خبراء: "الهدنة الإنسانية" في غزة فرصة لإعادة ترتيب أوراق التفاوض

كشف خبراء سياسيون أن الهدنة الإنسانية في غزة باتت حاجة مُلحة لأهل القطاع لتدارك سوء الوضع الصحي، بالإضافة إلى ترتيب أوراق التفاوض لإيجاد حل نهائي للأزمة.

وقال الخبير في الشأن السياسي الدولي رائد نجم، إن الأمم المتحدة طرحت قبل فترة الدخول في هدنة إنسانية في غزة تستمر لمدة أسبوع، يتم خلالها إدخال لقاحات شلل الأطفال وتطعيم سكان القطاع كافة، لا سيما بعد اكتشاف حالة أصيبت بفيروس شلل الأطفال، وذلك منعًا لوصول الفيروس إلى إسرائيل. 

تبريد الصراع

 وأضاف نجم في حديث لـ"إرم نيوز"، أن الوسطاء طرحوا أكثر من مرة الدخول في هدنة إنسانية لتبريد الصراع وتحضير الأجواء للدخول في إطار عقد صفقة، إلا أن انعدام الظروف الملائمة بعدم وجود توافق على القضايا الخلافية الكبيرة، والتي انتهت دون "فكفكة" أي قضية بالجولة الأخيرة من المفاوضات. 

وتابع الخبير أن هذه الهدنة يمكن أن تدخل حيز التنفيذ من الطرف الإسرائيلي لإعطاء حماس فرصة التأكد من عدد الأسرى الأحياء والأموات وأسمائهم. 

 ولفت الخبير السياسي إلى أن هذه المعلومات باتت أحد أبرز المطالب الإسرائيلية في عمليات التفاوض، للتأكد منها وإعطاء الموافقة للمستوى العسكري للدخول في عملية تبادل أسرى. 

 

 حلول أكثر استدامة

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي طلال أبو ركبة إنه بشكل عام، في حالات التصعيد، قد يتم اللجوء إلى هدنة إنسانية مؤقتة كجزء من جهود دولية للتخفيف من المعاناة الإنسانية، خصوصًا في مناطق النزاع مثل قطاع غزة.

وأضاف أبو ركبة في حديث لـ"إرم نيوز"، أن الهدف من هذه الهدنة غالبًا ما يكون السماح بتقديم المساعدات الإنسانية وترتيب أوراق التفاوض لإيجاد حل أكثر استدامة.

 موضحًا أن القرار النهائي يعتمد على الظروف الميدانية والسياسية المعقدة، بالإضافة إلى موقف الأطراف المتحاربة من هذه الخطوة. 

 وأشار المحلل السياسي إلى أن الوساطات الدولية في حالات سابقة، عندما كانت محادثات التهدئة تتعثر، تدخلت جهات دولية مثل مصر، قطر، والأمم المتحدة للوساطة بين حماس وإسرائيل. 

مبينا أن الهدن الإنسانية كانت تُستخدم كوسيلة لتخفيف التوتر مؤقتًا. 

وتابع الخبير "أن الوضع الميداني إذا استمر به التصعيد دون تحقيق أي تقدم في المحادثات، فإن الأطراف المتصارعة قد توافق على هدنة إنسانية مؤقتة بهدف إعادة ترتيب المفاوضات، وإعطاء فرصة لتقديم المساعدات الإنسانية".