ترامب: الأمور تسير على ما يرام بشأن إيران وسيتم التوصل إلى الاتفاق في وقت قريب
تواجه سوريا تحديات أمنية معقدة تهدد استقرارها الداخلي في مرحلة فارقة من تاريخها، بالتزامن مع تباين الآراء حول كيفية ملء الفراغ الأمني الذي نتج عن انهيار النظام السابق.
ويرى البعض أن إعادة بناء هيكلية أمنية قوية تستند إلى توافق شعبي واسع وسيطرة محكمة على الأراضي، هي الأساس لتحقيق الاستقرار.
بينما يعتقد آخرون أن المعالجة العقلانية والانضباط في التعامل مع الفوضى الأمنية تتطلب التعاون مع أبناء المناطق المتأثرة، مع أهمية الابتعاد عن التدخلات الخارجية التي قد تفاقم الأزمة.
وقال المتخصص في الشؤون الدولية صلاح النشواتي، إن "ملء الفراغ الأمني في سوريا هو عملية معقدة تعتمد على 3 عوامل أساسية، الأول هو تشكيل هيكلية قيادة وإدارة أمنية متينة تحل محل البنية التي انهارت في البلاد".
وأضاف النشواتي لـ"إرم نيوز"، أن "العامل الثاني هو فرض السيطرة الأمنية على الأراضي، أما الثالث فهو القبول والتوافق الشعبي العام، بحيث يُنظر إلى الجسم الأمني الجديد ككيان وطني يعمل على حماية الجميع ويُتعاون مع الجميع للصالح العام".
ورأى أن "بقايا نظام بشار الأسد تسعى للحفاظ على وجودها من التصفية والاعتقال باستخدام هياكل الحرب النفسية والإعلامية للنظام السابق؛ ما يساهم في ضرب التوافق الشعبي وإظهار الحملات الأمنية على أنها تهدد مكوناً شعبياً على حساب آخر".
وأشار النشواتي، إلى أن "الإدارة السورية الجديدة تواجه تحديات كبيرة بعد تشكيلها الجسم الأمني؛ إذ يسعى النظام السابق بشكل منهجي لإعاقة فرض السيطرة الأمنية وخرق التوافق الشعبي".
وقال إن "غياب السيطرة الأمنية والتوافق الشعبي، سيؤدي إلى فوضى أمنية تليها عسكرية؛ ما ينذر بفقدان كامل للسيطرة على المسارين الأمني والسياسي".
وأوضح النشواتي، أن "التغلب على هذه التحديات الأمنية يتطلب عمليات أمنية غير متكافئة من حيث الحجم، حيث تكون القوة المهاجمة أكبر بكثير من القوة المدافعة، مع تنظيم عال ودقة منقطعة النظير، وسرعة كبيرة، إضافة لتغطية إعلامية كثيفة ومباشرة وموثوقة وسهلة الوصول".
وأشار إلى "أهمية التعاون مع أبناء المنطقة التي تعاني من اضطرابات أمنية، لتجنب المزيد من التصعيد".
ومن جهته، قال المحلل السياسي طارق ناصري، إن "الإدارة السورية الجديدة تمر بمرحلة دقيقة بسبب الانفلات الأمني الذي كان من المتوقع معالجته بطرق أكثر عقلانية، خاصة في خاصرة سوريا الرخوة في الساحل السوري".
وأوضح ناصري لـ"إرم نيوز"، أن "المرحلة الحساسة تتطلب وعياً أمنياً غائباً حالياً، في ظل وجود معلومات تتحدث عن أيادٍ خارجية تحاول تفتيت سوريا وطرح سيناريوهات تهدد الثورة والبلاد".
وأضاف أن "الوضع لا يزال تحت السيطرة ويمكن معالجته بعقلانية، عبر تكوين أمن سوري من مواطني المحافظات الذين سيكونون مسؤولين عن مناطقهم، وهو ما سيسهم في بناء الدولة والأجهزة الأمنية".
وحذر ناصري، من أن "الوضع سيزداد سوءاً إذا لم يتم احتواء الشارع السوري، خاصة في مدن الأقليات، وأن الوقت لا يزال متاحاً لفرض الرأي السوري الموحد بعيداً عن أي إملاءات خارجية".