منظومة غزة الصحية تترنح تحت القصف الإسرائيلي

يتزايد عدد المستشفيات التي تخرج عن الخدمة في المناطق التي يتقدم فيها الجيش الإسرائيلي برياً في قطاع غزة، إذ تتعرض للقصف المباشر أو الاقتحام أو تضرر محيطها.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة الدكتور أشرف القدرة، الخميس، إن "الواقع الصحي مؤلم وكارثي، إذ تعمّد الاحتلال خلال الأشهر الثلاثة من الحرب خنق المنظومة الصحية والتسبب بانهيارها".

وأضاف أن "تدمير المنظومة الصحية تم عبر منع الإمدادات للمستشفيات والمراكز الصحية وتعمّد قطع الكهرباء والمياه عنها، والاستهداف المركز لنحو 150 منشأة صحية في قطاع غزة".

وأشار إلى أن القصف الإسرائيلي أدى لمقتل 326 من الطواقم الطبية في مستشفيات قطاع غزة، وإصابة 400 آخرين، وتدمير121 سيارة إسعاف.

وأفاد بأن الجيش الإسرائيلي حوّل بعض المستشفيات في شمال قطاع غزة إلى ثكنات عسكرية، ودمر أجزاء واسعة منها من أجل إسقاط المنظومة الصحية بالكامل وتحويلها إلى منظومة عاجزة عن تقديم الخدمات".

وأوضح القدرة أن ذلك جعل أكثر من 800 ألف فلسطيني في شمال غزة بلا خدمات صحية، خاصة الجرحى الذين يتركون على الأرض، والنساء الحوامل والمواليد وأصحاب الأمراض المزمنة الذين باتوا بلا خدمات صحية.

وقال إن "الجيش الإسرائيلي لا يزال يهدد مستشفيات جنوب قطاع غزة من خلال الاستهداف المركز لمحيطها أو استهدافها، مثل ما حدث مؤخرا مع مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر ومستشفى ناصر في خان يونس ومستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة".

تضييق واستهداف

وأوضح القدرة أن "الاحتلال لا يزال يتحكم في حجم ونوعية ومسار المساعدات الطبية التي تدخل إلى قطاع غزة ويعتبرها سلاحا لضرب المنظومة الصحية، كما استخدم آلية خروج الجرحى ممن لا يتوفر لهم علاج كسلاح"، لافتاً إلى أن من خرج من الجرحى لا يمثل سوى 1% من حجم الذين يجب أن يخرجوا من الحالات الخطيرة والحرجة.

وبحسب القدرة، فإن الجيش الإسرائيلي يحتجز نحو 100 شخص من الكوادر الطبية في ظروف قاسية وغير إنسانية، على رأسهم مدير مجمع الشفاء محمد أبو سلمية، ومدير مستشفى العودة أحمد مهنا، ومدير مستشفى كمال عدوان، أحمد الكحلوت.

 وفي السياق، يتعرض مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، لعمليات قصف متكررة آخرها اليوم الخميس؛ ما دفع الجمعية للتحذير من خطر استمرار عملية الاستهداف الممنهجة. 

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، في بيان، إن "الاحتلال استهدف مقر الجمعية على مدار الأيام الثلاثة الماضية"، مشيرة إلى أن القصف أوقع 7 قتلى وعشرات المصابين.

وأضافت أن "القصف أدى لتدمير محطة الاتصالات الخاصة بها والتي تعتبر وسيلة التواصل الوحيدة للجمعية بعد توقف خدمات الاتصالات في خان يونس جنوب قطاع غزة".

وتابعت أن تكثيف قصف واستهداف مقر الجمعية ومستشفى الأمل يهدد حياة موظفيها والمرضى الذين يتلقون العلاج، وكذلك نحو 14 ألف نازح لجؤوا إلى مقر الجمعية هرباً من القصف.