سياسيون لبنانيون يستهجنون تصريحات عبدالله بوحبيب بشأن الحرب

استهجنت أوساط سياسية لبنانية ما جاء في تصريح وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، بشأن استعداد لبنان للحرب في حال فرضت عليه.

وأشارت إلى أن هذا الإعلان يعرّض الشعب اللبناني المنهك لحرب غير قادر على تحمل تبعاتها، وأن الجيش اللبناني لا يملك السلاح والعتاد المتطور اللازم كي يكون مستعدًا لمواجهة إسرائيل.

وأكد بوحبيب، في تصريحات متلفزة، أنّ "الحكومة تتشاور مع "حزب الله" والتشاور ملزم ولا يعني وجود قرار نهائي"، لافتًا إلى أنّ "مندوبين دوليين نقلوا لنا تهديد إسرائيل، وأنّ أي هجوم إسرائيلي على أراضينا لن يكون نزهة وسيؤدي لحرب إقليمية".

وقال بوحبيب "نريد سلامًا على الحدود ونحن مستعدون للحرب إذا فرضت علينا".

وعلق النائب في القوات اللبنانية غياث يزبك على ما جاء في تصريح  وزير الخارجية، قائلًا: "كنا نتمنى أن يكون كلام وزير الخارجية كلامًا مسؤولًا، وإلا فالصمت أفضل".

وأضاف يزبك في تصريح لـ"إرم نيوز": " كان حري بالوزير عدم الكلام واستدراج جهنم إلى لبنان وكل شيء منهار، والخارجية تقفل القنصليات والسفارات في دول العالم.. والكل يشاهد أوضاع الجنوب المحزنة حيث الدفاع المدني غير قادر حتى على إخماد حريق. والمواطن لا يجد حتى حبة دواء".

بدورها، علقت النائبة المعارضة بولا يعقوبيان على ما جاء في حديث الوزير بو حبيب متسائلة "هل يعقل أن يكون لبنان مستعدًا للحرب وهو مهمل من قبل كل أركان الدولة والمسؤولين لدرجة أن المباني فيه تنهار، وأن طريق ضهر البيدر، وهو شريان أساس في بنيته التحتية، تطاله الانزلاقات؟".

وتابعت في حديثها لـ"إرم نيوز": "إن البلد مضروب دون أن تحلق أي طائرة إسرائيلية فوق أراضيه لتضربه، مضروب بأسوأ مافيا بالتاريخ، مضروب بأسوأ طبقة من الحراميّة تحكمه."

وتساءلت يعقوبيان من جديد "هل ينقص لبنان من يضربه بعد، وأن تأتيه الضربات تحديدًا من مجموعة مجرمة تسمّى اليوم بالجيش الإسرائيلي وهو كناية عن مجموعة أشرار ومجرمين تقتل وتبيد البشر؟"

وأردفت: "نحن لسنا بقادرين على أي شكل من أشكال الحرب. نحن لسنا فقط غير جاهزين للحرب، نحن غير جاهزين لأي شيء ولا حتى للسلم، لأن طبقة من المافيا الكذابة تحكمنا ولم تترك شيئًا في البلد لم تنهبه. "

وناشدت يعقوبيان الحكام بالقول: "فليوقفوا الجنون جميعًا، لأن البلد لم يعد يحتمل تنطّحًا لا أعرف أسبابه."

من جانبه، سأل نائب تيار المستقبل نزيه نجم "باسم مَن يصرح وزير الخارجية، وما مدى جهوزية البلد والشعب اللبناني للدخول بالحرب، وما مقوّمات الجيش اللبناني للرد؟".

وأضاف نجم، لـ"إرم نيوز"، "نحن ننادي بتطبيق القرار 1701 لإنقاذ لبنان من مخاطر حرب لا يقوى عليها."

الكاتبة السياسية والباحثة والاستاذة الجامعية منى فياض أكدت أن "ما يقوله وزير الخارجية اليوم هو لزوم ما لا يلزم، لأنه من المرجح أن يكون بنى موقفه على الهدنة المرتقبة في غزة. وبالتالي، يستطيع التصعيد قدر ما يشاء في إطار الشعبوية وتسليف الموقف."

وأشارت فياض لـ"إرم نيوز"  إلى أن "حكومتنا هي حكومة تصريف أعمال أي أنها لا تملك الحق باتخاذ قرارات مصيرية، وهي تربطنا بسياسة حزب الله الذي ينفذ سياسات إيران." 

وأضافت: "أن تغطية حكومتنا لحزب الله في الحرب يورط الدولة اللبنانية كلها، ويعطي الذريعة لنتنياهو بأنه حين يضرب لبنان إنما هو يضرب دولة معادية وليس فقط تنظيمًا يصادر هذه الدولة، وهو بالتالي يكتسب غطاء من الشرعية الدولية. "
من جهته قال رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون: "لم نعد نستطيع أن نعيش بالوهم. فيوجد واقع سياسي ويوجد استهتار بحق اللبنانيين وخاصة عند الحديث عن تطبيق القرارات الدولية التي تصب بمصلحة كل مواطن لبناني من كل الفئات."

وأضاف شمعون لـ"إرم نيوز ": "إذا أرادت وزارة الخارجية مساعدة هذا البلد لتفادي الكوارث، فأقل ما يجب أن تفعله هو المطالبة بتطبيق القرارات الدولية.  فعندما نشاهد التهجير الحاصل في الجنوب حاليًّا، نلمس لأي حد ممكن أن تتدحرج الأمور وإلى أي حد ممكن أن نتحمل عواقب كبيرة سياسات دونكيشوتية لا تصب أبدًا بمصلحة لبنان."