قصف مدفعي إسرائيلي على بلدتي عبسان الكبيرة وخزاعة شرقي مدينة خان يونس
تتمسك حركة حماس وإسرائيل بأساليب الضغط في المراحل النهائية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى والرهائن، في محاولة من كل طرف لانتزاع تنازلات من الآخر، بحسب خبراء.
وتواصل حماس سياسة نشر فيديوهات الرهائن للتأثير على الحكومة الإسرائيلية، والضغط عليها من قبل أهالي الرهائن، الأمر الذي دفع العائلات وأحزاب المعارضة لتكثيف الضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتوصل إلى صفقة مع الحركة.
في المقابل، تعمل إسرائيل على تكثيف قصفها لمختلف مناطق القطاع، وتركز القصف بمناطق الوسط والجنوب، الأمر الذي أدى لمقتل عدد كبير من الفلسطينيين خلال الأيام الماضية، خاصة أن القصف هو الأقوى منذ أكثر من شهر.
وبهذا الصدد، قال الخبير في الشأن السياسي، طلال عوكل، إن "الفيديوهات يمكن اعتبارها في الوقت الحالي رسائل متبادلة بين إسرائيل وحماس، تهدف الحركة من خلالها إلى طمأنة وسطاء التهدئة والوفد الإسرائيلي بشأن قدرة قياداتها بالخارج على إتمام الاتفاق".
وأوضح عوكل، لـ"إرم نيوز"، أن "الفيديوهات التي تنشر للأسرى بالوقت الحالي تهدف بشكل أساسي للتأكيد على وحدة حماس، ورغبتها بالتوصل لاتفاق تهدئة، وأن هناك توافقًا بشأن هذا الملف، ولا يمكن للجناح المسلح للحركة أن يعيق تطبيق بنود الاتفاق".
وتابع: "بتقديري يتم نشر الفيديوهات من خلال التوافق مع وسطاء التهدئة، خاصة أن المفاوضات ستشهد تقدمًا كبيرًا خلال الفترة المقبلة"، مبينًا أن لحماس هدف ثانوي يتمثل بالضغط الجزئي على إسرائيل لإتمام التهدئة.
وأشار عوكل إلى أن "زيادة الضغط الشعبي من خلال الفيديوهات يمكن أن يحقق لحماس بعض النتائج المرجوة، خاصة أنها عادة ما تنشر تلك الفيديوهات في أيام السبت التي تشهد مظاهرات لعائلات الرهائن ضد حكومة نتنياهو".
وقال إن "نتنياهو ووزراء حكومته أفشلوا منذ البداية مخططات حماس للضغط بورقة الرهائن، وهو الأمر الذي أضعف قدرة الحركة على المراهنة بهذه الورقة"، مشددًا أن الخيار الوحيد لحماس بالوقت الحالي التجاوب مع الجهود المتعلقة بالتهدئة.
من جانبه، يرى الخبير في الشأن العسكري، أحمد عبد الرحمن، أن "تكثيف الجيش الإسرائيلي لعملياته العسكرية بوسط وجنوب القطاع، يأتي لتحقيق هدفين رئيسين، الأول زيادة الضغط على حماس للقبول باتفاق التهدئة دون أي ملاحظات".
وأضاف عبد الرحمن، لـ"إرم نيوز"، أن "الهدف الثاني يتمثل في تحقيق أكبر مكاسب عسكرية قبل دخول التهدئة حيز التنفيذ، خاصة أن ذلك يتزامن بمساع أمنية واستخباراتية للوصول إلى قيادات بارزة وكبيرة بالجناح المسلح لحماس".
وأشار إلى أنه "عادة ما تكثف إسرائيل ضغطها العسكري على حماس في اللحظات الأخيرة من مفاوضات التهدئة، وهو الأمر الذي تأمل من خلاله تقديم الحركة المزيد من التنازلات"، مبينًا أن وصول إسرائيل لأي شخصية من حماس باللحظات الأخيرة يكون بمنزلة الضربة الأقوى لحماس.
ورجح عبد الرحمن أن "تشهد الساعات المقبلة الإعلان عن اتفاق مرحلي للتهدئة بين حماس وإسرائيل، يكون في مصلحة الأخيرة بالدرجة الأولى، على حين يضمن للحركة بقاءها سياسيًّا رغم الضعف العسكري الذي ستكون فيه"، حسب تقديره.