عاجل

الأمم المتحدة: استهداف الآلاف دون معرفة من كانت بحوزته الأجهزة ينتهك القانون الدولي الإنساني

logo
العالم العربي

ما "السيناريوهات البديلة" حال غياب الجيش السوداني عن محادثات جنيف؟

ما "السيناريوهات البديلة" حال غياب الجيش السوداني عن محادثات جنيف؟
قائد قوات "الدعم السريع" في السودان، الفريق محمد حمدان د...المصدر: رويترز
12 أغسطس 2024، 6:39 م

رجحت قيادات سياسية وخبراء لـ"إرم نيوز"، أن "الاحتمالات كافة ستكون مفتوحة بما فيه التدخل الدولي عسكريًا، وتوقيع الأمم المتحدة اتفاقًا ثنائيًا مع قوات الدعم السريع لإدخال المساعدات الإنسانية"، في حال رفض الجيش السوداني الذهاب لمحادثات جنيف.

ويكتنف الغموض محادثات جنيف لوقف إطلاق النار بالسودان، المقررة يوم الأربعاء المقبل، حيث لم يعلن الجيش السوداني موقفه منها حتى اللحظة.

فيما اشترطت الحكومة الخاضعة لسلطة الجيش، التي تضم حركات مسلحة متحالفة معه وقوى سياسية محسوبة على نظام الرئيس السابق عمر البشير، إشراكها في المحادثات، وهو ما تجاهلته أمريكا.

ودعت الحكومة قيادة الجيش السوداني إلى رفض المشاركة في محادثات جنيف.

مماطلة ومراوغة

واعتبر المستشار بقوات الدعم السريع، الباشا طبيق، رفض حكومة بورتسودان لمحادثات جنيف وسط صمت الجيش السوداني، "مماطلة ومراوغة".

وقال عبر حسابه على منصة "إكس"، إن "عدم وضوح رؤية الجيش وحكومته حول المشاركة في مفاوضات جنيف أو عدم المشاركة يؤكد تعدد مراكز القرار وتباين الرؤى وهي عملية تسويف لأي عملية تؤدي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لتخفيف الظروف الإنسانية الحرجة التي يعيشها الشعب السوداني".

 

وأضاف طبيق أنه "على الشعب السوداني والمجتمع الدولي معرفة حقيقة الجهة التي تعرقل الوصول إلى إيقاف الحرب ومعالجة جذور الأزمة السودانية، محور الحرب داخل الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني هو من يتحمل استمرارية الحرب وزيادة معاناة الشعب السوداني".

حكومة بديلة

من جهته، دعا رئيس حركة العدل والمساواة، سليمان صندل، إلى عدم رهن مستقبل البلاد وشعبه ووحدته الوطنية، لمن سماهم بـ"القتلة الذين ينظرون إلى مواقعهم أكثر من أن ينظروا لمستقبل السودان".

وشدد عبر حسابه على منصة "إكس"، على أنه "في حالة عدم الذهاب إلى جنيف ووقف الحرب وإنقاذ البلاد، على الشعب السوداني والقوى السياسية والمجتمعية البدء الفوري في إجراءات نزع الشرعية من مجموعة بورتسودان المجرمة، وإعلان حكومة وحدة وطنية عريضة بقيادة مدنية لإنقاذ البلاد".

واقترح صندل أن تكون المهمة الأساسية لحكومة الوحدة الوطنية العريضة 3 أهداف، هي "وقف الحرب، وفتح المسارات الإنسانية وتوصيل الإغاثة، وتصميم عملية سياسية لإنهاء الحرب في السودان للأبد".

وأضاف أنه "لا يمكن أن نرهن مستقبل البلاد في أيدي أشخاص لا يعرفون معنى الكرامة الإنسانية، ولا السيادة الوطنية، وهم ينظرون إلى الشعب السوداني بين جريح ونازح ولاجئ وقتيل".

وأكد صندل أن "القرار الوطني ليس حكرًا لمجموعة بورتسودان، ومجموعة المؤتمر الوطني والفلول الذين لا يفهمون إلا لغة القتل وسفك الدماء وإهانة واضطهاد المواطن".

