إعلام حوثي: الطيران الأمريكي يستهدف بغارتين شمال محافظة عمران
أثار ما شهدته الساحة اللبنانية في الأيام القليلة الماضية من تفجيرات "البيجر" والأجهزة اللاسلكية في يد عناصر ميليشيا حزب الله، وعملية "تحت الحزام" التي قام بها الجيش الإسرائيلي، وسقوط عناصر من التنظيم بين قتلى وجرحى، تساؤلًا أمام الأوساط كافة، لا سيما "الشعبية" في الداخل اللبناني: "هل فقد حزب الله قوة الردع أمام إسرائيل بعد الهجمات الأخيرة؟".
وفي هذا الصدد، وقف محللون سياسيون على عدة نقاط دللت عليها الأيام الأخيرة، من بينها أنه عندما تكون المواجهة منخفضة أو متوسطة الوتيرة بين إسرائيل وحزب الله، يكون هناك نوع من التوازن، ولكن عندما تكون "حرب واسعة"، تستطيع إسرائيل سحق "حزب الله" نظرًا للفوارق الكبيرة للغاية.
وأوضحوا أن صورة حزب الله، التي كانت دائمًا تُسوَّق لأنصاره قبل معارضيه، باعتباره قوة تخشاها إسرائيل في المنطقة، تعرضت لاهتزاز كبير وسط صدمة وحالة من الارتباك، تجلّت بشكل كبير مع استمرار العدوان الإسرائيلي "السيبراني" منذ الثلاثاء الماضي.
واستبعد المحلل السياسي اللبناني علي حمادة، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، فقدان حزب الله كامل قوة الردع أمام إسرائيل خلال حوادث الساعات الأخيرة المتعلقة بانفجار "البيجر" و"الأجهزة اللاسلكية" في يد عناصره، وقال إنه إلى حد ما يفقد بعض القوة، لكن الفقدان التام يحدث إذا شنت إسرائيل حربًا حاسمة.
وفسر حمادة ذلك بأن حزب الله يمتلك قدرات عسكرية كبيرة، وقدرة على إحداث نوع من التوازن خلال حروب الاستنزاف، لكن في المحصلة النهائية تكون الحرب لصالح إسرائيل.
وأشار إلى أن القوة الصاروخية لحزب الله قد تكون أحد الأسباب التي حالت دون أن ترد تل أبيب على تورط حزب الله في حرب استنزاف، ومنعت إسرائيل من قصف مناطق في العمق مثل بيروت والضاحية الجنوبية بشكل منهجي، وهي مناطق تحمل ثقلًا للبيئة الحاضنة لحزب الله.
وأضاف المحلل السياسي أن حزب الله يمتلك قدرات تمنع إسرائيل من توجيه ضربات سهلة، ولكن عندما تصل الأمور إلى ما آلت إليه في المرحلة الأخيرة، يظهر أن إسرائيل ماضية إلى نهاية الطريق، وعندما تضع تل أبيب جميع أوراقها على الطاولة، يصبح الأمر خارج أي مقارنة في ظل وجود تفاوت في القوة والقدرات التكنولوجية وإمكانية إلحاق الضرر.
وأوضح حمادة أن حزب الله يملك قدرة على إيذاء إسرائيل وإلحاق الضرر بالبنية العسكرية والتحتية والمدنية، ولكن الثمن سيكون كبيرًا إلى درجة قد تؤدي إلى سحق حزب الله وبيئته أيضًا.
ولفت إلى أن المعادلة قائمة بين قوى عسكرية نظامية بقدرات هائلة، وقوى غير نظامية، وهذا نوع من الصدامات يُسمى "الحروب غير المتماثلة".
وتابع المحلل السياسي "عندما تكون الحرب منخفضة أو متوسطة الوتيرة، يكون هناك نوع من التوازن، ولكن عندما تكون حربًا واسعة، تستطيع إسرائيل سحق حزب الله، نظرًا إلى الفوارق الكبيرة للغاية".
في هذا السياق، يرى الباحث السياسي رامي ناصر، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن صورة حزب الله، التي كانت دائمًا تُسوَّق لأنصاره قبل معارضيه كقوة تخشاها إسرائيل في المنطقة، تعرضت لاهتزاز كبير وسط صدمة وحالة من الارتباك، انعكست بشكل كبير مع استمرار العدوان الإسرائيلي "السيبراني" منذ الثلاثاء الماضي.
ويقول ناصر إن ما حدث ويفهمه الشارع بوضوح ليس بمرتبة "تشتت" لعناصر حزب الله في مختلف الأنحاء لعدم وجود اتصال على الأقل، ولكن بات الأمر متعلقًا بكيفية التعامل مع أي عدوان عسكري من جانب إسرائيل، سواء كان بريًا أو جويًا، بعد أن كان هناك ثقة بامتلاك قوة "الردع".
وأوضح ناصر أنه كانت هناك دائمًا تعبئة ذهنية، ليس فقط للحاضنة الشعبية لحزب الله، ولكن أيضًا للبيئات السياسية المتحالفة معه، بأن إسرائيل، صاحبة كل هذه القوة ومن ورائها أمريكا، تستطيع أن تفعل كل شيء، وتحطم أي قوة، باستثناء حزب الله. ولكن الخوف من عدم وجود قوة "الردع" بات مسيطرًا على أذهان الجميع، ما أحدث صدمة كبيرة.
وأضاف الباحث السياسي أن ما حدث في الساعات الأخيرة، بعد تفجيرات أجهزة "البيجر"، جعل الأرض ترتبك تحت أقدام حزب الله، وسط صدمة تمثلت في فقدان الاتصال بأي شكل من الأشكال، وهو ما لم يتصوره القائمون على التنظيم في يوم ما.
وختم ناصر قائلًا إن كل ذلك أوضح بشكل كبير عدم قدرة حزب الله على التعامل مع العدو الإسرائيلي في أبسط "لعبة"، لدرجة أن قيادات في حزب الله لم تعد تعلم ما إذا كان ما حدث تفخيخًا للأجهزة أم اختراقًا لشبكات الاتصالات أم ماذا؟! وبات وقوفهم أمام هذه الأسئلة واضحًا للجميع.