روسيا تقول إنها اعترضت 132 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليل

logo
العالم العربي

بعد تدمير جنين.. نور شمس هدف إسرائيل في "حرب المخيمات"

بعد تدمير جنين.. نور شمس هدف إسرائيل في "حرب المخيمات"
دبابة إسرائيلية في مخيم جنينالمصدر: رويترز
03 مارس 2025، 3:32 م

هدمت قوات إسرائيلية منازل وأخلت طريقاً واسعاً عبر مخيم "نور شمس" للاجئين في الضفة الغربية، في عملية مستمرة منذ أسابيع ضد الجماعات المسلحة أجبرت عشرات الآلاف من الفلسطينيين على ترك منازلهم.

وجرت العملية بالتزامن مع اتفاق هش لوقف إطلاق النار في قطاع غزة أوقف القتال هناك على مدى الأسابيع الستة الماضية، وأدت العملية إلى إخلاء عدد من أكبر مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية، في ما يراه بعض الفلسطينيين تجربة لإخلاء أوسع نطاقا في وقت لاحق.

وصار مخيم "نور شمس"، الواقع قرب مدينة طولكرم، أحدث مخيم يتم إخلاؤه فعلياً من السكان، بعد مخيم في مدينة جنين المضطربة إلى الشرق ومخيم منفصل داخل طولكرم.

ويقول السكان إن الجرافات تكسح طريقاً واسعاً عبر المنطقة التي كانت تقع فيها المنازل من أجل تسهيل وصول المركبات العسكرية، في استمرار لواحدة من أكبر العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ سنوات.

وقال نهاد الشاويش رئيس لجنة خدمات مخيم "نور شمس" إنه لم يتبق أحد من سكان المخيم البالغ عددهم نحو 13 ألف نسمة داخل المخيم الرئيس.

وأضاف: "كان باقي حوالي 3000 في المخيم اليوم هجروهم كلهم لم يتبق أحد في المخيم في الجهة المقابلة له، ما زال يتواجد بعض الناس أمام المخيم، وأطراف المخيم أجبروهم على النزوح منه".

ولم يصدر تعليق بعد من الجيش الإسرائيلي، الذي قال في وقت سابق إن العملية تهدف إلى استئصال مقاتلي الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي، التي أقامت معاقل في مخيمات شمالي الضفة الغربية.

وأفاد مسؤولو صحة فلسطينيون بأن 12 شخصا على الأقل قتلوا في طولكرم خلال العملية، بمن في ذلك مسلحون ومدنيون.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ مئات الاعتقالات في شمال الضفة الغربية خلال الأسابيع القليلة الماضية، وصادر 120 قطعة سلاح ودمر مئات العبوات الناسفة.

هدم على طريقة غزة

وينفي الجيش الإسرائيلي إصدار أوامر إخلاء رسمية لسكان المخيم المكتظ. وقاطنو المخيم هم من أحفاد الفلسطينيين الذين فروا من منازلهم أو أجبروا على تركها في 1948 بالتزامن مع إعلان قيام دولة إسرائيل.

لكن كما حدث في جنين، فر السكان بالمتعلقات التي تمكنوا من حملها في أكياس تسوق وحقائب صغيرة في وقت هدمت فيه جرافات إسرائيلية بنايات وكسحت طرقا، مما ترك المخيم على حال تماثل الركام المنتشر في قطاع غزة.

وقال الشاويش: "وضع الناس صعب جدا.. الناس نازحة في أماكن النزوح. الناس طلعت دون أي شيء سوى الملابس اللي لابستها. بدها احتياجات كبيرة.. بدها غذاء.. ملابس.. حليب أطفال.. بدها كل الاحتياجات".

وأشار إلى أن العملية هي اختبار فيما يبدو للاستعداد لتحركات مماثلة في مخيمات لاجئين أخرى في الضفة الغربية.

وقال: "هذا مخطط يستهدف مخيمات الشمال. واللي بيعملوه في جنين بدهم يعملوه في طولكرم. واللي بيعملوه في طولكرم بدهم يعملوه في الأماكن التانية. هم بيعتبروها تجربة أمنية سياسية في مخيمات الشمال، إذا نجحت.. رح يصدروها على كل المخيمات".

وتتزامن العملية مع تحركات إسرائيلية لإقصاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بإغلاق مقارها في القدس.

وأثارت العملية في المخيم انتقادات دولية على نطاق واسع، وتأتي في وقت تتصاعد فيه المخاوف بين الفلسطينيين من جهد منظم من إسرائيل لضم الضفة الغربية رسميا.

ولم يشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد إن كان سيؤيد فكرة الضم، واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل خلال ولايته الرئاسية الأولى.

وطرح ترامب بالفعل نقل الفلسطينيين لخارج قطاع غزة وتحويله إلى منتجع أمريكي، وقال إنه سيفصح عن موقفه بشأن الضفة الغربية في المستقبل القريب.

وبالنسبة للفلسطينيين، تستدعي تلك الأفكار والتطورات ذكريات النكبة التي فقد فيها نحو 750 ألف فلسطيني منازلهم وتحولوا إلى لاجئين بعد حرب 1948.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC