logo
العالم العربي

"الأصابع الخمس".. هل يلجأ نتنياهو إلى خطة شارون في غزة؟

"الأصابع الخمس".. هل يلجأ نتنياهو إلى خطة شارون في غزة؟
جنود إسرائيليون في غزةالمصدر: أ ف ب
12 سبتمبر 2024، 5:38 م

يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإعادة إحياء خطة الأصابع الخمس التي وضعها رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون قبل عدة سنوات، والتي تهدف بشكل رئيس لتقسيم قطاع غزة، و"القضاء" على قدرات حركة حماس، كما يقول محللون.

ومن شأن تلك الخطة أن تبقي الجيش الإسرائيلي لفترة طويلة داخل قطاع غزة، كما أنها ستؤدي إلى فصل مختلف مناطق القطاع عن بعضها البعض، وهو الأمر الذي يجعل غزة نموذجًا مصغرًا عن الضفة الغربية ومدنها.

تفاصيل الخطة

وتقوم خطة "الأصابع الخمس" على أساس تقسيم القطاع لكانتونات يسهل السيطرة عليها، بحيث يكون الاعتماد بشكل أساسي على محور نتساريم وسط القطاع، والذي يمثل الإصبع الثانية من الخطة التي وضعها رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون.

ووفق الخطة، فإن الإصبع الأولى في شمال القطاع تمر من بيت حانون وبيت لاهيا، وتتجه غربًا نحو شاطئ البحر، ما يعني عودة إسرائيل لمستوطنات الشمال التي أُخليت عام 2005، أما الأصبع الثانية فهي خط يمتد بين مخيم جباليا ومدينة غزة.

والإصبع الثالثة، حسب الخطة، فهي محور نتساريم الذي يفصل غزة والشمال عن وسط وجنوب القطاع، بما يضمن وُجودا عسكريا واستخباراتياً لإسرائيل في هذه المنطقة، في حين تمر الإصبع الرابعة بمستوطنات وسط القطاع، وتحديدًا مجمع غوش قطيف.

أخبار ذات علاقة

لابيد: الجيش الإسرائيلي خسر "حتى الآن" 12 كتيبة في حرب غزة

 أما الخامسة، فتنطلق من معبر كرم أبو سالم شرقي مدينة رفح جنوبًا، وتمتد حتى شاطئ البحر المتوسط، وتضم محور فيلادلفيا الواقع على الحدود المصرية مع قطاع غزة، والأمر الذي سيعزز سيطرة إسرائيل على القطاع بالكامل.

فرصة تاريخية

ويرى الخبير في الشأن العسكري، يوسف الشرقاوي، أن "التحركات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة تشير بوضوح لنية نتنياهو وائتلافه الحكومي العمل على تنفيذ الخطة بالكامل"، مبينًا أن إسرائيل أمام فرصة تاريخية لتحقيق ذلك.

وقال الشرقاوي، لـ"إرم نيوز"، إن "هذه الخطة يمكن أن تحقق للأحزاب اليمينية الإسرائيلية أهدافهم جميعها المتعلقة بالحرب على قطاع غزة، كما أنها ستؤدي إلى إطالة أمد الحرب، بالرغم من المساعي الأمريكية والإقليمية للحيلولة دون ذلك".

وأشار إلى أن "ذلك سيمكن إسرائيل من القضاء على قدرات حماس العسكرية بالكامل، خاصة وأنه سيوقف خطوط الإمداد جميعها، وسيصعب مهام التنقل للأطراف جميعها"، مبينًا أن هذه الخطة هي الأفضل لإسرائيل حاليا.

وأضاف: "يبدو من الواضح أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تسير في إطار تحقيق هذه الخطة، ومن المعروف أنه من أجل تنفيذها يتوجب على الجيش الإسرائيلي العمل بريًا في غزة لسنوات طويلة"، مؤكدًا أن البنية التحتية العسكرية لإسرائيل بغزة إشارة قوية لإمكانية تطبيقها.

فرض الحكم العسكري

ويرى الخبير في الأمن القومي، رفيق أبو هاني، أن "اليمين الإسرائيلي كان ينتظر منذ سنوات طويلة الفرصة المناسبة لتنفيذ مثل هذه الخطة"، مؤكدًا أن هجوم أكتوبر/تشرين الأول الماضي كان الفرصة المناسبة لتطبيقها.

وقال أبو هاني، لـ"إرم نيوز"، إن "مثل هذه الخطة ستسهل على إسرائيل فرض الحكم العسكري والأمني على القطاع"، مشيرًا إلى أنه ولسنوات طويلة سعى اليمين الإسرائيلي لتنفيذ هذا المخطط؛ لكن لم يكن لديه الفرصة لذلك.

وأوضح أبو هاني، أن "إسرائيل بهذا المخطط لن تتولى الإدارة المدنية على غزة، وهذا الأمر الذي يقلل كلفة أي احتلال عسكري وأمني للقطاع"، لافتًا إلى أن تنفيذ المخطط يعني بقاء الجيش الإسرائيلي لسنوات طويلة بغزة.

ووفق الخبير الأمني، فإن "مواقع العمليات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة تمثل إشارة قوية للغاية لسعي المؤسستين الأمنية والعسكرية في إسرائيل لتطبيق مخطط الأصابع الخمس"، مشددًا على أن تنفيذ المخطط بدأ بالفعل.

وختم: "هذا المخطط سيؤدي إلى إثارة التوتر الأمني في المنطقة؛ إلا أنه سيكون في إطار التطبيق الفعلي في حال عودة المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب للبيت الأبيض"، لافتًا إلى أن ذلك سيُسرع العديد من خطط اليمين الإسرائيلي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC