شركة "طيران كندا" توقف رحلاتها إلى إسرائيل حتى نهاية العام

logo
أخبار

تغرق في "أزمة عميقة".. إلى أين تسير فنزويلا؟‎

تغرق في "أزمة عميقة".. إلى أين تسير فنزويلا؟‎
إدموندو غونزاليس أوروتيا وماريا كورينا ماتشادو المصدر: أف. ب
10 سبتمبر 2024، 6:40 ص

أكد مختصون في العلاقات الدولية والشأن اللاتيني، أن هروب مرشح المعارضة الفنزويلية إدموندو غونزاليس أوروتيا، الذي أعلن نفسه، فائزا بالانتخابات الرئاسية، إلى إسبانيا كـ"لاجئ" سياسي، سيزيد من الضغوط الداخلية والدولية على نظام "كاراكاس" الذي يتمسك بفوز الرئيس الحالي نيكولاس مادورو.

وأوضح مراقبون، أن أبرز الضغوط التي ستوضع على نظام "مادورو" بهروب "إدموندو" إلى إسبانيا، ستكمن في استمرار "الكفاح" من داخل فنزويلا عبر زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، فضلا عن ضغوط من الخارج من جانب "إدموندو" الذي سيستغل وجوده في أوروبا، للضغط  باستعمال الجالية الفنزويلية في الخارج، والتحرك أمام المنظمات الدولية والاتصال بها، ليكون الضغط أكبر على نظام "مادورو".

وكان مرشح المعارضة الفنزويلية إدموندو غونزاليس أوروتيا، قد وصل إلى "مدريد" بعد موافقة الحكومة الإسبانية على طلب اللجوء السياسي، ليكون خروجه من فنزويلا بعد وساطة من جانب رئيس وزراء إسبانيا السابق، خوسيه لويس ثباتيرو.

ويرى الخبير في العلاقات الدولية، سي لحبيب شباط، أن الأزمة الفنزويلية أخذت مسارا جديدا بعد مغادرة مرشح المعارضة للرئاسة إدموندو جونزاليس أوروتيا إلى إسبانيا كلاجئ سياسي على أثر مفاوضات قادها من جانب النظام في العاصمة "كاراكاس" ، شقيق الرئيس "مادورو"، وكذلك الرئيس السابق للحكومة الإسبانية، خوسيه لويس ثباتيرو.

ويوضح "شباط" في تصريحات خاصة لـ"إرم"، أن مغادرة مرشح المعارضة بهذه الصفة "لاجئ" إلى مدريد، ذهبت بالأزمة إلى منحى قد يغير موازين القوى بين المعارضة ونظام "مادورو" الذي أصبح محيطه يعي بأن الوضع لا يحتمل في ظل رفض الأخير، التنحي عن السلطة.

بالمقابل يغمر "المعارضة" نوعا من اليأس؛ لأن خروج الرئيس الشرعي من البلاد، حسب زعمها، يسلب القوة بالمطالبة في توليه المنصب الرئاسي في يناير المقبل بحسب القوانين بعد انتخابات يوليو الماضي، لكنها تجد في هذا الخروج أهمية في الحفاظ على حياة "ادموندو" لكونه رجلا مسنا لاسيما بعد تهديدات النظام بسجنه.

ويشير "شباط" إلى أن "شعلة" مواجهة نظام "مادورو" باتت في يد زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، في وقت مازالت فيه المفاوضات مستمرة بين النظام والمعارضة، إذ هناك مجموعة من الدول منها الولايات المتحدة الأمريكية، البرازيل، كولومبيا والمكسيك، تحاول الضغط على النظام، للقبول بهزيمته وتمرير السلطة في يناير المقبل إلى "ادموندو" الذي لم يكن معروفا في فنزويلا، وكان حلا أخيرا لتعويض زعيمة المعارضة "ماتشادو" التي لم يسمح لها النظام بالترشح في الانتخابات.

ويضيف "شباط" أن إستراتيجية المعارضة ما بين استمرار "الكفاح" من داخل فنزويلا عبر "ماتشادو"، ومن الخارج من جانب "ادموندو" في إسبانيا الذي سيستغل وجوده بطبيعة الحال في أوروبا، للضغط من خلال استعمال الجالية الفنزويلية المتواجدة في الخارج، والتحرك لدى المنظمات الدولية والاتصال بها، ليكون الضغط أكبر على نظام "مادورو".

