تخوفات من تداعيات قصف القوات الأمريكية في العراق
تخوفات من تداعيات قصف القوات الأمريكية في العراقتخوفات من تداعيات قصف القوات الأمريكية في العراق

تخوفات من تداعيات قصف القوات الأمريكية في العراق

يتخوف الوسط العراقي من رد أمريكي متوقع على استهداف منشآته العسكرية في العراق، قد يستهدف فصائل في الحشد الشعبي، ويجر البلد إلى مزيد من التوتر.

وتعرض معسكر التاجي في العاصمة بغداد، أمس الأربعاء، إلى قصف بـ10 صواريخ كاتيوشا؛ ما أدى إلى مقتل أمريكيين اثنين وبريطاني، وإصابة 12 آخرين من جنود التحالف.

وعلى الرغم من تعرض مقرات لميليشيات عراقية في سوريا، مساء أمس، إلى غارات جوية، قتل فيها 26 من عناصر الحشد الشعبي، إلا أن مراقبين للشأن الأمني يرون أن هذا القصف لا يمثل الرد الأمريكي.

ومنذ مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس، نهاية العام الماضي، تتعرض المنشآت والقواعد الأمريكية، إلى هجمات بالصواريخ والهاونات، فضلا عن استهداف سفارة واشنطن غير مرة، وسط العاصمة بغداد.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحوادث المتكررة التي تطال القوات الأمريكية، لكن مراقبين يرجحون تورط فصائل في الحشد الشعبي بتلك الهجمات، خاصة أن بعضها هدد سابقا باستهداف المنشآت الأمريكية، مثل كتائب حزب الله وحركة النجباء، وعصائب أهل الحق.

قوات برية

بدوره، قال الخبير الاستراتيجي، أحمد الشريفي، إن الهجوم الذي استهدف قاعدة التاجي، أمس، نفذته فصائل مسلحة موالية لإيران، والتي أعلنت عبر وسائل الإعلام، أنها ستقوم بسلسلة عمليات لاستهداف المصالح الأمريكية، وهو ما يجعل الجهة التي تقف خلف تلك العمليات معروفة للجميع، و"بالتالي ستكون عواقبها وخيمة على العراق"، على حد قوله.

وأضاف الشريفي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الهجوم الإيراني على قاعدة عين الأسد سابقا، أفقد العراق السيادة على أجوائه، بعد أن بدأت واشنطن بنصب منظومة باتريوت، متوقعا نشر قوات أمريكية برّية، خلال الأيام القليلة المقبلة؛ لتأمين الحزام الضامن للمنشآت الأمريكية.

ولفت إلى أن "ذلك سيوسع من دائرة الوجود والعمليات العسكرية الأمريكية، فضلا عن إعادة الانتشار بعيدا عن المناطق التي جرى الاتفاق عليها، والتي تتواجد فيها القوات الأمريكية، وفق اتفاقية الإطار الاستراتيجي".

وألقى مقتل متقاعد بالقوات الأمريكية في كركوم، العام الماضي، بتداعيات كبيرة على الشأن العراقي، بعدما ردت واشنطن بقصف مقر كبير لكتائب حزب الله في محافظة الأنبار، واقتحام الحشد الشعبي السفارة الأمريكية وسط بغداد، وصولا إلى مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس.

وفي أول تعليق لها، تعهدت الولايات المتحدة وبريطانيا، بمحاسبة مرتكبي الهجوم على قاعدة التاجي شمالي بغداد.

الحشد يتأهب

وبعد ساعات على قصف معسكر التاجي، أفاد مصدر في قوات الحشد الشعبي، بأن "عددا من الفصائل أخلت مقرّاتها في محافظة بغداد والأنبار؛ تحسبا لرد أمريكي قد يطالها، فضلا عن عدد من المقرات في المناطق المحاذية لسوريا، ببلدة القائم الحدودية".

وأضاف المصدر، الذي فضل عدم نشر اسمه، لـ"إرم نيوز"، أن "حركة النجباء، وعصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله، أعلنت الاستنفار العام في صفوف أتباعها، واتخذت أعلى درجات الحذر في مقراتها".

وأشار إلى أن "أوامر صدرت بضرورة اختفاء بعض القيادات الوسطى والعليا في المحافظات الجنوبية، وعدم السفر إلى إيران بسبب كورونا، على أن تمتد تلك الإجراءات لمدة شهر أو شهرين، وحسب المستجدات".

وأدانت الرئاسات الثلاث في العراق (الجمهورية، والبرلمان، والوزراء) تلك الهجمات، واعتبرتها أعمالا عدوانية، وتوعدت بملاحقة منفذيها.

الرد الأمريكي

من جهته، قال الخبير الأمني هشام الهاشمي، إن "القائد العام للقوات المسلحة عادل عبدالمهدي أُبلِغَ بأن الرد سيكون قاسيا حال استهداف المصالح الأمريكية في العراق، وأن واشنطن وحلفاءها، رصدوا أكثر من 55 هدفا في العمق الإيراني، و106 أهداف في الداخل العراقي، للحشد الشعبي والحرس الثوري، وقد يكون الرد عبارة عن ضربة متعددة أو ضربة نوعية، سيندم عليها العراق، والجهة التي نفذت تلك الهجمات".

وأضاف الهاشمي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه "منذ السادس من يناير الماضي، تعرضت منشآت ومعسكرات أمريكية إلى 22 هجوما"، مشيرا إلى أن "الرد الأمريكي في العادة لا يتأخر، وربما سيكون قاسيا على فصائل الحشد الشعبي أو خارجه، خاصة مع قرب الانتخابات الأمريكية".

وعن المتسبب في هذه الهجمات، يشير الهاشمي إلى "وجود تواطؤ من بعض القوات الأمنية التي تسمح لتلك الجهات بالتنقل ونصب منصات الإطلاق، فضلا عن القدرة على ملاحقة تلك الجهات".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com