الرئيس الأوكراني: الهجوم الليلي على كييف "أحد أفظع" الهجمات
قالت مصادر سياسية سورية، إن السفير السوري في موسكو بشار الجعفري رفض طلب وزارة الخارجية السورية بالعودة إلى دمشق. وكشفت المصادر في تصريحات لـ "إرم نيوز" أن الجعفري تقدم بطلب لجوء إنساني في روسيا أسوةً بالعديد من المسؤولين السابقين في نظام الأسد.
ووفقا للمصادر المطلعة، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، فإن الجعفري عبّر عن استغرابه من قرار وزير الخارجية، مع الإشارة إلى أن "رفضه للعودة لا يتعلق بتمسكه بمنصبه، خاصةً أنه تجاوز سن التقاعد، ويعاني من وضع صحي يستلزم المتابعة". لكنه يرى، وفقا للمصدر، أن القرار "قصير النظر وارتجالي ويضر بمصالح سوريا في هذه المرحلة"، وخاصةً أن الوزارة تتجه لتعيين قائم بالأعمال من العاملين في السفارة نفسها.
وكان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، أصدر قرارا أول أمس يقضي بنقل سفيري الجمهورية العربية السورية في روسيا والمملكة العربية السعودية إلى الإدارة المركزية في الوزارة.
وجاء القرار بعد ساعات من انتشار تقارير عن تسليم واشنطن مذكرة للبعثة السورية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، تنص على تغيير وضعها القانوني من بعثة دائمة لدولة عضو في الأمم المتحدة إلى "بعثة لحكومة غير معترف بها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية".
وأثارت المذكرة الكثير من الجدل والتساؤلات، وفي وقت تضاربت القراءات عن مآلاتها والصيغة التي تعنيها بدقة ولماذا جاءت الآن؟ حيث أوضح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية، أن الإجراء المتعلق بتعديل الوضع القانوني للبعثة السورية في نيويورك هو "تقني وإداري بحت".
وأشار المسؤول إلى أن الإجراء (المذكرة) "يرتبط بالبعثة التابعة السابقة"، و"لا يعكس أي تغيير في الموقف من الحكومة السورية الجديدة"، لتعود واشنطن وتوضح أن القرار اتخذ لأن الحكومة الأمريكية تعتبر أن الحكومة السورية الحالية "غير شرعية".
تغييرات دبلوماسية
تقول مصادر في الخارجية إن قرار الشيباني باستدعاء السفيرين (الجعفري وسوسان) يأتي في إطار حركة التغييرات الدبلوماسية التي بدأت للتو، من دون أن يحدّد ما إذا كانت تشمل مناصب أخرى في السلك الدبلوماسي. وأشارت إلى أنه سيتم تسيير شؤون السفارتين في موسكو والرياض من قبل القائمين بالأعمال، وذلك إلى حين صدور التعيينات الرسمية من قبل رئيس الجمهورية لتسمية بدلاء في المنصبين خلال الفترة المقبلة.
وتأخر البت في ملف البعثات الدبلوماسية السورية في الخارج بعد سقوط نظام الأسد، بسبب تركيز الإدارة الجديدة أولوياتها على الداخل السوري لاستكمال متطلبات المرحلة الانتقالية ونيل شيء من الشرعية، تساعدها على نيل الاعتراف السياسي بها خارجيا".
لكن مصادر مقربة من الحكومة السورية أبلغت "إرم نيوز" أن التأخير مرده أيضا أن فتح هذا الملف من شأنه أن يثير خلافات وتنافسا بخصوص توزيع المناصب بين التيارات المختلفة ضمن الإدارة السورية الجديدة"، ولذلك قررت الخارجية السورية، في حالتي السفارتين السوريتين في موسكو والرياض (وهما من أهم السفارات في الخارج) تكليف أحد الدبلوماسيين المتواجدين في السفارتين بتسيير السفارة كقائم بالأعمال، في الوقت الحالي.
اتهامات.. بالتحريض
وشهدت الفترة الماضية اتهامات للسفارات السورية في الخارج بالتحريض على السلطات الحاكمة في دمشق، وخاصة بعد ارتكاب مجازر الساحل، حيث اتُهم العديد من الدبلوماسيين وموظفي هذه السفارات، وخاصة في أوروبا، بالتحريض على التظاهر ضد الإدارة الحالية في المدن الأوروبية.
أما سفير سوريا في موسكو، بشار الجعفري، فينظر إليه على نطاق واسع بين أنصار السلطة الجديدة، بأنه ما زال وفيا للنظام السابق، بالرغم من خروجه في كلمة مصورة بعد سقوط الأسد معلنا أن "العديد من السوريين الوطنيين عانوا من الظلم والتهميش بسبب منظومة الفساد التي ألحقت الدمار بمقدرات البلاد ومؤسساته". وأكد حينها تأييده للإدارة الجديدة ووضع نفسه تحت تصرفها.
و كان الجعفري قد مثّل نظام الأسد لسنوات طويلة لدى الأمم المتحدة، ودافع بشدة عن سياسات بشار الأسد، ليصبح أحد أبرز وجوه النظام في المحافل الدولية، قبل أن يتم نقله إلى موسكو في السنوات الأخيرة.
لجوء إنساني..لأسباب "عائلية"
تقول المصادر الخاصة، إن السفير بشار الجعفري، سيقدم طلبا للحصول على حق اللجوء الإنساني في روسيا عقب قرار الخارجية بإعادته إلى دمشق، ومن المؤكد أن روسيا ستوافق على طلبه، نظرا للعلاقة الوطيدة بينه وبين مسؤولي الخارجية الروسية.
ويوضح المصدر أن الجعفري (69 عاما) تجاوز سن التقاعد بأربع سنوات، ويفضل البقاء في موسكو على العودة إلى دمشق لأكثر من سبب، عدا عن رفضه لقرار الخارجية، ومن بينها أن عائلته موجودة في موسكو، فابنه يعمل في موسكو (طبيب أسنان)، وابنته تعمل كذلك في إحدى الشركات الخاصة في العاصمة الروسية، كما أنه يعاني مرضا يتطلب المتابعة والإشراف الطبي المباشر".