ابتزاز وتهديد

من ناحيته، حذّر عضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" صالح عمار، من اتساع رقعة الحرب، في حال رفض الجيش الذهاب إلى جنيف لحضور محادثات وقف إطلاق النار.

وقال لـ"إرم نيوز"، إن رفض الجيش المفاوضات يعني أن الحرب ستنتقل إلى الولايات الثلاث التي لم تصلها حتى الآن وهي "كسلا والبحر الأحمر والشمالية"، متوقعًا حدوث "حرب أهلية" فيها.

أخبار ذات علاقة

المبعوث الأمريكي: محادثات السودان ستمضي قدما هذا الأسبوع

وأشار عمار إلى أن "قيادة الجيش السوداني للأسف يبدو أنها استجابت للابتزاز والتهديدات من عناصر نظام البشير السابق برفض محادثات جنيف".

وبيّن أن "كوادر الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني هددوا البرهان بالقتل في حال قبوله بالتفاوض، ويبدو أن قائد الجيش اختار الخضوع للتهديد حفاظًا على سلامة نفسه، مضحيًا بمصلحة البلاد، لأن رفض محادثات جنيف يعني أن السودان كله مهدد بالانهيار والتلاشي".

 ورجح عمار أن "يخرج البرهان من مربع الخضوع لتهديدات عناصر النظام البائد، وأن ينظر إلى مصلحة البلاد، ويتخذ موقفًا يليق به كقائد للجيش السوداني".

وتوقع في حال رفض الجيش محادثات جنيف أن تذهب الأمم المتحدة في اتجاه توقيع اتفاق ثنائي مع قوات الدعم السريع لإدخال المساعدات الإنسانية للمتأثرين بالصراع العسكري.

ومضى قائلًا: إن "المجتمع الدولي في نهاية الأمر يتعامل مع الطرف الموجود على الأرض والقوي بغض النظر عمن هو خصوصًا حينما يتعلق الأمر بالقضايا الإنسانية وإنقاذ حياة المدنيين، وبالتالي فإن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية ستتعامل مع الطرف المسيطر على الأرض لأجل توصيل الإغاثة للمتضررين".

عقوبات جديدة

بدوره، توقع المحلل السياسي علي الدالي، أن تفرض الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي على قادة الجيش السوداني وحلفائه من الحركات المسلحة والنظام السابق، عقوبات جديدة حال رفض الذهاب إلى جنيف.

أخبار ذات علاقة

انتقادات واسعة لموقف حكومة الجيش السوداني من محادثات جنيف

وقال لـ"إرم نيوز"، إن المبعوث الأمريكي الخاص للسودان أبلغ وفد الحكومة السودانية خلال المشاورات التي جرت معه في مدينة جدة السعودية، تهديدات مبطنة حال رفض الذهاب إلى محادثات جنيف، بحجة عرقلة السلام.

وتوقع الدالي أن يذهب المجتمع الدولي إلى البند السابع لإدخال قوات عسكرية أممية لحماية المدنيين، موضحًا أن ذلك خيار ضعيف في ظل وجود روسيا والصين واتجاه تحالف الجيش معهما ما يجعلهما تعرقلان أي قرار يمكن أن يصدر من مجلس الأمن الدولي.

وأضاف أن "الأوضاع الإنسانية المتردية والمجاعة التي تلوح في الأفق مع الصوت العالي للمدنيين السودانيين بضرورة وقف الحرب، سيدفع العالم لاتخاذ موقف حاسم تجاه وقف الحرب، لذلك متوقع محاصرة الجيش من قبل المجتمع الدولي بشكل كبير حال رفض الذهاب إلى جنيف".

وذكر الدالي أن قائد الجيش السوداني ربما يطلب مزيدا من الوقت لأجل حسم التباينات الداخلية من المفاوضات، كما يتوقع أن تقدم الولايات المتحدة بعض التنازلات لمخاطبة شواغل الجيش السوداني بما يجعله يستجيب للمفاوضات.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC