ترامب: اليابان ستأتي اليوم للتفاوض بشأن الرسوم الجمركية وتكلفة الدعم العسكري
كشف مصدر أمني لبناني أن التظاهرة بالدراجات النارية التي جابت بعض مناطق بيروت نفذتها عناصر من "حزب الله" بهدف الاستعراض، نافياً أن تكون تجمعات شبابية عفوية احتفلت بالانسحاب الإسرائيلي من بعض بلدات وقرى الجنوب.
وأكد المصدر لـ"إرم نيوز" أن الهدف كان إحداث بلبلة داخلية طائفية لزجّ الجيش اللبناني في معارك الداخل، وتحويل الأنظار عمّا جرى خلال الأيام الماضية في الجنوب، موضحا أن ذلك يأتي بعد دفع الحزب مناصريه للدخول عنوة إلى مناطق الجنوب، ما تسبب بسقوط عشرات القتلى والجرحى بنيران الجيش الإسرائيلي، في حين نجح الجيش اللبناني في ضبط الأوضاع وحماية المدنيين.
وأضاف المصدر أن حزب الله، من خلال دخول عناصره بهذه الطريقة الاستفزازية إلى المناطق المسيحية وإطلاق الشعارات الطائفية، أراد توجيه رسالة إلى باقي الأحزاب المناوئة له، خصوصًا حزبي القوات اللبنانية والكتائب، بأنه قادر على فرض قوته في أي منطقة، وأن الأوضاع لم تختلف عمّا كانت عليه قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
وأشار إلى أن القوات والكتائب كانا قد تبلّغا بإمكانية حصول حركات استفزازية، وطلبا من مناصريهما ضبط النفس إلى أقصى درجة، مع التواصل مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية لمنع تفاقم الأمور وتحولها إلى مواجهات طائفية قد تنتشر في جميع المناطق اللبنانية.
العقيد المتقاعد في الجيش اللبناني جميل أبو حمدان قال إن هذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها حزب الله إلى الدخول عنوة إلى مناطق لا تخضع لنفوذه، بهدف استفزاز الأحزاب الأخرى.
وأضاف أن حادثة مشابهة وقعت أخيرًا في منطقة عين الرمانة، حيث سقط عدد من القتلى والجرحى، ولولا تدخل الجيش اللبناني لتحولت الأمور إلى حرب طائفية حقيقية، مذكرا بما وصفه بـ"السابقة الأخطر"، عندما اجتاحت عناصر الحزب منطقة بيروت الغربية وأحرقت مراكز تيار المستقبل ومنشآته الإعلامية.
وبيّن أبو حمدان، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن الحزب يلجأ إلى أسلوب الترهيب الداخلي عندما يجد نفسه في موقف ضعيف سياسيًا، لترهيب خصومه وإرسال رسائل إلى الخارج بأنه لا يزال يمتلك القدرة على تغيير الأوضاع الأمنية.
وأوضح أن حزب الله يحاول الضغط على رئيسَي الجمهورية والحكومة للرضوخ لمطالبه، ومنها الحصول على حقيبة وزارة المالية، مع التلويح بحرب داخلية إذا استمرت الضغوط الممارسة عليه، سواء من خصومه في الداخل أو الخارج.
وأشار إلى أن الضغوط تشمل مطالب بتسليم سلاح الحزب إلى الجيش اللبناني، وحصر قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية وحدها، من خلال وضع استراتيجية دفاعية تنظم الملفات الأمنية والعسكرية.
وأكد أبو حمدان أن التحركات الاستفزازية لم تقتصر على بيروت، بل امتدت إلى منطقة مغدوشة المسيحية في الجنوب اللبناني، فقد فوجئ سكان البلدة بهذه التصرفات، خاصة أنها احتضنت آلاف النازحين من الجنوب خلال الحرب الأخيرة.
ولفت إلى أن ذلك أثار موجة استياء كبيرة، خاصة أن المنطقة مختلطة بين المسلمين والمسيحيين، وتتمتع بحالة من التآخي بعيدة كل البعد عمّا حدث.
وأكد العقيد المتقاعد أن هذه التحركات تهدف دون شك إلى تشتيت جهود الجيش اللبناني، الذي أثبت قدرته على ضبط الأوضاع بالمنطقتين الحدوديتين الجنوبية والشمالية على حد سواء، وهو أمر لم يكن حزب الله يتوقعه.
وأضاف أن الجيش، رغم إمكانياته المتواضعة، يحظى بقبول شعبي واسع، مما يؤثر بشكل مباشر في قدرة حزب الله على السيطرة على قواعده الشعبية وإقناعها بأنه الوحيد القادر على حمايتهم.