الطيران الأمريكي يواصل التحليق فوق محافظة مأرب
عصام العبيدي - إرم نيوز
عادت ميليشيا النجباء العراقية إلى الواجهة مجددًا في سوريا، إثر التطورات التي تشهدها مدينتا حلب وإدلب، وسط مخاوف من انعكاس هذه الأوضاع على الشأن الداخلي العراقي.
وتشن فصائل المعارضة السورية، منذ الأربعاء الماضي، هجومًا واسعًا على مواقع سيطرة الحكومة السورية في حلب وريف إدلب؛ ما أسفر عن سيطرتها على مناطق واسعة، فيما لا تزال المواجهات دائرة على أشدّها بين الجانبين.
ويعود تاريخ ميليشيا "حركة حزب الله النجباء" إلى عام 2013، عندما أسسها أكرم الكعبي بعد انشقاقه عن "عصائب أهل الحق"، وشاركت في الحرب السورية، حيث لعبت دورًا محوريًّا في المعارك الكبرى، مثل: معركة حلب عام 2015.
وعلى الصعيد العراقي، أدمجت الحركة العديد من مقاتليها ضمن "اللواء الـ12" التابع للحشد الشعبي؛ ما عزز نفوذها العسكري والسياسي في البلاد.
وتعد مدينة حلب المعقل الأهم لميليشيا النجباء العراقية، التي كانت تعزز صفوفها بشكل مستمر، كما أنها تحصل على استشارات من قِبل قادة الحرس الثوري الإيراني، فضلًا عن السلطات السورية.
وفي هذا الصدد، قال مصدر مطلع، رفض كشف هويته، إن "ميليشيا النجباء تمثل رأس الحربة بالنسبة لإيران في القتال الدائر، باعتبارها أكبر الميليشيات عددًا، كما أنها متمرسة على القتال في حلب، ولدى عناصرها معرفة بجغرافيا المدينة، وهو ما دفع بها للخطوط الأمامية".
وأوضح المصدر، لـ"إرم نيوز"، أن "نحو 30 عنصرًا من الميليشيا سقطوا خلال الاشتباكات، وتم نقل بعضهم إلى العراق"، مشيرًا إلى أن "الحركة طلبت تعزيزات جديدة من معسكرات التدريب في محافظة ديالى، وكذلك معسكرات جرف الصخر".
ويرأس هذه الميليشيا أكرم الكعبي، أحد مؤسسي "جيش المهدي" بقيادة رجل الدين العراقي مقتدى الصدر، حيث لعب الكعبي دورًا مهمًّا في تأسيس ميليشيا "عصائب أهل الحق"، التي نفذت العديد من العمليات العسكرية ضد القوات الأمريكية.
ومع تصاعد الخلافات، انفصل الكعبي عن "عصائب أهل الحق"، وأسس ميليشيا"النجباء"، التي تشكلت من اندماج الألوية العراقية: "لواء عمار بن ياسر" و"لواء الإمام الحسن المجتبى" و"لواء الحمد"، لتصبح أحد أبرز الفصائل العراقية المسلحة، منذ عام 2013.
وتشير جل التقارير الدولية والمحلية إلى أن الكعبي هو أهم المطلوبين لإسرائيل والقوات الأمريكية، ومن المتوقع أن يكون في رأس بنك أهداف إسرائيل حال قررت استهداف الفصائل المسلحة العراقية.
ولعبت ميليشيا النجباء دورًا محوريًّا في فك الحصار عن مدينتي نبل والزهراء شمالي حلب، اللتين كانتا محاصرتين من قبل فصائل المعارضة السورية لفترة طويلة، عام 2016.
وفي مارس/آذار الماضي، أدرجت الولايات المتحدة ميليشيا النجباء ضمن قائمة "المنظمات الإرهابية"، وحظرت التعامل معها، كما يخضع الكعبي نفسه لعقوبات أمريكية منذ عام 2008 لدوره في الهجمات التي استهدفت القوات الأمريكية في العراق آنذاك.
ويقدر عدد عناصر الحركة حاليًّا بما يتراوح بين (8 - 10) آلاف مقاتل، جزء منهم يتلقون تمويلًا من الحكومة العراقية ضمن فصائل الحشد الشعبي، في وقت تشير فيه تقارير إلى أن نشاطها انخفض خلال السنوات الأخيرة في سوريا، ونشط في العراق لاستهداف إسرائيل.
لكن بعد التطورات الحاصلة في سوريا، هددت الميليشيا بالتدخل في سوريا ضد فصائل المعارضة السورية، واتهمت إسرائيل بأنها "تحرك الجماعات الإرهابية في سوريا بعد فشل جبهة لبنان".
وقال المعاون العسكري لميليشيا النجباء، عبد القادر الكربلائي، إن "عودة التنظيمات الإرهابية للعبث وتهديد الأبرياء والمقدسات في سوريا بإيعاز وأوامر صهيونية، يعني عودة المقاومة الإسلامية لسحق هذه الشراذم، والميدان خير شاهد ودليل، وإن عادوا عدنا".
وبدوره، قال الخبير في الشأن الأمني، كمال الطائي، إن "تحركات ميليشيا النجباء تتطلب من العراق إعادة النظر في سياسته الأمنية لضمان النأي بنفسه عن تداعيات الصراع السوري، وذلك عبر تعزيز ضبط الحدود ومنع تسلل المسلحين أو استخدام الأراضي العراقية كقاعدة لأي أنشطة مسلحة".
وأكد الطائي، لـ"إرم نيوز"، أن "التفاهمات الإقليمية التي تلوح في الأفق، خصوصًا بين إيران وتركيا، قد تفرض على جميع الأطراف إعادة تقييم تحركاتها بما ينسجم مع المتغيرات الجديدة ومتطلبات المرحلة".