محللون لـ "إرم نيوز": جنوب لبنان يعيش "قواعد اشتباك" جديدة مع إسرائيل

استمرت جبهة جنوب لبنان في الدوران داخل دائرة الاشتباكات أو "المناوشات" اليومية، مع الجانب الإسرائيلي، عقب عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

لكن المراقبين يُجمعون على أنها لا تزال في إطار الاشتباكات "المنضبطة"، بين ميليشيات "حزب الله" والقوات الإسرائيلية، وفق "قواعد اشتباك جديدة"، أصبحت سائدة، ويتعامل الطرفان وفقًا لها.

وقال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد المتقاعد هشام جابر إن "قواعد الاشتباك تغيّرت قبل أكثر من 15 يومًا، مع اتساع القصف الإسرائيلي للقرى اللبنانية، ومع استهداف "حزب الله" للمستعمرات الإسرائيلية المحاذية لجنوب لبنان".

وأشار إلى أن الاستهداف "كان مقتصرًا في المراحل الأولى على المواقع الإسرائيلية في مزارع شبعا، وتلال كفرشوبا اللبنانية، التي تحتلها إسرائيل". 

لكنه لفت في حديث لـ "إرم نيوز" إلى أن قواعد الاشتباك القائمة حاليًا "لا تزال محصورة ولم تتعدَ العمليات الدائرة، مسافة الخمسة كيلومترات على جانبي الحدود".

وقال جابر إن هذه القواعد هي أساسًا متحركة ومتغيرة، "وهي  ليست معاهدة أو اتفاقًا، أو شيئًا موقّعًا، هي أمر واقع يلتزم به الطرفان، ويمكن أن يدوم سنوات، ويمكن أن يتغير".

أخبار ذات صلة

هل يستطيع لبنان تحمّل كلفة الحرب بين حزب الله وإسرائيل؟

بدوره، أكد الخبير العسكري والإستراتيجي عمر معربوني على هذا التوصيف، وأدرج في حديثه لـ "إرم نيوز" أمثلة عما اعتبرها " قواعد اشتباك جديدة".

ولفت "معربوني" إلى أن الاشتباكات بين "حزب الله" والقوات الإسرائيلية، تدور بشكل يومي، وتُوقع خسائر بشرية في صفوف الجانبين، وتحدث خسائر وتغييرات على المستوى المجتمعي، من خلال نزوح المدنيين والتهجير القائم على طرفي الحدود.  

ووصف ما يجري على الجبهة اللبنانية "بمثابة حرب مقيدة بمكان ومدى وسقف"، موضحًا أنها "لا تزال محصورة بعمق معيّن، وتقتصر بنسبة كبيرة جدًا على تبادل الضرر على مستوى العسكريين من الجهتين". 

وأضاف أن "الحرب المقيّدة، قابلة للتصاعد أو التراجع، وهذا ربطًا بما يحصل في غزة".

وبحسب القراءات المختلفة، فإن إنفلات جبهة جنوب لبنان يرتبط بخطوط حُمر يضعها "المحور الإيراني"، يأتي في مقدمها عدم انكسار حركة حماس في غزة.

وفي هذا المعنى قال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم ريحان لـ "إرم نيوز" إن "الأمور كلها مرتبطة بتطور الميدان في غزة، فإذا كانت "حماس" آيلة إلى السقوط قد تختلف الحسابات كلها، وقد تتوسع الحرب".

لكنه أضاف أنه "لتوسيع الحرب من لبنان حسابات واسعة تشمل الجبهة السورية، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية اللبنانية، والشغور الرئاسي، وحكومة تصريف الأعمال".

ولفت ريحان إلى "اتصالات إيرانية - أمريكية تُجرى بشكل غير مباشر لمحاولة احتواء الاشتباكات، ومنع تطور الأحداث في غزة نحو حرب إقليمية، لكنه من المبكر معرفة نتائجها".