جانبه، اعتبر وزير الإعلام الأردني الأسبق، سميح المعايطة، أن السلطة الفلسطينية "خدمت" إسرائيل بالسماح بالسفر عبر رامون، "على حساب الأردن".

وقال المعايطة، في تغريدة عبر "تويتر" نشرها الثلاثاء: "أمس وصلت أول رحلة من مطار رامون الإسرائيلي إلى قبرص تحمل فلسطينيين من أبناء الضفة الغربية، وستتوالى الرحلات إلى دول أخرى على حساب مطار الملكة علياء والمرور بالأردن".

وأضاف: "خطوة إسرائيلية لخدمة مصالحها بالتوافق مع سلطة رام الله التي قدمت خدمة لإسرائيل على حساب الأردن الذي تريده في الأزمات"، بحسب قوله.

ولاحقا اعتبر المعايطة، خلال لقاء تلفزيوني مع قناة "رؤيا" المحلية، أن "ما حدث إجراء سياسي إسرائيلي".

وأضاف أنه "خلال الحديث عن صفقة القرن جرى الحديث عن إجراءات تسهيلية تحظى بها السلطة الفلسطينية مقابل التغاضي عن قضايا أساسية، وهو ما أكدت عليه زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة".

واتهم المعايطة السلطة الفلسطينية "بالتوافق مع إسرائيل على تشغيل المطار، ما يتسبب بضرر مباشر للأردن".

خسائر اقتصادية

وتوقع الخبير الاقتصادي الأردني حسام عايش، خسائر اقتصادية سيتكبدها الأردن، في حال استعاضة الفلسطينيين بمطار "رامون" للسفر، عوضا عن المرور بالأردن.

وقال عايش لـ"إرم نيوز"، إن "الأردن سيتأثر عبر توقف خروج الفلسطينيين نحوه للسفر خارجا، أو عودة الفلسطينيين المغتربين سواء بقوا في الأردن أو غادروا نحو الضفة".

وأضاف أن "المسافرين والمغتربين ينفقون مبالغ عند إقامتهم وتنقلهم، قد يخسرها الأردن في حال استخدام رامون".

وقدّر عايش أن تتراوح المبالغ التي قد يخسرها الأردن، مقابل كل 100 ألف مسافر يتحول إلى استخدام "رامون"، بين 100- 150 مليون دولار.

وتابع: "كلما زادت أعداد مستخدمي رامون على حساب الأردن، ارتفعت الخسائر الاقتصادية التي ستتكبدها عمّان".

الحد من الخسائر

ولحفاظ الأردن على الدخل المتأتي من المسافرين الفلسطينيين، اقترح عايش "تطوير الخدمات عبر جسر الملك حسين".

ودعا إلى "رفع جودة الخدمات على المعبر الحدودي، وتقليل ما يتكبده الفلسطينييون من وقت وجهد وكلف مادية".

وأضاف عايش: بعض الصعوبات التي تواجه الفلسطينيين، قد تدفع جزءا منهم إلى السفر عبر رامون، خصوصا مع إمكانية استخدام إسرائيل خطوطا جوية منخفضة التكاليف، توفر وسيلة نقل رخيصة".

طمأنة متبادلة

وخلال تدشين رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة ونظيره الفلسطيني، صباح الأربعاء، في الأغوار الأردنية الجنوبية محطة تحويل كهرباء الرامة، تبادل المسؤولان الحكوميان التصريحات حول المطار.

وتهدف المحطة لمضاعفة تزويد الأردن للفلسطينيين بالطاقة الكهربائية.

وقال اشتية، على هامش التدشين: "لا مطار رامون ولا أي مطار آخر بديل عن عمقنا في الأردن في ما يتعلق بالمواصلات وغيرها".

وأضاف: "إذا أراد الاحتلال أن يسهل حياة الناس، فليفتح مطار القدس، الموجود والقائم، ويمكن لنا تشغيله".

وكان الفلسطينيون يستخدمون مطار القدس للسفر، قبل احتلال القدس الشرقية في العام 1967.

لاحقا شغلت إسرائيل المطار حتى العام 2001 قبل أن يُهجر مع وجود مخططات للبناء الاستيطاني في الموقع.

واعتبر اشتية أن "ما يريده الإسرائيلي هو أن يردم ويضر العلاقة الفلسطينية الأردنية المصلحية".

وطمأن الأردنيين قائلا: "نحن نعمل من أجل تعزيز روح الشراكة على كل المستويات".

ورغم عدم تطرق رئيس الوزراء الأردني إلى مشكلة مطار "رامون" صراحة، إلّا أنه أكد إجراء مناقشة مع نظيره الفلسطيني، بشأن "التيسير الممكن على أشقائنا في الضفة الغربية عند حركة المرور عبر جسر الملك حسين".

وقال الخصاونة: "نحن ملتزمون التزاما مطلقا بدعم وإسناد الأشقاء الفلسطينيين وصولا لتحقيق السلام العادل والشامل للمنطقة".

وتابع: "أمامنا اليوم مجموعة من العروض الأولية من قبل عدد من الائتلافات التي تسعى إلى تطوير معبر جسر الملك حسين".

وأعرب عن الأمل "بإنجاز هذه التوسعة التي تؤسس لفصل مسار الركاب عن مسار الشحن بحلول عام 2025 لغايات التسهيل على الأشقاء وتعزيز التبادل التجاري للبضائع بالاتجاهين".

وكان الأردن أعلن سابقا عزمه تطوير جسر الملك حسين.

وسبق حديث اشتية والخصاونة بساعات، دعوة السلطة الفلسطينية مواطنيها، إلى عدم الاستفادة من الامتيازات التي وعدت بها إسرائيل، للسفر عبر "رامون".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC