"وول ستريت جورنال": مخابرات إسرائيل "نجحت" في لبنان بعد فشلها بغزة

تساءل تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" عن السبب وراء "نجاح" جهاز الاستخبارات الإسرائيلي في تسجيل عدد هائل من "الضربات الناجحة" لميليشيا حزب الله بعد "فشل ذريع" في توقع هجوم حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وتقول الصحيفة إن "إسرائيل عانت قبل عام، من أسوأ فشل استخباراتي إطلاقًا عندما شنت حماس هجومًا مفاجئًا أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة"، على حين أدت موجة من "الضربات ضد حزب الله إلى إعادة جواسيس إسرائيل الذين طالما تفاخرت بهم إلى الواجهة".

ويعكس هذا التحول، بحسب الصحيفة، كيفية استثمار إسرائيل وقتها ومواردها على مدى العقدين الماضيين، إذ إنها منذ الحرب مع "حزب الله" اللبناني في عام 2006، استعدت بقوة لصراع كبير آخر مع الجماعة المسلحة، وربما مع داعمتها إيران.

وعلى النقيض من ذلك، وفق التقرير، كان يُنظر إلى حماس بعدِّها "تهديدًا أقل قوة بكثير".

ولفتت الصحيفة إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تبنى إستراتيجية احتواء حماس في السنوات الأخيرة، معتقدًا أن الجماعة الفلسطينية تركز على حكم غزة، ولم تكن مهتمة بحرب مع إسرائيل".

وحتى قبل وقت قصير من التوغل من قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، كان كبار المسؤولين يرفضون الإشارات التي تشير إلى وجود هجوم وشيك، وفقًا للصحيفة.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، وصفت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية غزة بثقة بأنها "في حالة من "عدم الاستقرار".

وخلُصت التقييمات الاستخباراتية إلى أن حماس حولت تركيزها نحو تأجيج أعمال العنف في الضفة الغربية، وأرادت الحد من خطر الانتقام الإسرائيلي المباشر".

وأضاف التقرير أن "الحملة المكثفة التي شنها جهاز التجسس الخارجي الإسرائيلي، الموساد، ووحدات الاستخبارات العسكرية، دمرت قيادة حزب الله وأضعفت ترسانة أسلحته".

وتركت الهجمات الإسرائيلية "حزب الله يترنح، مصدومًا من قدرة إسرائيل على اختراق المجموعة، وجعلته يكافح من أجل سد الثغرات"، كما يقول التقرير.

وتناول التقرير الأحداث التي ضربت الميليشيا اللبنانية بدءًا من تفجير أجهزة الاتصال، إلى الاغتيالات التي استهدفت قادة النخبة، إضافة لثغرات أخرى ألحقت خسائر كبيرة بـ"حزب الله".

ويعزو المدير السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي لأفنير جولوف، الفشل في غزة إلى "الهجوم المفاجئ"، مبينًا أن إستراتيجية تل أبيب تقوم على "جلب الحرب إلى العدو".