أثار انسحاب قطر من المحادثات الخاصة بوقف إطلاق النار في غزة، حالةً من الترقب في الأوساط السياسية حول السيناريوهات المتاحة أمام حركة حماس.
وبحسب الخبراء، فإن قرار قطر لا يمكن فصله عن الأحداث الأخيرة التي شهدها الإقليم والعالم، إذ فشلت المفاوضات التي استمرت أكثر من عام بين إسرائيل وحركة حماس في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
كما تزامن القرار مع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو الذي وعد بإنهاء الحرب في كل من غزة وأوكرانيا.
أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الألمانية الأردنية بدر الماضي، أوضح أن "التغير في علاقة قطر بحماس سيؤثر سلبًا على الحركة في المرحلة المقبلة، ولا سيما فيما يخص الحرب في غزة وحضور الحركة الإقليمي والدولي، سياسيًّا وإعلاميًّا".
وأضاف، لـ"إرم نيوز"، أن "تراجع مستوى العلاقة بين الدوحة وحماس قد يضعف من موقف الحركة في المفاوضات مع إسرائيل، الأمر الذي قد يفتح أمامها خيارات سياسية متعددة".
واستعرض الماضي عدة سيناريوهات وخيارات أمام حركة حماس، من بينها "أن تحل مصر محل قطر كضامن رئيسي في عملية التفاوض".
ومن بين السيناريوهات الأخرى "انتقال حماس إلى تركيا، ما قد يعيد أنقرة إلى دائرة النقاش بشأن علاقتها مع إسرائيل والمجتمع الدولي، ويعتمد هذا الخيار إلى حد كبير على طبيعة العلاقة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
أما السيناريو الأكثر ترجيحًا، وفقًا للماضي، فهو "انتقال الحركة إلى إيران، وهو خيار قد يترتب عليه تبعات سلبية كبيرة على مستوى استقلالية القرار السياسي للحركة".
ومن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي تامر عناسوة، إن "المشكلة الأساسية لا تتعلق بالوسيط، بل بمدى استعداد أطراف النزاع للتوصل إلى حل توافقي".
ولفت إلى أن "الجانب الإسرائيلي، بقيادة حكومة بنيامين نتنياهو، يتجاهل الأعراف والقوانين الدولية، ويصر فقط على وقف مؤقت لإطلاق النار بهدف القضاء على عناصر الحركة في غزة".
واستبعد عناسوة، في حديثه لـ"إرم نيوز"، انسحاب قطر الكامل من عملية التفاوض لعدة اعتبارات، من بينها مكانة قطر كلاعب إقليمي في المنطقة، إلى جانب وجود أطراف أخرى، مثل مصر والولايات المتحدة، التي تبقى حاضرة في المفاوضات حتى لو تعثرت بعض جولات التفاوض.
وأشار إلى أن "الوسطاء يواجهون ضغوطًا أمام المجتمع الدولي لعدم تمكنهم من وقف العنف وتخفيف الآثار الناجمة عن حرب غزة المستمرة منذ 14 شهرًا".
وتوقع أن "يكون للإدارة الأمريكية الجديدة دورٌ كبير في تحديد مسار الحرب والسلام في غزة خلال الأيام المقبلة".