خبراء عسكريون: هجوم "البيجر" يدشن عصرا جديدا للحرب السيبرانية

دشنت حادثة تفجيرات أجهزة البيجر والتوكي ووكي الخاصة بعناصر ميليشيا حزب الله في لبنان، عصرًا جديدًا في الحرب السيبرانية؛ ما سيؤدي إلى أن تكون عاملًا رئيسًا في حسم المعارك، بحسب خبراء عسكريين.

وأضافوا في حديث لـ"إرم نيوز" أن قيام إسرائيل بعملية سيبرانية أدت إلى تفجير هذه الأجهزة لعناصر ميليشيا "حزب الله"، يعد عملًا استباقيًّا لمرحلة لاحقة. كما أشاروا إلى أن الحرب الإلكترونية سوف تتسيد المشهد في المرحلة المقبلة.

"رد حزب الله"

الخبير الإستراتيجي والعسكري اللواء المتقاعد من الجيش الأردني مأمون أبو نوار أكد أن ما حدث يعد خرقًا إستراتيجيًّا كبيرًا، عبر الدخول إلى أنظمة التحكم بأجهزة الاتصال الخاصة بـ"حزب الله".

وقال أبو نوار لـ"إرم نيوز": إن العملية على أهميتها لن تؤثر في مسار الحروب البرية، وحروب الأنفاق، فما تم تفجيره هي أجهزة نداء، وبالتأكيد لدى حزب الله أجهزة أخرى لاستعمالات وأغراض حربية مختلفة.

وأضاف: "لا أتوقع أن حزب الله سيسكت عن هذه العملية، ومن المرجح أن يقوم برد سيبراني باستهداف أماكن حساسة في إسرائيل، أو أجهزة إلكترونية وأنظمة سيطرة وتحكم، وستساعده إيران دون أدنى شك في ذلك.

"عنصر أساس"

من جهته قال مدير الحرب الإلكترونية السابق في الجيش الأردني اللواء المتقاعد عاطف الطواهي، "إن إسرائيل حققت من العملية مكاسب عدة، ولديها الآن بنك معلومات عن المصابين وطبيعة عملهم، ومستوياتهم داخل الحزب، وفيما إذا كانوا من كوادر الوسط أو القيادة، وبالتالي هذا يعطيه نقاط قوة إذا ما بدأت بشن هجوم كبير في قابل الأيام".

وأضاف الطواهي لـ"إرم نيوز": "أن الحديث عن الحرب السيبرانية هو جزء من مسمّى الحرب الإلكترونية، وهي عنصر أساس في نجاح الجيوش، وهي مستخدمة منذ اندلاع أحداث غزة، وإسرائيل تعتمد اليوم على الذكاء الاصطناعي الذي يحدد أماكن الجهات المستهدفة، ولذلك لاحظنا في أكثر من مرة استهداف مبانٍ بأكملها في غزة؛ إذ إن الذكاء الاصطناعي، يعد أكثر ضررًا من العمليات الميدانية العسكرية".

وتابع بالقول: "أعتقد أننا أمام مشهد تتوسع فيه دائرة الحرب الإلكترونية في الأيام المقبلة؛ فمن جهة إسرائيل فهي مدعمة بتقنيات من حليفتها الولايات المتحدة، ومن جهة أخرى، فإن (حزب الله) سيحصل على تقنيات من إيران، والأخيرة بطبيعة الحال مصدرها روسيا".

"مرحلة جديدة"

فيما يرى المحلل العسكري العميد المتقاعد من الجيش الأردني ضيف الله الدبوبي، أن ما جرى من عملية تفجير لأجهزة البيجر لا يعني الانتصار على أرض الواقع؛ فالانتصار لا يتم إلا بعمليات برية، دون إغفال أهمية الحرب السيبرانية في تحريك القطاعات البرية، وإحباط معنويات الطرف الآخر.

وقال الدبوبي لـ إرم نيوز: إننا أمام مرحلة جديدة من الحرب السيبرانية الاستباقية، ويجب الإدراك بأن السبب في قيام إسرائيل بتلك العملية، يعود لحصول "حزب الله" على أجهزة اتصال لا يمكن اختراقها، وقد بذلت إسرائيل كل جهودها للوصول إلى شحنة التوريد؛ خوفًا من قيام الحزب بعمليات مفاجِئة.