الجيش الإسرائيلي يعلن أنه استهدف مقاتلين من حزب الله في مسجد بجنوب لبنان
يشكل إنذار الجيش الإسرائيلي لسكان عدد من القرى اللبنانية شمال نهر الليطاني وجنوبه، بإخلائها، واقعاً جديداً في لبنان المثقل أصلاً بملف النزوح واللجوء، لاسيما أن هؤلاء السكان مجبرون على الفرار إلى ما بعد "نهر الأولي"، الذي يصبّ في شمال مدينة صيدا، وذلك تنفيذاً لتعليمات إسرائيلية.
وجاء التحذير، غداة ليلة قصف إسرائيلي عنيف شهدته ضاحية بيروت الجنوبية، معقل ميليشيا حزب الله، ليل الخميس الجمعة.
وتلك القرى المهددة بالإخلاء هي: "الخرايب، أرزي، زرارية، عدلون، أنصارية، مزرعة دير تقلا، مزرعة الواسطة، مزرعة جمجم، قصيبة، جبشيت، نبطية، مزرعة سيناي، دوير الشرقية، كفر رمان، نبطية الفوقا، منزلة، حبوش، الحمصية، بيصرية، السكسكية، لوبية، كفر تبنيت، أرنون، زوطر الشرقية، زوطر الغربية".
وفي الوقت الذي يؤكد فيه الجيش الإسرائيلي أن عدد القرى التي تعيش الأمرين بسبب العمليات البرية مع حزب الله، هو 20 قرية فقط، إلا أن تأكيدًا جديدًا صدر عن الجيش اللبناني أعلن فيه أن العدد 35 قرية.
وكعادة الحروب، حين يتم إخلاء مناطق، فهذا يعني، بشكل أو بآخر، أنها تحولت إلى مناطق عسكرية، لذا من الصعوبة بمكان العودة إليها، إما بسبب سيطرة إسرائيل عليها أو أنها لن تعود قابلة للعيش أساساً بعد أن تتعرض لتدمير بنيتها التحتية، بحسب أوساط سياسية.
ويرى مراقبون أن هذا القرار الإسرائيلي، حوّل مدينة صيدا إلى مأوى جديد للنازحين، حيث تشهد اختناقاً وازدحاماً في حركة نزوح مئات اللبنانيين، هرباً من الغارات الإسرائيلية الكثيفة.
ومع سريان مخاوف من تكرار سيناريو الاجتياح الإسرائيلي، العام 1982، والتصعيد الميداني غير المسبوق الجاري حالياً، وكذلك حرب العام 2006، تبدو أوامر الإخلاء "مرعبة" للمدنيين، الذين دفعوا أثماناً باهظة، لاسيما أن مراحل التوغل الأولى التي وصلت إلى صيدا.
وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن شركة "أوجيرو" للاتصالات أن لبنان تلقى نحو 80 ألف محاولة اتصال يشتبه في أنها إسرائيلية تطلب من الناس الإخلاء.
ولأن مراكز استقبال النازحين في صيدا، أصبحت تعج بالفارين من ويلات الحرب، تحاول السلطات اللبنانية تأمين الاحتياجات الضرورية لها، داعية المنظمات الدولية ذات الشأن للمساعدة.
كما دخلت مستشفيات صيدا في حالة تأهب، في وقت يتخوف فيه مراقبون من أن يطول أمد الحرب، وأن تشكل المعطيات العسكرية، والتوغل البري، المزيد من علامات الاستفهام التي تُثار حول أبعاد هذا الواقع الجديد.
