مصادر لـ"إرم نيوز": "جيش البرهان" يخطط لنقل الحرب إلى دارفور

قالت مصادر ميدانية لـ"إرم نيوز" إن الجيش السوداني يخطط لنقل الصراع إلى إقليم دارفور في محاولة لإجبار قوات الدعم السريع على الانسحاب من الخرطوم ووسط السودان، والعودة للدفاع عن مواقع سيطرتها هناك في مواجهة القوة الكبيرة التي أرسلها إلى هناك.

وأكدت المصادر أن القوة التي دفع بها الجيش الذي تلاحقه اتهامات بارتكاب جرائم حرب، بما فيها قتل وتجويع السودانين، إلى شمال دارفور كانت قد تلقت التدريب والتأهيل طوال المدة الماضية في قاعدة جبيت العسكرية شرقي السودان، إضافة إلى أخرى جرى تدريبها في معسكرات داخل إريتريا المجاورة.

وأكدت المصادر أن قوات الدعم السريع دمرت قوة كبيرة من الحركات المسلحة التي دفع بها الجيش السوداني إلى دارفور، في معارك دارت بالقرب من منطقة "المالحة" شمالي الإقليم.

وأشارت إلى أن المعارك المصحوبة بغطاء جوي للجيش السوداني لا تزال مستمرة في صحراء شمال دارفور، بعد أن لجأت قوة الحركات المسلحة إلى بعض الجبال ومناطق أهاليهم للتحصن بها.

وكانت معارك ضارية اندلعت بين الطرفين، يوم الثلاثاء، في بلدة "مدو" الواقعة على بعد 27 كلم شمال شرقي مدينة مليط بشمال الشمال، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد في مواقع الاشتباكات، وفق شهود عيان.

وأشارت المصادر إلى ظهور جيوب للحركات المسلحة الموالية للجيش السوداني في ولاية غرب دارفور، بالتزامن مع هذه التحركات، حيث اندلعت يومي الاثنين والثلاثاء، معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع، في مناطق "جبل مون" كأول مواجهات منذ سيطرة الأخيرة على الجنينة، في نوفمبر/كانون الثاني العام الماضي.

 

لن ينجح

ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أبو عبيدة برغوث، أن الجيش السوداني جنّد أعدادًا كبيرة من المقاتلين في المدة الماضية، حينما كان يراوغ في الذهاب إلى المفاوضات، لأنه كان يراهن على هذه القوة.

وأوضح أن كل المؤشرات تذهب في اتجاه فشل خطط الجيش، وأنه لن ينجح في مخططاته بشأن الفاشر.

وذكر أن المعارك تحتدم حاليًا في مواقع بعيدة عن الفاشر تكبدت فيها القوة المشتركة خسائر كبيرة، كما أن متحركات الجيش في الخرطوم أيضًا تكبدت هي الأخرى خسائر كبيرة في معارك مع قوات الدعم السريع.

وأضاف أن محاولات جيش البرهان للوصول إلى الفاشر لن تنجح، لأن الحركات تكبدت خسائر فادحة في المعارك التي دارت يوم الثلاثاء بالقرب من منطقة المالحة، ورغم أن المعارك في بداياتها فإن المؤشرات -حتى الآن- ليست في صالح الجيش ولا الحركات المسلحة".

وتوقع أن تحتدم المعارك هذا الأسبوع بين حلفاء الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في محور شمال دارفور.

وكانت قوات الدعم السريع، أعلنت يوم الثلاثاء، في بيان على منصة "إكس" أنها "تمكنت في محور شمال دارفور من سحق متحرك قوامه مئات المركبات القتالية للحركات المسلحة، وأحبطت محاولة الوصول إلى مدينة الفاشر ومساندة المحاصرين هناك".

وأضاف البيان أن "قوات الدعم السريع اشتبكت مع متحرك للحركات المسلحة، بالقرب من منطقة المالحة شمال دارفور، وكبدته خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، فاقت الـ450 قتيلًا، واستلام أكثر من 137 مركبة بكامل عتادها، وتدمير أكثر من 43 مركبة قتالية من ضمنها مدرعات (كشكش)، إضافة لكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر".

وأشار البيان إلى أن قوات الدعم السريع تحاصر بقية قوات الحركات الذين فروا، قائلًا إنه "ليس أمامهم خيار غير التسليم أو انتظار مصيرهم المحتوم".