صحيفة: الاغتيالات في جنوب سوريا توتر العلاقة بين الأسد وروسيا
صحيفة: الاغتيالات في جنوب سوريا توتر العلاقة بين الأسد وروسياصحيفة: الاغتيالات في جنوب سوريا توتر العلاقة بين الأسد وروسيا

صحيفة: الاغتيالات في جنوب سوريا توتر العلاقة بين الأسد وروسيا

قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إن الاغتيالات في إقليم درعا تمثل اختبارا للتحالف بين الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا.
وأضافت في تقرير نشرته اليوم الأربعاء: "قُتل ضابطان كبيران في الجيش ومسؤول سياسي جنوب سوريا هذا الشهر، في أبرز عمليات اغتيال ضمن سلسلة جرائم القتل التي كشفت معاناة الرئيس السوري بشار الأسد في السيطرة على جنوب الدولة التي مزقتها الحرب".
وبعد مرور أكثر من عامين على اتفاقات السلام التي رعتها روسيا، والتي كان من المفترض أن تخفف حدة المعارضة ضد الأسد، فإن جماعات التمرد استمرت في حمل السلاح في إقليم درعا الجنوبي، الذي يعتبر مهد انتفاضة عام 2011.
وقُتل ضباط في الجيش السوري في درعا منتصف أبريل/نيسان الجاري، بحسب تقارير إعلامية محلية، إضافة إلى مسؤول في حزب البعث، أشارت تقارير إلى مقتله بالقرب من منزله، ورجل آخر مقرب من الاستخبارات السورية تم اغتياله في الإقليم في نفس التوقيت تقريباً.
وقال عبد الله الجباسيني، الباحث السوري المتخصص في الأوضاع السياسية والأمنية في الإقليم منذ عام 2012: "الاضطرابات في درعا تكشف حدة التشرذم الأمني والإقليمي الذي ربما يكون عليه الوضع بعد عودة الدولة إلى بعض المناطق، وستظل درعا تمثل تحدياً بالنسبة للنظام، إضافة إلى الأزمات الشعبية التي لا تزال دون حلول. هناك 425 شخصاً على الأقل قُتلوا في الإقليم منذ اتفاقات السلام الموقعة عام 2018".
وفي مارس/آذار الماضي، شنّ الجيش الحكومي السوري هجوماً على مدينة "الصنمين"، شمال إقليم درعا، حيث تقوم مجموعة من المتمردين بشنّ هجمات مميتة على مواقع تابعة للنظام.
ولم يؤد الهجوم إلى تعزيز قبضة النظام السوري على الأوضاع هناك. وقُتل 31 جندياً سورياً ومسلحاً موالياً للنظام في درعا منذ تلك العملية. وبحسب تصريحات الجباسيني، يمثل العنف في درعا مشكلة أيضاً بالنسبة لروسيا، التي توجد شرطتها العسكرية في جنوب سوريا، وواجه الأسد مؤخراً انتقادات من موسكو.
وكتب السفير الروسي السابق، ونائب رئيس رابطة الدبلوماسيين الروس، ألكسندر أكسينيونوك، في مقال بأحد المراكز الفكرية البارزة في روسيا، قائلاً: "لقد أصبح واضحاً أن النظام متردد أو غير قادر على وضع نظام حكومي يستطيع التخفيف من الجريمة والفساد".
وقامت روسيا وإيران بتشكيل قوات بالوكالة في جنوب سوريا، على الحدود مع الأردن وإسرائيل، خلال العامين الأخيرين، في منافسة غير مباشرة على النفوذ، بحسب خبراء أكدوا أن هذا أدى إلى المزيد من الاضطرابات الأمنية.
وقال هايد هايد، الباحث في المركز الدولي لدراسة التطرف في "كينج كوليدج" بلندن: "المنافسة بين إيران وروسيا أحد أبرز أسباب الاضطرابات الأمنية في درعا. يحاول حلفاء إيران زعزعة استقرار المناطق التي تسيطر عليها الفصائل الموالية لروسيا من أجل تعزيز سيطرتهم على الأوضاع".
ووصف شاب سوري يبلغ من العمر 28 عاماً الوضع بأن الجنود الروس يتجولون في المنطقة بكامل أسلحتهم وهم يستعدون للدخول في حرب.
وقال خبراء سوريون إن عمليات الاغتيال ضد أفراد تابعين للنظام لا ترتقي حتى الآن إلى مستوى عودة التمرد المسلح مرة أخرى.

ويعود ارتفاع معدلات القتل في درعا أيضاً إلى عوامل داخلية، من بينها عمليات القتل الانتقامية (الثأر) في ظل قانون العدالة القبلية الجزائية، والخلافات بين المهربين والعصابات الإجرامية في الإقليم. وأعلن تنظيم داعش المتشدد أيضاً مسؤوليته عن بعض الهجمات.
ويعني ذلك أيضاً أن العنف له تأثير قوي على قوى أخرى بخلاف المقاتلين. فقد قُتل 3 عمال إغاثة في درعا هذا العام، وأصبح المدنيون السوريون أهدافاً مستمرة لعمليات الخطف الإجرامية.

وتتمتع المناطق التي تفاوض فيها المتمردون مع وسطاء روس بخدمات أساسية وأمن أفضل من الأقاليم التي استعادها الجيش السوري بالقوة.
ولكن بشكل عام فإن أساليب النظام السوري أدت إلى الفوضى بشكل أكبر من السلام، بحسب الجباسيني، الذي قال أيضاً إن الدولة خلقت بيئة معادية وأثارت الاستياء والصراعات المحلية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com