فيما يؤكد أستاذ التواصل السياسي بجامعة كادس إشبيلية الإسبانية والخبير في شؤون أمريكا اللاتينية د.محمد المودن، أن القرار الأخير الذي اتخذته مدريد، بمنح اللجوء لـ"ادموندو" يعكس مدى صعوبة الأزمة القائمة والتداعيات المحتملة، بعد هروب الأخير من البلاد عقب صدور أمر اعتقال من جانب نظام "مادورو".

مشيرا إلى أن هذا القرار زاد من الاستقطاب في فنزويلا وسط بيئة مشحونة، وقد يعزز اللجوء الممنوح لـ"أدموندو" الانقسامات الداخلية ويأتي بتصاعد المواقف المتطرفة من جانب نظام "مادورو" والمعارضة أيضا.

ويحدد "المودن" في تصريحات لـ"إرم"، تداعيات أخرى دولية للجوء "ادموندو" إلى إسبانيا، منها توتر دبلوماسي بين "مدريد" و"كاركاس" وأيضا يزيد من ضغط المجتمع الدولي على نظام "مادورو" فيما يتعلق باحترام حقوق الإنسان.

كما من الممكن أن يشكل سابقة لقرارات "اللجوء" المستقبلية في سياق الأزمات السياسية؛ ما يبرز الحاجة إلى موازنة الالتزام بحقوق الإنسان واستقرار المنطقة اللاتينية.

ويستكمل "المودن" بأن استقبال مدريد لـ"ادموندو" عبر منحه اللجوء، ربما تكون له آثار أزمة سياسية داخلية في إسبانيا بين المعارضة اليمينية والحكومة؛ إذ توجه اتهامات للأخيرة من جانب المعارضة بأن منح اللجوء لـ"ادموندو" سيحد من فعله السياسي وهو في صالح "مادورو" في المقابل ترد الحكومة باتهام المعارضة اليمينية الإسبانية، بأنها تعقد الأزمة الفنزويلية وأن إعطاء اللجوء لـ"أدموندو"، قد يساعد في التوصل إلى حلول مستقبلية للأزمة.

وأردف: "وزير الخارجية الإسباني سوف يكون مضطرا للمثول أمام البرلمان الإسباني ليشرح للأحزاب سبب أو مسوغات منح اللجوء لمرشح المعارضة الفنزويلية"، لافتا إلى أن بطبيعة الحال تظل الأزمة الفنزويلية محكومة بأبعاد دولية وجيوسياسية تتحكم فيها القوى الكبرى مثل أمريكا التي تدعم المعارضة وتعمل على إنهاء عهد "مادورو"، في مواجهة أطراف أخرى مثل الصين وروسيا اللتين تساندان إلى حد بعيد "مادورو"، في ظل الصراع على هذه الجغرافيا.

أخبار ذات علاقة

فنزويلا تلغي التفويض الممنوح للبرازيل لتمثيل الأرجنتين

 

ويقول المحلل السياسي المختص في شؤون أمريكا اللاتينية بلال رامز بكري، إن التطورات الأخيرة المتعلقة باللجوء السياسي لمرشح المعارضة الفنزويلية إلى مدريد بعد أن أصدرت حكومة "كاركاس"، أمرا بإلقاء القبض عليه، تصب في خانة تشديد القبضة التسلطية للرئيس "مادورو" حول عنق البلاد، وتغول المؤسسة العسكرية المتمثلة في القوات المسلحة الفنزويلية في مناحي الحياة السياسية كافة بالبلاد وجنوح هذا النظام نحو المزيد والمزيد من الاستبداد رغم العزلة التي قد بدأ يعاني منها إقليميا ودوليا. 

وبحسب "بكري" في تصريحات خاصة لـ"إرم"، فإن الحال سيستمر بوجود "مادورو" الذي يراه بارعا في تأمين المصالح الأمريكية في النفط ببلاده ، مشيرا إلى أن الرئيس الفنزويلي ليس سوى "وبال" على حد وصفه، على شعبه ومواطنيه فقط.

ويرى "بكري" أنه رغم انفضاض حلفاء الأمس عن "مادورو"، وبالأخص البرازيل ممثلة في الرئيس لولا دا سيلفا وكولومبيا أيضا، إلا أنه ماض في خيارات التسلطية الاستبدادية ولن يكترث للعزلة التي وقع فيها، وسيستمر في حكمه دون الاعتقاد بأن أحدا يتدخل بشكل مباشر.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC