بعد أسبوعين من اغتيال شكر.. هل تضغط إيران على "حزب الله" لمنع الرد؟

كشفت قناة "الأخبار الـ 12" العبرية، الليلة الماضية، أن طهران تمارس ضغوطًا على ميليشيا "حزب الله"، لإثنائها عن الرد الانتقامي على اغتيال قائدها، فؤاد شكر، في الوقت الراهن. 

وذكرت أنه رغم التقارير التي تتحدث عن هجوم وشيك من جانب إيران وميليشيا "حزب الله"، فإن رسائل وُجهت من طهران إلى بيروت، ضمن محاولات لـ"تأجيل" رد ميليشيا "حزب الله".

وقالت القناة العبرية إن هناك سببًا أساسيًّا للموقف الإيراني، وهو خشية طهران من رد فعل إسرائيلي واسع النطاق، يتمثل في قصف العاصمة اللبنانية بيروت بواسطة سلاح الجو الإسرائيلي على نطاق واسع.

عوامل تأخر الرد 

وحتى الآن طُرحت نظريات عديدة بشأن تأخر رد إيران وميليشيا "حزب الله" على حالتي الاغتيال، منها ضرورة التنسيق المُسبق بين الطرفين، وتعمد وضع إسرائيل في حالة انتظار مكلفة اقتصاديًا واجتماعيًّا ونفسيًّا، أو انقسامات داخل القيادة الإيرانية بشأن ماهية الرد وتداعياته.

غير أن القناة العبرية أشارت إلى أنه على خلفية قمة الدوحة، وحالة الاستنفار التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط خشية التصعيد، من الملاحظ أن هناك حذرًا مفرطًا وإعادة حسابات، طفت على السطح في طهران وبيروت بشأن الرد الانتقامي ضد إسرائيل.

وأوضحت أنه رغم ترقب الرد، فإنه يتأخر حتى الآن، لافتة إلى أن طهران تمارس نفوذها وتأثيرها في قرارات ميليشيا "حزب الله" في هذا الملف، وتضغط لمنعه من الرد حاليًّا.

وبيّنت أن السبب يعود إلى رغبة الإيرانيين في تأجيل العملية الانتقامية ضد إسرائيل، للحيلولة دون قيام سلاح الجو الإسرائيلي بشن هجمات واسعة ضد العاصمة اللبنانية.

ومن النواحي الإستراتيجية، ترى القناة أن دور ميليشيا "حزب الله" الأساس هو ضرب إسرائيل لو تعرضت الأراضي الإيرانية لهجمات مباشرة، وأن هذا هو سبب بناء وتمويل ميليشيا "حزب الله" وحرص إيران على الحفاظ على قوة هذه الميليشيا المسلحة.

تجدر الإشارة إلى أن تقارير إعلامية عبرية كانت أكدت في الأيام الأخيرة أن رسائل أمريكية وُجهت إلى إيران عبر قنوات دبلوماسية، تحدثت عن منطق تفكير أمريكي مختلف.

وينص هذا المنطق على أن اغتيال شخصية مثل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في طهران، لا يستوجب ردًّا انتقاميًّا إيرانيًّا على غرار هجوم أبريل/ نيسان الماضي، ولا سيما أن اغتيال هنية لم يكن مصحوبًا بسقوط مدنيين.

تفاؤل بعدم التصعيد

القناة العبرية أوضحت أيضًا، الليلة البارحة، أنه في ظل هذا الوضع، فإن المبعوث الأمريكي الخاص، عاموس هوكشتاين، الذي التقى مسؤولين في بيروت، بدا أكثر تفاؤلًا من ذي قبل، وسط أجواء تؤشر على إمكانية امتناع لبنان وإسرائيل عن التصعيد.

ونقلت عن المبعوث الأمريكي قوله، إن هناك فرصة كبيرة للوصول إلى تفاهمات، وأن مقترحات أمريكية ستطرح على الطاولة في هذا الصدد.

ووفق القناة، يؤمن الأمريكيون بأن قمة الدوحة، لو أثمرت عن نتائج، يمكنها منع التصعيد الواسع في الشرق الأوسط.

كما إن بعض المسؤولين الإيرانيين كانوا أكدوا خلال الأيام الأخيرة، أن وقف إطلاق النار على نحو دائم في قطاع غزة، يمكنه أن يمنع الرد على اغتيال هنية.