صافرات الإنذار تدوي في عسقلان بعد إطلاق صواريخ من غزة
أودع الناشط المغربي الحسين بنمسعود، الثلاثاء، عبر الموقع الرسمي لـ"البوابة الوطنية للمشاركة المواطنة"، الخاص بتقديم المبادرات التشريعية إلى قبة البرلمان، ملتمساً تشريعياً يطالب بمنح الجنسية المغربية لجميع أبناء وأحفاد اليهود المغاربة.
وتشير المذكرة التقديمية لذلك الملتمس؛ إلى أن "تاريخ المملكة المغربية يتميز بتلاحم وانصهار مختلف مكونات الأمة، إلا أن الجالية اليهودية المغربية عرفت هجرات فردية وجماعية في أزمنة مختلفة، ولأسباب متعددة، اقتصادية ودينية وأخرى، حيث ترك شرخاً في المجتمع المغربي وثقافته وتوازنه".
وأضافت "إلا أن الارتباط الوثيق للجالية اليهودية بالمغرب ملكاً وشعباً وثقافة لم يعرف إلا تشبثاً وتعلقاً، غير أن الجالية اليهودية المغربية وأبناءها وأحفادها المقيمين خارج المغرب، وخلافاً للمقيمين داخل المملكة، عانوا من فقدان الحق في الجنسية المغربية المترتبة عن النسب، وتواصل فقدان هذا الحق لأجيال متواصلة، وذلك لعدة أسباب قاهرة خارجة عن إرادتهم متجاوزة لظروفهم".
وجاء في الملتمس أنه "رغم استمرار معاناة أبناء وأحفاد الجالية اليهودية المغربية، لم يؤثر هذا سلباَ لا على تشبثهم ولا على حبهم الصادق لوطنهم ووطن أجدادهم، كما لم يؤثر هذا على طابع الهوية المغربية البارز في حياتهم اليومية، وكذلك باقي المناسبات".
وأفاد بأن "عدم تحرك المشرع المغربي في الدورات السابقة بما يكفي، لإعطاء اليهود المغاربة وذويهم كافة حقوقهم، رغم الخطب الملكية السامية في هذا الاتجاه، في مختلف المناسبات، لم يرفع معاناة الجالية اليهودية المغربية المقيمة بالخارج".
وأوضح بنمسعود في الملتمس أنه "لإنهاء معاناتهم كما لصيانة حقوقهم وإدماجهم نقدم ملتمسنا التشريعي هذا القاضي بمنح الجنسية المغربية لجميع أبناء وأحفاد اليهود المغاربة، وذلك لتمتيعهم بحقهم في رابطتهم بأمير المؤمنين الملك محمد السادس، كما بباقي حقوقهم الدستورية والسياسية والدينية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها".
وتُعرّف هذه المبادرة التشريعية في مادتها الأولى "اليهود المغاربة" بأنهم "اليهود المسجلين في السجلات والإحصاءات التابعة للمؤسسات العمومية وسجلات وإحصاءات المعابد والمصلى الخاصة باليهود المغاربة في المغرب أو خارجه المصادق عليها من طرف وزارتي الداخلية والعدل المغربية وهيئة الطائفة اليهودية المغربية بالمغرب".
ودعت المادة الثانية من الملتمس، إلى "منح الجنسية المغربية بموجب هذا القانون لجميع اليهود المغاربة الذين سبق لهم أن تنازلوا عنها، ولجميع أولاد وأحفاد اليهود المغاربة، على أن تتلقى المؤسسات العمومية طلبات الحصول على الجنسية المغربية من المعنيين بالأمر".
ووفق المادة الثالثة من الملتمس "تكون المصالح الخارجية لوزارة الداخلية صاحبة الاختصاص لتلقي الطلبات لمن يقدم طلبه داخل المغرب، بينما تكون المصالح القنصلية أو الدبلوماسية المغربية أو الممثلة للمغرب في بلدان الإقامة، أو البلدان القريبة لبلدان الإقامة ذات الاختصاص الترابي لإقامة صاحب الطلب لمن يقدم طلبه خارج المغرب".
ودعا أصحاب الملتمس إلى "إحداث هيئة وطنية مستقلة متمتعة بالشخصية المعنوية تعنى بالشؤون الدينية لليهود المغاربة، والعمل على استرجاع حقوقهم الاقتصادية والثقافية، كما اقترح توفير المغرب لمختلف التسهيلات والإمكانيات والموارد، لإدماج أبناء وأحفاد اليهود المغاربة في الحياة الاقتصادية والسياسية والدينية والثقافية والاجتماعية".
وتم وضع نسخة من الملتمس لدى رئيس مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المغربي)، ورئيسة اللجنة النيابية الدائمة للخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج.
ويعد الوجود اليهودي في المغرب قديماً قدم اليهودية وفق عدد من الدراسات، ويوجد نحو 36 معبداً يهودياً في المغرب وعدد مهم من الأضرحة والمزارات اليهودية في مختلف المناطق المغربية.
ويُقدر عدد اليهود المغاربة المقيمين حالياً في المملكة بنحو 3 آلاف شخص، وهم بذلك أكبر طائفة يهودية في شمال أفريقيا، ومدينة الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمغرب، تضم متحفاً يهودياً يصور تأثير اليهودية كثقافة اجتماعية مساهمة في تاريخ المغرب.
