نيويورك تايمز: حماس أجلت تنفيذ 7 أكتوبر لأنها كانت تحاول إقناع إيران وحزب الله بالمشاركة

logo
العالم العربي

خبراء: إيران تسعى لدفع العراق نحو مواجهة "معارضيها"

خبراء: إيران تسعى لدفع العراق نحو مواجهة "معارضيها"
آثار ضربة إيرانية لإقليم كردستان العراقالمصدر: رويترز
12 سبتمبر 2024، 4:41 م

شكلت المعارضة الكردية الإيرانية المسلحة المتمركزة على طول الحدود مع كردستان العراق قلقاً دائماً للنظام السياسي والحكومة الإيرانية على حد سواء، في وقت تسعى فيه طهران لإرغام العراق على تصفية تلك المعارضة أو سحبها بعيداً عن الحدود العراقية على أقل تقدير.

وتتعامل طهران مع المعارضة الكردية على حدودها بطريقة تجمع بين الإجراءات العسكرية المتمثلة في عمليات القصف المستمر للمناطق التي تتحصن بها تلك المجاميع عند حدود كردستان العراق وبين الدبلوماسية عبر الضغط على العراق وحكومته بهدف تحجيمها والقضاء عليها.

وفي آذار 2023، وقع العراق وإيران اتفاقا أمنيا بعد أشهر قليلة على تنفيذ طهران ضربات ضد ما قالت طهران إنها مجموعات كردية معارِضة في الإقليم، ومنذ ذلك الحين، اتفق البلدان على نزع سلاح هذه المجموعات الكردية الإيرانية وإبعادها عن الحدود المشتركة.

يقول المحلل السياسي الكردي، ديار الأتروشي، إن "إيران اتبعت أسلوب الضغط العسكري على العراق بهدف إجباره على مواجهة المعارضة الإيرانية، حيث نفذت ضربات عسكرية، سواء كانت برية أو عبر القصف المدفعي والجوي، ضد مواقع هذه الجماعات داخل الأراضي الإيرانية، وفي شمال العراق".

وأضاف، لـ "إرم نيوز"، أن "طهران دائماً ما تتهم جزافاً دون أدلة المعارضة الإيرانية الكردية بالتنسيق مع إسرائيل لتنفيذ عمليات داخل العمق الإيراني، إلا أن هذا كله مجرد حجج بهدف تبرير عمليات قصفها للحدود العراقية".

في كانون الثاني من العام الجاري 2024، استهدف الحرس الثوري الإيراني منزلاً في أربيل بعدة صواريخ باليستية، مدعيا أنها قاعدة متقدمة للموساد الإسرائيلي؛ مما أثار استياء الحكومة العراقية وإقليم كردستان على حد سواء.

مصدر مقرب من مكتب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أكد أن جزءاً من حوار، السوداني والرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، خلال زيارته لبغداد أمس، تضمن مطالبات طهران بإنهاء ملف المعارضة الإيرانية على الحدود بين البلدين، وإيفاء العراق بالتزاماتها للاتفاقية المبرمة بين الطرفين.

وأضاف لـ "إرم نيوز"، أن "السوداني وعد بزشكيان بالإسراع بنقل الأحزاب الكردية المعارضة من الحدود نحو العمق العراقي، وتنفيذ الاتفاقية التي تمت بين البلدين".

وبانت معالم ذلك الحديث، خلال بيان مكتب رئيس الوزراء الذي نقل عن السوداني قوله، "أكدنا موقفنا الدستوري بعدم السماح لأي جهة بأي تهديد ضد الجمهورية الإيرانية ينطلق من بلادنا، وأن التواصل مستمر بين الأجهزة الأمنية لمسك الحدود ومنع التهريب الذي يضر الأمن الداخلي للبلدين".

ويعد حزب كادحي كردستان "كوملة"، من أكبر الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة، التي تنشط على طول الحدود مع مدينة السليمانية العراقية.

وتقول، فريبة محمدي، نائبة رئيس حزب "كوملة"، إن "الأحزاب المعارضة الإيرانية لم تواجه يوماً السلطات العراقية، ولن تقبل مواجهتها، لأنها ليست معركتنا، وإن عدونا هو السلطات الإيرانية لا العراقية، لهذا وافقنا على عملية الانتقال بعيداً عن الحدود على مضض، لكن الاتفاق لم يتم تطبيقه حتى الآن".

وأضافت، لـ "إرم نيوز"، أن "إيران وخلال الأسابيع القليلة الماضية ضغطت على العراق بشكل كبير بهدف إبعاد المعارضة عن الحدود، ونتوقع الانتقال من المناطق الحدودية نحو العمق في السليمانية خلال الفترة القليلة المقبلة، لكن لم يتم تحديد توقيت محدد لهذه العملية".

ويرى خبراء في الشأن الأمني والسياسي، أن إيران دائماً ما تتعكز على محاربة الأكراد في حالة عدم قدرتها على مواجهة القوى الكبرى مثل واشنطن وبريطانيا أو حتى إسرائيل. 

يقول، المحلل السياسي، نعيم المحمدي، لـ "إرم نيوز"، إن "الأكراد والمعارضة الكردية هي (كيس الملاكمة) الذي تشفي فيه طهران غليلها، بعد عجزها عن مواجهة أمريكا والرد على إسرائيل بعد اغتيال إسماعيل هنية وسط طهران".

وأضاف أن "السلطات الإيرانية تعي جيداً أنها ملزمة بإرضاء الداخل الإيراني عبر محاولة إيجاد عدو دائم وقطع الطرق على منتقدي ضعف إيران وعدم قدرتها على رد ما تعده عدواناً خارجياً عليها، لذا هي تدفع باتجاه انتصارات وهمية على مواطنيها الأكراد والأحزاب الممثلة لها".

وكانت المعارضة الإيرانية الكردية قد أجمعت في وقت سابق على احترام اتفاقات الحكومة العراقية وعدم إحراج إقليم كردستان، وأنها لن تنفذ أية عمليات عسكرية على الحدود بهدف الحفاظ على وعدها للجانب العراقي.

أخبار ذات علاقة

كردستان العراق: تصريحات السفير الإيراني "مزاعم كاذبة"

 لكن، كان لحزب الحياة الحرة الكردستاني "بيجاك" رأي آخر، فعناصره لا تزال تنتشر في المنطقة الجبلية على الحدود الإيرانية ضمن نطاق محافظة السليمانية، ويعد حزب "بيجاك" امتداداً لحزب العمال الكردستاني في تركيا، بحسب مراقبين.

ويتوقع الأكاديمي والمحلل في مركز العراق للدراسات الاستراتيجية، مازن العبدلي، أن ترغم طهران العراق على مواجهة حزب "بيجاك" في المرحلة المقبلة، لرفضه الانصياع للاتفاق الأمني العراقي الإيراني.

وقال لـ "إرم نيوز"، إن "إيران سارت على خطى تركيا، التي دفعت العراق لحظر حزب العمال الكردستاني، وبهذا يترتب عليها محاربته وإنهاء تواجده على أراضيها، واليوم يرفض حزب "بيجاك" الإيراني الذي يمثل حزب العمال الكردستاني فرع إيران أية قرارات بانسحابه من الحدود، وهذا ما قد يدفع العراق لمواجهته عسكرياً".

وتقضي الاتفاقية التي عقدها العراق مع إيران بجمع المعارضة الكردية كلها في منطقة واحدة بعيداً عن الحدود العراقية الإيرانية، وحصرها في مخيمات مع سحب الأسلحة منها، وهذا ما لا تتقبله بعض الأحزاب المعارضة، التي أكدت في مناسبات عديدة أنها، حتى إن وافقت على الانتقال، لكنها لن ترضى بالاستغناء عن أسلحتها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC