مراسل "فوكس نيوز": مسيّرة استخباراتية أمريكية تحلق بالقرب من إيران

logo
العالم العربي

"العقبة الأكبر".. لماذا يرفض حزب الله وإيران ترسيم الحدود؟

"العقبة الأكبر".. لماذا يرفض حزب الله وإيران ترسيم الحدود؟
لقاء بري وهوكستين في بيروتالمصدر: رويترز
20 نوفمبر 2024، 1:56 م

 مع تعقد مسألة ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، ما زال "الترقب الحذر" سيد الموقف، في المفاوضات التي يجريها المبعوث الأمريكي عاموس هوكستين مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري.

وأشار هوكستين إلى وجود فرصة جدية للوصول إلى وقف إطلاق النار، وإلى أنه يسعى إلى تضييق الهوة، فيما من المقرر يزور إسرائيل اليوم.

الرئيس نبيه بري تحدّث أيضًا عن إيجابية في مسار التفاوض، وعن الاقتراب من معالجة النقاط العالقة التي تحتاج إلى صياغات وتوضيحات، مؤكدًا مجددًا أن الكرة في ملعب الإسرائيليين ومدى التزامهم بالاتفاق وعدم الإخلال به. 

وتشير المصادر اللبنانية إلى حصول تقدّم في عملية ردم الفجوات، وتقليص الفوارق، وجميعها تتمحور حول تطبيق القرار 1701، إذ يشدد لبنان على أن تكون كل البنود وصياغتها منبثقة من القرار 1701، لا إدخال نص جديد.

أخبار ذات علاقة

هوكستين من بيروت: سأسافر إلى إسرائيل لإنهاء الأمر

لكن ثمة نقاط عالقة حتى الآن، وأبرزها مسألة ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، إذ تفيد التسريبات بأن لا اتفاق حول هذه النقطة، ويبدو أنها ستكون العقبة الأكبر أمام تحقيق اتفاق لوقف إطلاق النار.

مفاوضات الساعات الأخيرة

الكاتب والمحلل السياسي اللبناني علي حمادة يقول إن الموفد الأمريكي عاموس هوكستين يعمل على تذليل بعض النقاط الخلافية - إن كان سيستطيع تذليلها - في هذه الساعات القليلة المقبلة قبل أن يتوجه إلى إسرائيل.

ويشير حمادة في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى وجود نية لدى الرئيس نبيه بري مفوضًا من حزب الله، لإنجاز اتفاق لإيقاف الحرب، ثم الذهاب إلى تفاوض، ثم التفاوض على النقاط "المتفاوَض" عليها لتنفيذ ما يمكن تنفيذه. 

ويلفت المحلل السياسي اللبناني إلى أن حزب الله لا يريد الانسحاب الكامل من الجنوب، بمعنى آخر هو يقبل بسحب قدراته العسكرية إلى شمال نهر الليطاني، ولكن مقابل أن يتمركز بين نهر الليطاني ونهر الأولي لتصبح حدوده عند نقطة الليطاني.

4185fe7c-0acc-43f9-96f7-deabf0277a30

ويذكر حمادة العديد من النقاط الخلافية التي ما زالت عالقة، على سبيل المثال المسألة المتعلقة بعودة النازحين، فهل سيعود المقاتلون الذين ينتمون إلى القرى التي نزح أهلها، أم أن الأمر يقتصر على المدنيين؟ لأن هؤلاء المقاتلين المنتمين إلى حزب الله هم أصول مقاتلة ويصنفون بعدِّهم قوة مقاتلة.

حزب الله "غير مستعجل"

أما فيما يتعلق بترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، فيقول حمادة - بناء على معلومات - لا يبدو أن حزب الله مستعجل عليها لسبب واحد بسيط، وهو أن هذه النقطة فيما لو تم التوافق عليها فهي ستنهي الخلاف الحدودي، وبالتالي تنهي مبررات بقائه مسلحًا بذريعة تحرير أو الدفاع عن الأراضي اللبنانية.

وفي جزئية ترسيم الحدود، يقول المحلل حمادة، "تصر إسرائيل على انسحاب حزب الله لمسافة 30 كيلومترًا خلف الليطاني والحدود، وثانيًا ترسيم الحدود وإنهاء أي خلافات بين إسرائيل ولبنان، ومن هنا تنتفي مبررات حزب الله ليبقى تنظيمًا مسلحًا بذريعة المقاومة والتحرير؛ لأنه عندما يكون هناك اتفاق دولي مضمون دوليًّا مع إسرائيل، سوف تصبح المهمة هي مهمة الجيش اللبناني وبالتالي لا يريد حزب الله القول إن مهمته اللبنانية انتهت".

انكشاف الوظيفة الإقليمية

وبحسب الخبير السياسي اللبناني، هناك مسألة أخرى سيكشفها الاتفاق على ترسيم الحدود، وهي أن سلاح حزب الله ليست وظيفته لبنانية للتحرير والمقاومة، وإنما لديه وظيفة إقليمية واضحة. وهناك سجل طويل من العمليات والأعمال التي حصلت تحت عنوان الوظيفة الإقليمية لحزب الله (في سوريا واليمن والعراق ومصر والخليج والاتحاد الأوروبي وصولًا للولايات المتحدة)، وبالتالي فإن كل وجود وتركيبة حزب الله مطروحة على الطاولة بعد هذا الاتفاق.

من هنا، استنتاجًا كما يقول حمادة، سيكون من الصعب على الإيرانيين أن يقبلوا بوقف لإطلاق النار مع اتفاق، "هم يريدون وقفًا لإطلاق نار من دون اتفاق، وترك الأمور على ما هي عليه، وهذا لن يحصل؛ لأن إسرائيل ستواصل قضم الأراضي، وبعد أسبوعين أو 3 ستصل إلى منطقة الليطاني ويصبح الليطاني كله تحت الاحتلال، وتفاوض من منطلق أنها تمسك بجزء من الأراضي اللبنانية".

أخبار ذات علاقة

مصادر دبلوماسية: لبنان وحزب الله يتمسكان بـ3 نقاط "خلافية"

 

أمر واقع جديد

ومن جهته يرى المحلل السياسي اللبناني، نضال السبع، (بناء على اطلاعه على أجواء المباحثات)، أن الإسرائيليين يريدون ترسيم الحدود عند "الخط الأزرق"، الذي انسحبوا إليه عام 2000، وهذا الأمر غير صحيح؛ لأن حقوق لبنان تتجاوز الخط الأزرق.

ويضيف في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن هناك 13 نقطة خلافية بين لبنان وإسرائيل، من المفترض أنه تمت معالجة 6 أو 7 نقاط في المفاوضات السابقة، وبقي مثلها، وبالتالي فإن "الإسرائيليين يريدون اليوم شطب المفاوضات السابقة لكي يفرضوا أمرًا واقعًا جديدًا عند الخط الأزرق".

ويقول السبع، إن هناك الجزء الشمالي من قرية الغجر، وهذا أيضًا يتعدى الإسرائيليون عليه، ومزارع كفرشوبا التي ترتبط بقرارات دولية صادرة في عام 1967 (القرار 242) وكذلك النقطة (B1) التي تم تحديدها على البحر عندما تم ترسيم الحدود البحرية بعد الاتفاق الذي حصل في كاريش، وهناك أيضًا تعدى الإسرائيليون في هذه النقطة، وكان من المفترض استكمال المفاوضات مع النقاط 13 لمعالجتها.

منطقة عازلة

من جانبه، يقول الخبير عامر السبايلة، مدير مركز لغات الأمن في عمان، لـ"إرم نيوز" إن إسرائيل خاضت هذه الحرب لإعادة ترسيم الحدود مع لبنان، وهي تريد إعادة صياغة القرار 1701 على الأرض عبر عمليات ممنهجة .

ويوضح: "من ينظر على الأرض يرى أن إسرائيل تريد الوصول إلى تطبيق القرار 1701 على الأرض والدفع باتجاه إعادة القرار 155، فهي تذيب القرارين عبر تحركاتها على الأرض".

ويعتقد السبايلة أن إسرائيل لن تقبل أقل من منطقة عازلة (لا تقل عن عمق 7 كيلومتر)، وبالتالي هذا يفسر التموضع الإسرائيلي وقطع الساحل ومحاولة الدخول في العمق في صور، ويقول: "هي مسألة رابحة لإسرائيل؛ لأنها أولًا تؤمن لها الداخل عبر المنطقة العازلة، وتحول حزب الله إلى قوة داخلية لا خارجية".

ويخلص إلى أن "هذه هي الوصفة التي سترضي إسرائيل، ومعها إضافة الولايات المتحدة كطرف ضامن، بالإضافة إلى السيطرة على المعابر الحدودية (برية وبحرية وجوية) لفرض ما تريد، لكن حزب الله لن يقبل بهذه الصيغة؛ لأنها ستكون بمنزلة هزيمة بالنسبة له" وفقًا للخبير السبايلة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC