logo
العالم العربي

أثارت غضبا واسعا.. رسالة السنوار تكشف خلافات عميقة بين قيادات "حماس"

أثارت غضبا واسعا.. رسالة السنوار تكشف خلافات عميقة بين قيادات "حماس"
12 يونيو 2024، 5:21 م

كشفت رسالة لقائد حماس في غزة، يحيى السنوار، عن خلافات عميقة بين قادة الحركة في الداخل والخارج، على الرغم من نفيها للتسريبات الإعلامية بهذا الشأن، والتي أثارت غضبًا فلسطينيًا من السنوار وحماس.

ويوم أمس الثلاثاء، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية فحوى رسائل بعثها السنوار للوسطاء وأعضاء المكتب السياسي في الخارج، على مدار الأشهر الماضية، تفيد بأن "المزيد من القتال، والمزيد من الوفيات بين المدنيين الفلسطينيين يصب في مصلحته".

ووفق الصحيفة، فإن "السنوار قال في رسالة حديثة لمسؤولي حماس المنخرطين في مفاوضات التهدئة غير المباشرة مع إسرائيل، لدينا الإسرائيليون حيث نريدهم"، مبينة أن رسائل السنوار تظهر استخفافه بحياة سكان غزة.

وأوضحت أن "رسائل السنوار أظهرت رغبته باستمرار القتال لتحقيق أهدافه".

في حين نفى القيادي في حماس، غازي حمد، وجود أي خلافات بين حماس الداخل والخارج، مؤكدًا أن "موقف الحركة واحد لا يتجزأ".



خلافات عميقة

وأكد المختص بالشأن الفلسطيني، جهاد حرب، أن "حماس منذ السابع من أكتوبر تعيش حالة من الخلافات الداخلية العميقة بين قياداتها في الداخل والخارج"، لافتًا إلى أن ذلك بسبب القرارات المنفردة لرئيس الحركة في الداخل يحيى السنوار.

وقال حرب، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إنه "بات من الواضح أن الهجوم الذي نفذه عناصر من الحركة داخل إسرائيل أحدث أزمة كبيرة بين قادة حماس في الداخل والخارج، وإن تلك الخلافات بلغت ذروتها مع تعنت السنوار وإعاقته التوصل لتهدئة".

وأشار إلى أن "هناك أقطابًا داخل الحركة لا ترغب في بقاء السنوار قائدا لحماس في غزة، وتسعى لتغييبه عن المشهدين السياسي والعسكري"، مبينًا أن ذلك ربما يكون السبب وراء تسريب رسائله الموجهة لقيادة الحركة في الخارج.

ووفق حرب، فإن "تسريب تلك الرسائل هدفه الرئيس إحراج السنوار، وتقليص شعبيته، سواء داخل الحركة أو لدى الجمهور الفلسطيني"، مشددًا على أن خصوم السنوار داخل الحركة يسعون لاستغلال حالة الاحتقان الفلسطينية لتحييده عن الحكم.

وختم: "حماس تدرك أن بقاء السنوار في منصبه الحالي، وقدرته على التحكم بالجناح المسلح، سيصعّبان أي جهود لإنهاء الحرب أو استمرار حكم الحركة؛ ما يدفع قيادتها للعمل من أجل إنهاء حياته السياسية، وإخراجه من المشهد الفلسطيني".

هدف التسريبات

من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، رياض العيلة، أن "تسريب رسائل السنوار تمت بموافقة أعلى المستويات السياسية في الحركة بالخارج"، مرجحًا أن تكون هناك أحداث مماثلة هدفها رفع مستوى الغضب الشعبي من قائد حماس في غزة.

وقال العيلة، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "هناك مساعي من قبل أقطاب داخل حماس معارضة للسنوار واستراتيجيته في قيادة الحركة داخل القطاع، لفرض استراتيجية جديدة على الحركة، تقوم على أساس القبول بالتحركات الدبلوماسية والاتفاقيات غير المباشرة مع إسرائيل".

وأوضح أنه "بات من الواضح سعي قيادة حماس في الخارج لإزاحة السنوار من جميع مناصبه داخل الحركة، الأمر الذي قد يدفعهم لتحميله مسؤولية معاناة سكان القطاع واستمرار الحرب على غزة"، مؤكدًا أن نفي حماس للتسريبات إشارة لدور قيادتها في ذلك.

وأضاف: "حماس لا تقوم عادة بالرد على التقارير مجهولة المصدر؛ لكنها تدرك جيدًا حساسية هذا الأمر؛ ما دفع قادتها في الخارج لإبعاد التهمة عن أنفسهم، خاصة أن تلك التسريبات ستحدث شرخًا كبيرًا بين القيادة في الداخل والخارج".

وأشار إلى أن "الخلافات العميقة بين القيادتين هي التي تحول من دون التوصل لاتفاق تهدئة، في ظل تباين المواقف بين الداخل والخارج"، متابعًا: "قيادة الخارج يمكن أن تقبل باتفاق يؤدي لإبعاد السنوار إلى خارج غزة مقابل وقف إطلاق النار".

وختم العيلة قائلًا: "الخلافات داخل حماس ستزداد خلال الفترة المقبلة، وسيكون هناك صراع غير مسبوق على السلطة"، مشيرًا إلى أنه ستكون هناك ضغوط من أجل استبدال القيادة الحالية في غزة بقيادة أكثر مرونة، وفق تقديره.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC