رغم حالة الاحتقان جنوبًا.. لماذا تخشى إسرائيل شنّ حرب واسعة على غزة؟
رغم حالة الاحتقان جنوبًا.. لماذا تخشى إسرائيل شنّ حرب واسعة على غزة؟رغم حالة الاحتقان جنوبًا.. لماذا تخشى إسرائيل شنّ حرب واسعة على غزة؟

رغم حالة الاحتقان جنوبًا.. لماذا تخشى إسرائيل شنّ حرب واسعة على غزة؟

قدرت مصادر إسرائيلية إعلامية أن ما وصفتها بـ"سياسة ضبط النفس إزاء قطاع غزة"، في الوقت الراهن، تعود لتقديرات سائدة لدى المؤسسة العسكرية والسياسية، بأن مواجهات محتملة قد تندلع مع إيران عبر الميليشيات المسلحة التابعة لها بالمنطقة، لذا فإن تعاطيها مع إطلاق الصواريخ من القطاع يضع بالاعتبار الصورة العامة للأحداث بالمنطقة، وذلك وفقًا لما أوردته صحيفة "يسرائيل هايوم"، مساء السبت.

وشن الطيران الحربي الإسرائيلي، فجر السبت، سلسلة من الغارات على قطاع غزة، تسببت في استشهاد شاب يبلغ من العمر 27 عامًا، وإصابة شخصين آخرين في خان يونس. وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن الغارات التي استهدفت مواقع تابعة لحركة "حماس"، جاءت ردًّا على إطلاق قرابة 10 صواريخ من القطاع في ساعة متأخرة من مساء الجمعة.

تفويت الفرصة

ووفق صحيفة "يسرائيل هايوم"، تنظر القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل لهذه التطورات ضمن الصورة العامة للأحداث بالمنطقة، وتخشى أنها قد تدخل في مواجهة مع ميليشيات موالية لإيران، بناء على تقديرات سائدة منذ فترة، تتحدث عن احتمال تنفيذ عمليات انتقامية إيرانية في أي لحظة، ردًّا على غارات شنت في وقت سابق ضد أهداف إيرانية سواء في العراق أو سوريا، ووجهت أصابع الاتهام فيها لإسرائيل.

وذكر المحلل السياسي بالصحيفة يوآف ليمور، أن إطلاق الصواريخ من غزة لم يشكل مفاجأة بالنسبة للمؤسسة العسكرية، التي تعتقد أن حركة "الجهاد الإسلامي" تقف وراءها وترغب في البحث عن ذرائع للتصعيد، بينما تريد إسرائيل أن تفوّت عليها هذه الفرصة.

ونوه إلى أن العديد من الإجراءات التي تصب لصالح غزة نفذت في الأسابيع الأخيرة، فيما تستمر محادثات التسوية كالعادة، بينما هدأت حدة التظاهرات الأسبوعية عند السياج الأمني، وامتنعت إسرائيل حتى عن توجيه ضربات لحركة "الجهاد الإسلامي" بوصفها ذراعًا إيرانية، كما لم ينفذ سلاح الجو الإسرائيلي غارات على سوريا طوال تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، وكل ذلك جاء لأن تقدير الموقف في تل أبيب يركز على الصورة العامة فيما يتعلق بالملف الإيراني.

وضع مماثل لحزب الله

وربط المحلل السياسي مع ذلك بين القصف الصاروخي من غزة وبين الأوضاع الاقتصادية المتردية، في وقت تعمل فيه "حماس" على الخروج من مأزقها الداخلي عبر التوصل إلى تسوية ومنع اندلاع حرب تؤدي إلى انهيار سلطتها، لكن حركة "الجهاد الإسلامي"، من وجهة نظر المحلل الإسرائيلي، تستغل الفراغ السائد، لترسخ وضع أشبه بوضع "حزب الله" في لبنان، والذي يستغل غياب مسؤولية السلطة منذ سنوات أو قدرتها على تحييد قدراته.

وأضاف ليمور أن إسرائيل تواصل الرد على مثل هذا القصف عبر توجيه ضربات لأهداف تابعة لـ"حماس" كي تحث الحركة على العمل ضد مطلقي الصواريخ من "الجهاد الإسلامي"، وترى أن فرص نجاح هذا الأمر كبيرة على المدى القصير، لكنها صغيرة على المدى الأبعد من ذلك، طالما لا يوجد تحسن في الأوضاع بقطاع غزة.

احتقان بالجنوب

ووفق الصحيفة، يعلم المستويان السياسي والعسكري في إسرائيل مدى الاحتقان الذي يسود المناطق الجنوبية في البلاد، والانتقادات الخاصة بغياب المنطق بشأن السماح لمنظمة صغيرة بتحديد جدول الأعمال للحكومة الإسرائيلية، لكن مع ذلك يفضل صانع القرار النظر للأوضاع من زاوية أوسع، ويضع الجبهة الشمالية كأولوية.

وينظر المستويان السياسي والعسكري في إسرائيل، وفق الصحيفة، بعين القلق لتلك الجبهة التي تضم المحور الرابط بين إيران ولبنان عبر العراق وسوريا، وبناء على تقديرات قوية بأن احتكاكًا مستقبليًّا بين إسرائيل وإيران عبر أذرعها، سيكون أكثر عنفًا مقارنة بالماضي، ويحمل زخمًا للتدهور بشكل أكبر بكثير.

وتؤثر تلك التقديرات على وضعية سكان غلاف غزة، والذين يعتقدون أن الحكومة الإسرائيلية تخلت عن أمنهم، وتركت الفصائل في غزة تملي عليهم تفاصيل حياتهم اليومية.

لكن الصحيفة ترى أيضًا أن هذا الوضع ليس نهائيًّا ولن يستمر، إذ لن تستطيع إسرائيل الامتناع عن التعامل الحقيقي مع ملف غزة على المدى الطويل، وبطريقتين، الأولى الذهاب إلى تسوية تؤدي إلى وقف إطلاق النار لسنوات، مع مطالبة "حماس" بثمن باهظ، فضلًا عن تنازلات من طرفها، أما الثانية، كما تقول الصحيفة فستكون عبر حرب واسعة ستحمل بين طياتها -أيضًا- مخاطر وثمنًا باهظًا.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com